فشل التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن
جفرا نيوز - أعلن المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، الأحد، عن فشل التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن، مؤكدا أنه سيستمر في العمل مع كلا الجانبين لمحاولة إيجاد حلول، داعيا إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف.
وأضاف، في بيان، أنه "قدم مقترحا في 1 تشرين الأول/أكتوبر لتمديد الهدنة لمدة 6 أشهر مع إضافة عناصر أخرى إضافية، تضمن المقترح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من مطار صنعاء وإليه، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة دون عوائق، وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين، كما تضمّن الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات العامة".
وأشار إلى أن الهدنة التي بدأت في 2 نيسان/أبريل 2022 أتاحت فرصة تاريخية حقيقية لليمن.
وقال "يأسف المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعدم التوصل إلى اتفاق اليوم، حيث إن الهدنة الممتدة والموسعة من شأنها توفير فوائد هامة إضافية للسكان".
وأكد أنه سيستمر في العمل مع كلا الجانبين لمحاولة إيجاد حلول.
ودعا مع استمرار المفاوضات، إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف.
وحث على "الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب اليمني لمتابعة كل سبل المؤدية للسلام".
من جهتها، أعربت الحكومة اليمنية عن أسفها لعدم نجاح جهود التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة، داعية مجلس الأمن والمجتمع الدولي للتعامل الجاد والمسؤول مع الحوثيين.
ويدور النزاع في اليمن منذ عام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.
وسبق أن وافقت الحكومة اليمنية والحوثيون مطلع آب/ أغسطس الماضي على تمديد لشهرين إضافيين للهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل وساهمت بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
رئيس المجلس السياسي الأعلى لحركة أنصار الله مهدي المشاط قال خلال اجتماع سياسي في صنعاء إن مقترحات الأمم المتحدة "لا تلبي طموحات الشعب اليمني"، وفق تلفزيون المسيرة.
ووردت أنباء عن اشتباكات متفرقة الأحد في جنوب غرب اليمن، فيما أفادت مصادر عسكرية من التحالف أن الحوثيين أرسلوا تعزيزات إلى المنطقة.
وحسب مصادر عسكرية متعددة تابعة للحكومة فإن "الاشتباكات كانت في منطقة الحد عند الحدود بين محافظتي لحج والبيضاء، ومناوشات أخرى من قبل الحوثيين جرت عند أطراف مأرب الجنوبية".
وأكدت المصادر أن "الحوثيين دفعوا بتعزيزات إلى معظم جبهات مأرب خلال الساعات الماضية خصوصا في جبهات الجنوب والشرق وعلى حدود الجوف مأرب".
وأضافت المصادر "أن الاشتباكات حاليا متوقفة لكن نتوقع هجوما للحوثيين" في حال لم يوافقوا على الهدنة في محاولة لانتزاع مكاسب سياسية وتنفيذا لشروطهم.
وكان الحوثيون قد أعلنوا السبت في بيان أن تفاهمات تمديد الهدنة في اليمن وصلت إلى "طريق مسدود".
وتابع البيان "خلال الأشهر الستة الماضية من عمر الهدنة، لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني كأولوية عاجلة وملحّة"، محمّلا التحالف مسؤولية الفشل في التوصل إلى تفاهمات لـ"تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني".
وذكرت منظمات إنسانية الخميس أن توقف القتال أدى إلى خفض عدد الضحايا بنسبة 60%، بينما تضاعفت واردات الوقود إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون 4 مرات.
ويقول سكان صنعاء إنهم لمسوا تحسنا في حياتهم اليومية بشكل كبير، فقد انخفضت الأسعار مع دخول المزيد من السلع الأساسية إلى المدينة على الرغم من استمرار إغلاق الطرق الرئيسة.
وبينما صمدت الهدنة إلى حد كبير، يلوم الحوثيون والتحالف بعضهم بعضا بشأن الانتهاكات المبلغ عنها.
ولا يزال الحصار قائما على تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن التي تسيطر عليها الحكومة لكنها محاطة بقوات الحوثيين.