اتفاق لبنان مع عدو حزب الله ماهو موقف حسن نصر الله؟
جفرا نيوز - وسائل إعلام إسرائيلية تقول إنّ حزب الله يهدد "إسرائيل" في منطقة سيادية خاصة بها، وفق ما تدعيه، وهو يستطيع أيضاً أن يهدد محطة الطاقة في الخضيرة، أو أي مكان آخر في "إسرائيل".
بقيت قضية المفاوضات بين "إسرائيل" ولبنان بوساطة أميركية بشأن الحدود البحرية بينهما بنداً أول في جدول الأعمال الإسرائيلي، إذ برز في "إسرائيل" تركيز على أهمية الاتفاق "الجيد"، الذي "تريده كل الجهات الأمنية من موساد وشاباك وجيش". وفي مقابل موجة التأييد للاتفاق من داخل الحكومة، رفضته المعارضة الإسرائيلية بشكلٍ تام، ووصفته بأنه خضوع تام بكل المعايير، ويمس استراتيجياً بردع "إسرائيل".
وفيما تحدثت تقارير إسرائيلية عن وجود تفاؤل في "إسرائيل" للتوصل إلى اتفاق مع لبنان، أُفيد بأنّ جهات سياسية في "إسرائيل" على تواصل دائم مع جهات في واشنطن من أجل محاولة حل الأزمة بين "إسرائيل" ولبنان في اللحظات الأخيرة.
وحضر حزب الله، وأمينه العام، حسن نصر الله، في صلب التحليلات الإسرائيلية المتعلقة باتفاق الغاز، فصدرت تحذيرات من أن حزب الله قد يحاول تنفيذ "عملية تحد" في حال بدأت "إسرائيل" باستخراج الغاز من "كاريش". كما صدرت تعليقات حيال شخصية السيد نصر الله، مفادها أنه "لم يولد بعد لا القائد ولا رجل الاستخبارات الإسرائيلي أو الغربي الذي يستطيع الدخول الى رأس السيد نصر الله والنجاح في تحليل ما يخطط له".
غانتس والجهات الأمنية: الاتفاق جيد
واصل وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، مواقفه التي بدا فيها من أشد الحريصين على إبرام اتفاق بحري مع لبنان، خوفاً من حصول تدهور أمني، إذ نقل عنه مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، يارون أبراهام، أنه قال خلال جلسة المجلس الوزاري المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية – الكابينيت، التي جرت يوم الخميس الماضي، إنه "يجب إنهاء الاتفاق قبل بداية استخراج الغاز . الخطر الأمني كبير ويجب الدفاع عن هذا الاتفاق، فهو جيد".
وبعد الانتقادات التي وجهها "رؤساء السلطات المحلية في الشمال" لإعلان غانتس، أمس الجمعة، أنه طلب إلى "الجيش" الإسرائيلي الاستعداد على المستويين الهجومي والدفاعي، عقد غانتس، بحسب موقع القناة السابعة، محادثات مع رؤساء السلطات المحلية في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، بحضور مسؤولين إسرائيليين كبار، وأكّد لهم أنه "في هذه المرحلة لا توجد تعليمات خاصة للجبهة الداخلية".
موجة التأييد لاتفاق الغاز داخل الحكومة الإسرائيلية شملت وزير السياحة الإسرائيلي، يوآل رازفوزوف (من حزب يوجد مستقبل الذي يرأسه رئيس الحكومة، يائير لابيد)، الذي قال في مقابلة أجراها مع القناة 13 الإسرائيلية، إنّ مسودة الاتفاق ممتازة برأي كل الجهات الأمنية، ومن النواحي الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية. وأعرب رازفوزوف عن أمله بأن ينجز الاتفاق قبل الانتخابات.
كلام رازفوزوف عن موقف الجهات الأمنية، كرره مراسل الشؤون السياسية في القناة 12، يارون أبراهام، الذي قال إنّه في جلسة الكابينيت الأخيرة، "عُرض على الوزراء رأي مهني للمؤسسة الأمنية والعسكرية موقع من قبل غانتس نفسه، بأنه يوجد ضرورة وأهمية للتوقيع على الاتفاق مع لبنان قريباً جداً".
المعارضة الإسرائيلية: "إسرائيل" خضعت ونصر الله أصدق
وفي مقابل الترويج لمزايا الاتفاق مع لبنان من قبل أعضاء الحكومة الإسرائيلية، استمرت المعارضة الإسرائيلية بالتصويب على الاتفاق، فاتهم عضو الكنيست (والوزير السابق) من الليكود، تساحي هنغبي، في مقابلة أجراها مع القناة 12 الإسرائيلية، الحكومة الإسرائيلية بأنها تتجنب نقل الاتفاق إلى الكنيست لأنها لا تملك أغلبية فيه.
ورأى هنغبي أن الاتفاق مرفوض، لأنّه "خضوع تام بكل المعايير"، لافتاً إلى أنه "بخصوص التعويضات، يقول المتحدثون اللبنانيون وأنا أصدق (السيد) نصر الله للأسف أكثر من المتحدثين الإسرائيليين، بأن إسرائيل لن تحصل على شيكل واحد".
وبدوره، رأى رئيس حركة "الأمنيون"، العميد احتياط أمير رفيفي، أيضاً في حديث مع القناة 12، أنّ الاتفاق هو خضوع، ويمسّ استراتيجياً بردع "إسرائيل". وأضاف رفيفي أنّ حزب الله يهدد "إسرائيل" في منطقة سيادية خاصة بها، وهو يستطيع أيضاّ أن يهدد محطة الطاقة في الخضيرة، أو أي مكان آخر في "إسرائيل".
"إسرائيل" على تواصل مع واشنطن لحلّ الأزمة مع لبنان
الحملة التي تشنها المعارضة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، على مسودة الاتفاق الذي أعده الوسيط الأميركي، آموس هوكستين، لم تمنع المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية في "إسرائيل" من التأكيد على أنه لا يزال ممكناً الوصول إلى اتفاق مع لبنان، بحسب مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، نير دفوري.
محلل الشؤون العسكرية في القناة 13، ألون بن دافيد، أضاف أنه يوجد تفاؤل في "إسرائيل" بخصوص احتمالات الوصول إلى اتفاق مع لبنان، لافتا إلى أنهم في "إسرائيل" يرون أن الثغرات هي ثغرات صياغة، ويمكن إنهاء الأمر.
وبدورها، نقلت مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13، موريا وولبرغ عن جهات سياسية في "إسرائيل" أنه يوجد تواصل دائم مع جهات في واشنطن من أجل محاولة حل الأزمة بين إسرائيل ولبنان في اللحظات الأخيرة.
أحجية نصر الله
حذّر محلل الشؤون السياسية في القناة 13، آري شابيط من أن حزب الله قد يبادر إلى تنفيذ "عملية تحد" ضد "إسرائيل" بشكلٍ قد يقود إلى تصعيد. وأضاف مراسل الشؤون العربية في قناة كان، روعي كايس، بأن حزب الله، من الآن وحتى تقول القيادة اللبنانية إنّ المفاوضات فشلت تماماً، "سيجلس على الجدار، ويرى ما يحدث".
ومن جانبه، تحدّث محلل الشؤون العسكرية في قناة كان، روعي شارون، عن قراءة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لشخصية أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، فقال إنه "لم يولد بعد لا القائد ولا رجل الاستخبارات الإسرائيلي أو الغربي الذي يستطيع الدخول الى رأس (السيد) نصر الله والنجاح في تحليل ما يخطط له. وهذا فشل مرة تلو أخرى".
شارون قال أيضاً إنّ السيد نصر الله اعتاد على تسلّق الأشجار بفضل سياسة "إسرائيل" في العقد الأخير، لذلك يشعر أنه يستطيع السماح لنفسه بتهديد "إسرائيل". وأضاف شارون أنه في عدد لا يحصى من الأحداث التي بادر إليها السيد نصر الله، "إسرائيل" تراجعت خطوة إلى الوراء.
المصدر: الميادين نت