سياسيون: الوصاية الهاشمية ساهمت بحماية المقدسات

جفرا نيوز - تشهد ساحات المسجد الأقصى سلسلة من الاقتحامات التي تنفذها اعداد كبيرة من المستوطنين تحت رعاية قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهي آخذة بالأزدياد بشكل ملحوظ لا سيما في فترة الأعياد الاسرائيلية.

وبين سياسيون أنّ نوعية هذه الاقتحامات تغيرت مع الوقت، فلم يعد رفع الاعلام هو المظهر الوحيد لما يجري، بل هنالك الرقصات الاستفزازية والصلوات التلمودية وغيرها من المظاهر التي تخترق في فحواها المعاهدات الدولية. ويتزامن مع هذه الاقتحامات اليومية، اعتقالات للمرابطين والمصلين والحراس، فضلا عن حملة الاعتقالات في الضفة الغربية، حيث يندد الأردن باقتحام المسجد الأقصى المبارك، والممارسات غير المقبولة بحقه باعتبارها عدوانا مدانا ومرفوضا، و يعتبرها خرقا فاضحا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، فالاعتداءات المتواصلة على المقدسات تمثل اتجاهاً خطيراً، وتصرفاً عبثياً غير مسؤول يفاقم التوتر ويدفع بالأوضاع إلى دوامة عنف مستمرة.

  استفزازات مرفوضة

 وأكد عضو مجلس النواب خليل عطية أنّ الجولات الاستفزازية في ساحات المسجد الأقصى تتواصل دون توقف، مع اداء الطقوس والصلوات التلمودية، وهو أمر مرفوض تماما، اضافة الى مواصلة الاعتقالات ليس فقط في القدس وانما يتم استهداف الضفة، في حملة تصعيد واضحة.

واشار عطية الى أهمية الجهد الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني لتوضيح الصورة والوقوف الى جانب القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، فلا يمكن انكار ان الوصاية الهاشمية شريك مهم في دعم صمود المقدسيين، إذ تستند إلى قوة تاريخية وقانونية مهمة، ومن المهم السعي نحو استعادة الهدوء في القدس ومقدساتها والخطوات اللازمة لضمان وقف التصعيد، ويجب على إسرائيل ان تحترم الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المُبارك.

واشار عطية الى أنّ لا سيادة إسرائيلية على المقدسات، والقدس أرضٌ فلسطينيةٌ محتلة، وإسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لا تملك أي سيادة على الحرم القُدسيّ الشريف/ المسجد الأقصى المُبارك الذي يُشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونماً مكان عبادة خالصا للمسلمين، وإدارة المقدسات الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة صاحبة الصلاحية الحصرية في إدارة كل شؤون الحرم الشريف».

خرق المعاهدات

 واشار الخبير في الشؤون الاسرائيلية، د. أيمن الحنيطي الى أن الاقتحامات لساحات المسجد الأقصى آخذة بالازدياد بشكل ملحوظ، خاصة في فترة الأعياد الاسرائيلية، وهذه الطريقة المتبعة تثبت اصرارهم على فرض التقسيم المكاني والزماني، ليصبح أمراً واقعا، فهم يجدون انهم هم اصحاب السيادة والكلمة العليا والذين يتحكمون بالمشهد من بدايته الى نهايته، ولكن الواقع ان المشهد معقد جدا، والمتتبع يلمس ان نوع الاقتحامات قد تغير وزادت حدتها فضلا عن انهم اصبحوا يستهدفون ابوابا عديدة منها الرحمة والاسباط وغيرها، دون الأخذ بعين الاعتبار المعاهدات القائمة. واضاف الحنيطي أنّه للأسف الموقف العربي ضعيف حيال ما يحدث من استفزازات وانتهاكات، والاشقاء الفلسطينيون يعولون ويرتكزون بشكل كبير على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، فالموقف الأردني ثابت وواضح وراسخ لم يتغير وهو رافض ومستاء من هذه الاقتحامات.

وبين الحنيطي ضرورة تجاوز الخلافات في الصف الداخلي الفلسطيني، حتى يصبح لديهم تأثير قوي للوقوف في وجه هذه التجاوزات، فالجانب الاسرائيلي يكسر المحرمات ولا يأبه بالمعاهدات الدولية.

وقد اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين اليهود مؤخرا، باحات المسجد الأقصى المبارك – الحرم القدسي الشريف بمدينة القدس المحتلة، وفرضت شرطة الاحتلال قيودًا على دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد الأقصى، ومنعت من هم دون الـ 50 عامًا من المرابطين والمرابطات من الدخول إليه، لتأمين اقتحامات المتطرفين في «عيد العرش» اليهودي. يشار إلى أن سلطات الاحتلال تحوّل الأعياد والمناسبات اليهودية إلى محطات تصعيد لإجراءاتها العسكرية التعسفية والقمعية للتضييق على الشعب الفلسطيني، بخاصة في مدينة القدس المحتلة، كما تستغلها لممارسة التنكيل على حواجزها العسكرية، وتكثيف اقتحام الجماعات اليهودية المتطرفة للمسجدين الأقصى بالقدس والإبراهيمي في الخليل.
توطئة
 وفي المقابل أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، د. غازي ربابعة أنّ هذه الاقتحامات توطئة للتقسيم المكاني، فتواجد أعداد كبيرة من المستوطنين المقتحمين هو تهيئة للرأي العام العربي والاسلامي للمضي في تحقيق تغييرات مخطط لها وستكون أكثر خطورة في الفترات المقبلة، فالاحتلال يريد فرض واقع التقسيم في القدس تدريجيا، كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وشدد الربابعة على ضرورة أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في هذه المعركة، والأمة الإسلامية شريكة معه، منوهاً إلى أن أهمية معركة استرداد الوعي للأمة لوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية المتعددة، مع التأكيد على أهمية دعم المرابطين.

الدستور - ماجدة أبو طير