ثقافة الاعتذار
جفرا نيوز/ بقلم: الدكتور محمد أبوعمارة
-بابا: المعلم طلب مني أن أعتذر لإبن صفي لأنني أخذت قلمه بالخطأ وإبن صفي انزعج كثيراً بس أنا ما رضيت اعتذرله...
-برافو، يا بابا وليش تعتذرله ليكون قاتل أبوه، إرضى بأي إشي إلا إنه حد يقلل من كرامتك يا حبيبي ولو حتى بتنتقل من المدرسة كلها لا تعتذر!
-بابا: المعلم طلب مني اعتذر لإبن صفي لأني أخذت قلمه بالخطأ وإبن صفي انزعج كثير، بس أنا ما رضيت أعتذرله..
-ليش يا حبيبي ما اعتذرتله، إنت غلطان كان لازم تعتذرله وتوضحله إنه مش قصدك تأخذ قلمه، أحكيلك خلينا نروح على المكتبة ونشتري هدية لصاحبك وبكره من الصبح بتروح بتقدمله إياها وتعتذرله وبتصيروا صحاب ماشي بابا...
ثقافة الإعتذار، يعتبرها البعض نقطة ضعف أو شيء يمسّ الكرامه، والبعض يعتبر أنه يجوز له ما لا يجوز لغيره، فمن حق المعلم مثلاً إضطهاد الطالب دون اعتذار لأن الاعتذار –حسب مفهومه- يهز صورة المعلم ومن حق المدير أيضاً أن يزعج من هو أدنى منه ولا يعتذر لأن ذلك يجعل الموظف يتمادى عليه ومن حق الزوج أن يهين زوجته دون اعتذار لانه الذكر!
كلها مبررات واهية يختبأ خلفها أشخاص يصنفون أنفسهم في طبقة تعلو البشر، فهم من النبلاء الذين لا يعرف الخطأ طريقه إليهم والآخرون من الطبقة الكادحة التي عليها أن تتقبل دون اعتراض!
وقد تكون هذه الشخصيات النرجسية تتمتع بضعف الشخصية ولذلك تحاول جاهداً إثبات الذات بعدم الاعتذار وإدّعاء القوة الخارجية والتي يقع خلفها جدران متهالكة من الضعف والأنانية!
لذا قلّما نرى أن هناك أحد المسؤولين قد تقدّم باعتذار من منصبه لفشله به أو وضحّ على الأقل الأخطاء التي قام بها هو وفريقه ولكن دوماً يقف درعاً مدافعاً عن فشله وموجداً المبررات له!
وللأسف الشديد فإن ثقافة الاعتذار غير ممنهجة في مجتمعاتنا وتحتاج لجهد كبير وجماعي لجعل هذه الثقافة جزءاً من مقوماته، فيجب تعديل المناهج وتضمينها تلك الثقافة من خلال المواقف الحياتيه التي تحويها وإقناع الطلبة وذويهم بعدم محاولة تبرير الخطأ بل الاعتراف به – إن وقع- والمبادرة بالاعتذار مع الوعد بعدم تكراره.
والتركيز على أن الاعتراف بالخطأ هو فضيله يفتقرلها العديد من البشر لما لهما من أثر إيجابي على تقوية الروابط وزرع الالفة والحب بين جميع الأطراف، وما يصاحب الإعتذار بالشعور بالرضى من الشخص المعتذر وعلى الجهة الأخرى يجب على الطرف الآخر قبول الاعتذار إن كانت به جديه وليس اعتذار مبتذل ولا بإكراه وضغط
وآن الأوان ليتقبل الجميع منا هذه الثقافة لأن بها منجاة الأجيال اللاحقة،
فمن فشل باتخاذ القرارت ومن عند بالدفاع عن الخطأ ، تضيع الحقائق والحقوق.
ثقافة الاعتذار موضوع غاية في الأهمية يجب أن يكون على رأس أولويات كل مسؤول وكل أسرة.
*رئيس جمعية الكتاب الإلكترونيين الاردنيين