المهطوان الكركي الجنوبي – سيرة المرأة التي طرزت تاريخ الاردن الحديث


جفرا نيوز – احمد الغلاييني – يعرف المهطوان في مدينة الكرك جنوب المملكة بالرجل الضخم الشجاع المقدام وهو مصطلح  لا يعرفه الا ابناء الكرك الذي الصقه الجنوبيين بالمناضل الاردني عودة المهطوان والذي كان من رواد حركة النضال الطلابي لمواجهة العدو الصهيوني والذي دآب هو ورفاقه اليساريين في الجامعة الأردنية او بحي الكركية بصويلح على تنسيق البيانات او الاعتصامات او يتشاركون في المعتقلات حباً لفلسطين، والتي كانت تساندهم الأمهات في هذه المسيرة.


لم يسبق وان عرضت في العشرين سنة الاخيرة على الأقل مسرحية تتحدث عن تاريخ ابناء الكرك في حركات النضال الطلابي الأردني في مواجهة المصير المشترك ضد العدو الصهيوني.

وجسدت المسرحية دور نضال المرأة الأردنية ودعمها للحركة النضالية في الأردن والتي مثلتهم الأم "ثقلة" والدة عودة المهطوان والذي لقبها رفاقه بأسم "كروبسكايا"، إشارة إلى الثائرة البلشفية بالاتحاد السوفيتي زوجة "لينين" (ناديجدا كروبسكايا) والتي كان لها دور في اتحاد النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة السوفيتية آنذاك، والتي كانت تملك المرأة وعياً وطنياً هاماً حيث ساندت "ثقلة" ابنها وابنائها المناضلين من خلال امدادهم بالقوة والعزيمة، ولم تكن الأم ترسخ لمنطق الموروثات الشعبية والخرافات حيث جسد العراف مبدأ الإشاعة والاخبار الكاذبة التي كان ينشرها العدو من خلال الطابور الخامس الاعلامي، او ماينشره ضعاف النفوس من خرافات عن ضياع جهود المناضلين في العمل من أجل تحرير فلسطين، حيث كان للمرأة الكركية دوراً بارزاً في مواجهتها ومحاربتها بقوة وأرضاع ابنائها الوعي وحب الوطن والنضال من أجل مبادئه وقضاياه المصيرية، وتعريفهم بعدوهم وبتاريخ اجدادهم في محاربة العدو العثماني ومروراً بالاحتلال البريطاني وانتهاء بإنتصار الأردن بمعركة الكرامة وماتلاها من احداث وطنية من خلال الحركات وانتهاءً بهبة نيسان الـ 89 واحداث جامعة اليرموك والتي على اثرها انتهت الأحكام العرفية بالبلاد ورجوع الحياة الديمقراطية.



وكان العمل يتحدث عن شخصيات بارزة في تاريخ اليسار الأردني في تلك الفترة خاصة بالجامعة الأردنية، "مثل موسى برهومة ومحمد طملية ورمضان الرواشدة، حبيب زيود، جمال الناجي، ابراهيم الغرايبة، وغيرهم" والذين كانوا يجتمعون في حي الكركية بصويلح والذي كان معقلاً مهماً لليسار الطلابي قبل ان يحوله ابو مصعب العكرماوي إلى "تورا بورا" – كما يسرد الرواي –.

واظهرت السنوغرافيا والتي تمثلت بالأسود الكامل وبتقاطعات تحمل رمزيات مثل رسم لحنظلة في اشارة لرمزية الحرية لدى الثورة الفلسطينية وعرار رمزية الحرية الأردنية وفي وحدتهم لمواجهة الاحتلال، ايضاً دورة الشابة الأردنية والتي تحمل سيفاً في اشارة إلى قوة الأردنية في مواجهة الاحتلال والمساواة بين الجنسسين في  ترسيخ النضال سواء بالكلمة او السلاح او الموقف.

لم ينسى العمل سرد تعذيب اليساريين في السجون والاحتجاجات على ذلك وقطع الملك حسين زيارته لواشنطن والعودة للاردن وقول كلمته الشهيرة وقتها "هاؤلاء ابنائي وانا بحلها"، في اشارة ان النظام الهاشمي صائن للحريات العامة في البلاد.

اضافت التقاطعات الغنائية للفنانة مكادي نحاس والفنان يوسف كيوان اضافة جميلة للعمل في إشارة واضحة ان الكركيين وابناء الاردن كانوا اهل فرح وغناء حتى في اصعب الأوقات.

اراد العمل ان يكشف وبشكل واضح ان من شكل الأردن العصري الحديث هم ابناء الطبقة الكادحة والعاملة والتي بنته بالعلم والفكر والوعي والمعرفة.

اظهر العمل وبعد عودة الحياة الديمقراطية الانقسامات الحزبية حول بعض القضايا الداخلية والخارجية والتي أدت الى تفتيت العمل الحزبي.

تجسد "الكيوغراف" بالحركات القوية والثابتة للممثلين حيث لم يظهر الممثلين في مشي مهتز، بل اظهر القوة الداخلية لكل عارض في إشارة واضحة لمتانة ابناء الاردن وخاصة الكركية في قضاياهم العربية.