من وحي الذكرى..
جفرا نيوز/ بقلم: د. زيد المحيسن
يقول ليف تولستوي، الأديب العالمي في النبي العربي الامين محمد (صلعم ):- يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.
نحتفل هذا العام بمولد خير الانام النبي العربي الامين محمد عليه افضل الصلاة والتسليم والامة العربية تعيش في حالة تشرذم وتفكك وضنك وتطبيع مع عدو الانبياء والرسل الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين ولقبلة المسلمين القدس – بوابة السلام والرحمة مدينة الحضارة والانسانية
نحتفي بك يارسول الله لنذكر الامة بانك واجهت اصعب التحديات التي عرفتها البشرية من بني جلدتك ويهود عصرك تعذيبا وحصارا وتحشيدا لقتل روحك والتخلص منك ومن دعوتك، ولكن ارادة الله واصرار رسولنا الكريم خيب امالهم وافشل مخططاتهم وكان يدعو الله ان يخرج من اصلاب هولاء الرجال ابناءا واحفادا لنصرة الامة ورسالة الاسلام العظيمة .. الرسالة الخالدة التي تدعو الى مكارم الاخلاق وعزة وكرامة الانسان بغض النظر عن لونه وجنسه وعرقه .. الرسالة التي ارست فكرة الوحدة والتوحيد في ارضنا العربية مصدرها الوحي والالهام الرباني، فصنع اول وحدة قومية ذات مضمون انساني اصيل في تاريخ الامم ، وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون ..ففكرة التوحيد عظيمة الافاق ولم تكن مجرد حركة سياسية او عملية اقتصادية او اجتماعية او ثقافية عابرة او دعوة مرحلية، انما كانت فلسفة وجود فجرها الاسلام العظيم انطلاقا من الايمان بوحدة ووحدانية خالق الكون ووحدة النوع البشري، وعندما تحرك من هذا المنطلق الانساني الكبير حقق الوحدة العربية بابهى صورها وتجاوزها الى حدود ابعد وارحب في نشر العدالة الاجتماعية ومبادىء الحرية وحقوق الانسان والمواطنه الحقه، فانشأ اعظم حضارة انسانية قيمية في التاريخ الانساني .
نحتفي بك يارسول الله لنقول لابناء امتنا ان الوحدة العربية هي مفتاح النصر والتحرير لما نحن فيه، وان حشد الموارد والطاقات هي الطريق الوحيد لمقاومة الاحتلال والانتصار عليه واعادة كل شبر احتله الكيان الصهيوني الغاصب ،وعلى الامة ان تعي بان "ما اخذ بالقوة لايستعاد الا بالقوة”.. كلمات قالها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وما زالت تدوي في وجداننا ومجالسنا ومنتدياتنا كلما ادلهم الظلام وضاقت بنا السبل، فعلينا جميعا العمل افرادا ومؤسسات على تثقيف الجماهير بالكلمة الصادقة الجريئة وباهمية هذه المناسبة واستلهام قيمها ووسائلها لمعالجة مشاكلنا وتعزيز وجودنا باننا امة تستحق الحياة على هذه البسيطة بعزة وكرامة وكبرياء.
في هذه المرحلة العصيبة التي تجتازها امتنا العربية نرى لزاما علينا ان نتطلع الى الوراء، الى اعماق التاريخ الانساني في كل مكان ، وان نقف اجلالا واكبارا واحتراما لهذا النبي العظيم الذي كافح في سبيل التقدم والرخاء وسيادة العدالة والمساواة والاخاء لبني الانسان كانسان لا فارق بين غني او فقير وقوي وضعيف واسود وابيض.. اننا نحتفي بذكرى المولود النبوي الشريف لنجسد معا معنى مولد مؤسس عصر الاخاء الانساني الخالد في الضمير وفي الوجدان العربي والانساني معا