وزارة الشباب بين المد والجزر !
جفرا نيوز - عبدالحافظ الهروط
حالة المد والجزر التي لفّت وزارة الشباب خلال العقدين الماضيين و"الضمور" في هذه المرحلة، جاءت لأسباب، لعل ابرزها : سوء تباين قدرات بعض الوزراء، الذين قدموا ثم غادروا دون أن يتركوا أثراً.
ولعل أخيراً، تسريح كثير من الكفاءات دون وجود قيادات بديلة أو عدم إعطاء الفرصة لمن يستحق.
على الصعيد الاداري، ظلت وزارة الشباب تخضع لاجتهادات حكومية، اذ صدر قرار في مطلع العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بتحويل الوزارة الى مجلس أعلى للشباب، وقبل هذا تم تعيين وزير للثقافة ليكون أيضاً، وزيراً للشباب مع توجه لدمج الوزارتين معاً، وهذا حديث سبق وظل يدور في ذهنية الحكومات المتعاقبة لعديد الوزارات، رغم عدم جدوى هذا التفكير.
وزارة الشباب، تبدو حالياً أكثر عجزاً في أداء مهمتها، حتى أن برامجها التي كانت تتحرك من خلالها ميدانياً خلال عقود مضت وكانت على تواصل مع المجتمعات واستقطاب القطاع الشبابي في مختلف مواقعه، باتت تلك البرامج لا وجود لها.
من هذه البرامج على سبيل المثال لا الحصر، معسكرات الحسين للعمل والبناء، التي انتهت صيف هذا العام، دون أن يكون لها واقع ملموس على المجتمع الاردني ؟!
هذا الوضع، تزامن مع إقرار مجلس الوزراء، الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للشباب للأعوام ( ٢٠١٩-٢٠٢٥) وهي امتداد لإستراتيجية أعدها (المجلس الاعلى للشباب) ٢٠٠٥ ووضعت في يد جلالة الملك، فماذا قدمت استراتيجيات الوزارة لشبابنا؟!
"العلامة الفارقة" التي يمكن أن ننصف بها عمل وزارة الشباب، هو ما يشاهده الاعلام على ارض الواقع ويتناقله زوار مدينة الأمير هاشم بن عبدالله للشباب، عن العمل المنجز من مشاريع جاذبة لأبناء وأهالي محافظة مادبا، والمحافظات الأُخرى، وفي الشقين الشبابي والرياضي، وذلك لوجود مرافق حديثة وبرامج واقعية والتزام وظيفي جاد وضعه مدير المدينة الدكتور ابراهيم الشخانبة، ومعه العاملون على اختلاف مسمياتهم الوظيفية.
يضاف الى هذا، أن التجديد في إدارة المدينة، والتنوع في ايجاد مشاريع تعنى بالمجتمع المحلي وتطوير الخدمة لتكون مدينة متكاملة في العمل الثقافي والسياحي والزراعي والبيئي والطاقة، وتوفير فرص العمل، هذا التجديد هو التأكيد بعينه، أن العنصر البشري، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والعمل بروح الفريق الواحد، أساس النجاح والمؤثر الحقيقي في الرأي العام، اذا ما اردنا أن ننهض بمؤسساتنا الوطنية.
مدينة الامير هاشم للشباب، وما يحدث فيها من تطورات متسارعة ومشاريع على وشك الانتهاء وأُخرى منتظرة، ليس مجرد قصة نجاح، يسجل لإدارتها، فحسب، بل لأن الوفود الزائرة لها من مؤسسات رسمية وخاصة ونقابات وإعلام وصالونات فكرية ومجتمعات مدنية، هي التي تنقل ما تشاهده فيها وما توفره لهذه الوفود من خدمات.
أما حصر أعداد مرتادي المدينة، فهذا يحتاج لكاميرا لالتقاط صور الزوار، وليس "جرّة قلم" في كتابة مقال.