"جفرا" فتحت الباب أمام الكبير ممدوح الحوامدة .. فكان علامة فارقة في تاريخها
جفرا نيوز - كتب - موسى حوامدة
منذ كنت طالبًا في الجامعة الأردنية وأنا أقرأ اسم ممدوح حوامدة في صحيفة الرأي..وهو يكتب برشاقة وأسلوب مختصر ومحبب ..تعلمت منه التكثيف ..وفي صحيفة صوت الشعب كتبت زاوية بالصنارة بتوقيع صياد دون أن أكتب اسمي صريحًا كان ذلك زمن الأحكام العرفية والتي كنت ممنوعا من العمل فيها بشكل رسمي، قبل أن ترفع ونتوهم أن حرية التعبير صارت أسهل ولم نفطن أن تلك السنوات كانت أجمل وأفضل..وللحديث هذا بقية في مكان آخر.
ممدوح حوامدة الذي تعرفت عليه لاحقا كان متصالحا مع نفسه لا يشكو من جهوية او إقليمية..كان يكتب بطريقته الخاصة والمحببة، وظل محتفظا بهذا الأسلوب وحريصًا على الكتابة والنشر فاختار موقع جفرا نيوز بعد أن اختلفت إدارات الصحف اليومية..صار يقرأ لي ما سيكتب يوم الأحد في جفرا وهنا اقدم الشكر للصديق نضال الفراعنة.
الذي ظل حريصا على نشر زاوية ممدوح ..ومعاملته بشكل راق ..
كان كثيرًا ما يطلب مني أن أضع له أغنية عبدالوهاب أخي جاوز الظالمون المدى وكان يسمعها بإصغاء وكأنه يسمعها للمرة الأولى ...
كنت أشعر دائما بطيبة أبي باسل وكرمه ومحبته، وصرنا في السنوات الأخيرة نقضي أوقاتا أكثر إما في مقر نقابة الصحفيين نهارًا أو في أحد مقاهي عمان أحيانا..كان دائما ما يسألني عن المرحوم محمد كعوش ويسرد ذكرياته معه وظل وفيا للمرحوم محمود الكايد عميد الصحافة الأردنية ..
ولم أنس تلك القصة التي كان يرويها عن أبيه (يا بني اذا شفت واحد راكب عصا قل له مبروكة هالفرس ) ويضحك، وصارت مبروكة هالفرس تعبيرًا معروفًا بيني وبينه.
مرة قال لي الناس تعتقد أني كنت أقبض من الوزراء والمسؤولين الذين أكتب عنهم ويشهد الله أني كنت من يهدي ولا يأخذ.
اليوم جاء خبر رحيل العزيز ممدوح .فتدافعت تلك الذكريات البعيدة والقريبة.. رحمة الله عليك يا أبا باسل او ابن العم كما كنت تردد دائمًا.