صبري: الوصاية الهاشمية صمام أمان .. والأقصى في خطر

جفرا نيوز - اكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن الوصاية الهاشمية على المقدسات هي صمام الأمان لها والغطاء القانوني، ولا بد من الحفاظ عليها وهذا ما نجسده في كل أعمالنا .

وأضاف صبري أن الأردن هو المسؤول بموجب الوصاية عن جميع المساجد في البلدة القديمة وفي مدينة القدس، وأيضاً مقبرة باب الرحمة والمقبرة اليوسفية، ومقبرة باب الزاهرة ، وكذلك على المقدسات المسيحية ومنها كنيسة القيامة.

وبين ان هناك اربعة انواع من المخاطر بحق الأقصى، وهي الاقتحامات والحفريات و الإبعادات المستمرة للشباب المصلين والمرابطات وعرقلة الترميم وصيانة المباني في الأقصى.
 
و قال هناك امران يتعلقان بالأقصى ، الاول يخص الاقتحام، فدخول المقتحمين من باب الأسباط، له دلالة، وهي أن المقتحمين وهم الجماعات المتطرفة تطالب أن تكون أبواب الأقصى جميعها مفتوحة لديهم، بمعنى أن يدخلوا من أي باب يريدون، فلا يريدون الاكتفاء بباب المغاربة الذي اعتدوا عليه سابقاً، بل يريدون استباحة الأقصى من جميع الأبواب، فدخولهم من باب الأسباط يعني انهم يريدون أن ينفذوا هذا المطلب. وهم مطالبهم كثيرة لا تتوقف في كل فترة يبدأون بالترويج لإعتداء آخر.

الأمر الثاني يريدون استخدام البوق في باحات الأقصى، نفخ البوق، بمناسبة ما يعرف برأس السنة العبرية لديهم، والتي ستحصل بعد أيام، وهذا اعتداء جديد، سابقاً طالبوا أن تكون الصلاة صامتة بعد ذلك الصلاة علنية، بعد ذلك أصبحوا ينبطحون على الأرض، حيث يعتبرونها قمة العبادة، ومن ثم إدخال العلم الإسرائيلي، وهكذا يحاولون. حاولوا في موضوع القرابين وفشلوا فيها، لكن الأمور الأخرى نفذوهاعملياً، وبالنسبة لموضوع البوق، فالله أعلم ما الموقف سيكون وما هي ردة الفعل، لا نستطيع أن نحكم، هل ينفذون، هل ينجحون في التنفيذ أم لا في نفخ البوق في باحات الأقصى وخاصة المنطقة الشرقية، التي بها مصلى باب الرحمة، والتي حصل عليه مشكلة قديمة، واستطعنا أن نعيد الصلاة فيه.

المنطقة الشرقية هي الآن مهملة مع الأسف، فاليهود يمنعون تنظيفها، وهناك أكوام ترابية نتيجة ترميم المصلى المرواني، وشرطة الاحتلال منعت نقل الأتربة من ساحة الأقصى إلى الخارج، وتبين أهدافهم أنهم يركزون على هذا الجزء، فهم يعتبرون أنه مهمل وبالتالي يسهل الانقضاض عليه ووضع اليد عليه، والذي نعتبره ما يسمى بالتقسيم المكاني، ونستطيع القول أنهم الآن فشلوا في موضوع التقسيم المكاني، لكنهم لم يتوقفوا عن أطماعهم في موضوع التقسيم المكاني، والتركيز الآن على المنطقة الشرقية، ونعرف ذلك من انهم أولاً يمنعون تنظيف المنطقة وإعادة تهيئتها للصلاة للمسلمين، وأمر آخر حينما تأتي مجموعات المتطرفين يدخلون باب المغاربة ويسيرون مباشرة إلى المنطقة الشرقية وهناك يقفون ويحاولون الصلاة، فهم يركزون في جولاتهم واقتحاماتهم على المنطقة الشرقية، وهذه تمثل خمس مساحة الأقصى كاملاً .

هذا بالنسبة للاقتحامات، والخطر الآخر، موضوع الحفريات، وآخر ما حصل نتيجة الحفريات هو ظهور التشققات في البناء الرئيسي للأقصى، وتساقط بعض الحجارة، ومنع مهندسي الأوقاف من الوصول إلى المكان الذي يحصل فيه الحفر، وهذا بيان لسوء النية. وأيضاً حالياً أساسات الأقصى مكشوفة، وكذلك أساسات المبنى الرئيسي، لأنهم أزالوا الأتربة من حولها، وبالتالي أصبح البناء معلقا، وكانوا يراهنون على حصول زلزال بقوة 5 ريختر فأكثر لينهار ليقال أن سبب الانهيار هو الزلزال، لكن الله سبحانه وتعالى سلم، وكان الزلزال الذي جاء لفلسطين والأردن خفيفاً، بدرجة اقل من 3 ريختر ، فلم يؤثر على البنيان، لكنهم لم يتوقفوا عن أطماعهم، لنؤكد أن القداسة للأرض، الأرض المقدسة وليست الحجر، القرآن الكريم تحدث عن الأرض المقدسة وليس الحجر، الحجر يكون مقدساً إذا بني على أرض مقدسة، أما الحجر بذاته فليس مقدساً، وحصل في العشرينات الماضية، في عام 1927 كما يذكر التاريخ، زلزال قوي في فلسطين أثر على مباني عدة مدن بما في ذلك هدمت أجزاء من الأقصى، وأعيد بناؤه، وهذا لم يؤثر على القدسية، فبهدم الأقصى –لا سمح الله- لن تنتفي القدسية عن الأقصى، أما أطماعهم في موضوع هدم الأقصى من أجل بناء هيكلهم فهذا أمر لن يتم بمشيئة الله ما دام فينا عرق ينبض.

النوع الثالث من الأخطار هو الإبعادات المستمرة، إبعاد الشباب المصلين والمرابطات عن الأقصى لاحتجاجهم على تصرفات اليهود المقتحمين، فكل من يعترض يعرض نفسه مباشرة للاعتقال وللإبعاد عن الأقصى، ولا توجد دولة في العالم تستخدم موضوع الإبعاد ، إلا دولة الاحتلال، لأنها محتلة وطامعة في الأقصى، وهو ليس قانونيا ولا إنسانيا ولا حضاريا ويتعارض مع حرية العبادة، ومع ذلك الاحتلال يبعد ولا أحد يتحرك عربيا وعالميا في هذا الموضوع ، فمئات من الشباب أبعدوا وحرموا من الصلاة في المسجد الأقصى.

اما النوع الرابع من الاخطار فيتمثل في عرقلة الترميم وصيانة المباني في الأقصى، حيث يمنع الاحتلال الوقف الإسلامي من إدخال مواد البناء لأن مباني الأقصى قديمة وأثرية وتاريخية بحاجة باستمرار إلى صيانة وترميم، وإلى تطوير الكهرباء وشبكات المياه وتبليط الممرات، وشرطة الاحتلال تشترط على الوقف الإسلامي أن تأخذ موافقة منها لإدخال هذه المواد وأن تشرف هي على الترميم الذي سيحصل، لكن الوقف الإسلامي يرفض ذلك ويعتبره تدخلا سافرا وفاضحا ومرفوض، وبالتالي نعتبر أن الترميم والصيانة في الأقصى شبه متوقفة حالياً.

هذا ملخص للوضع الحالي القائم، وبالمقابل عندنا مرابطون ومرابطات يقومون بواجبهم ضمن الإمكانات المتاحة لهم، وإن كان عددهم أخذ يقل نتيجة سياسة الابعاد، إنما الأجيال المتعاقبة تحمل الراية ولن تتوقف عن حماية الأقصى، والجيل الجديد أشد شكيمة من الجيل الذي قبله، وهذا الرد على ما قاله أحد زعماء اليهود أن الكبار يموتون والصغار ينسون، فهذه مقولة فاشلة وغير عملية، نعم الكبار يموتون أما الصغار لم ولن ينسوا ، بل بالعكس نحن نلاحظ أن الأجيال المتعاقبة قامت بأعمال لم نتوقعها ، فهاك اندفاع وتضحية منهم ، خاصة ما حصل عام 2017 بموضوع البوابات الإلكترونية، ثم في عام 2019 بمصلى باب الرحمة و2020 و2021 في الشيخ جراح وباب العامود وموضوع سلوان، هذه تؤكد أن الناس تقاوم قدر طاقتها، ومن خدم هؤلاء الشباب هو الإعلام الذي يغطي هذه الأخبار ويوصل الصوت للعالم، حيث كان سابقاً الإعلام الإسرائيلي يخدع العالم، ويصور أن الفلسطيني هو المعتدي واليهود معتدى عليهم، لكن الإعلام الجديد فضحهم، وعرى ادعاءات اليهود الكاذبة بأن الإرهاب والاعتداء هو من الاحتلال، أما الفلسطيني فهو صاحب حق وصاحب الحق قوي ويدافع عن حقه، وليس فقط عن الأقصى بل أيضاً عن مدينة القدس.

ولقد فضحت جريمة شرين أبو عاقلة أكثر واكثر، ومع ذلك أخذوا باللف والدوران، وأصبحوا يشككون في الرصاصة والتي سلمها الفلسطينيون للأميركان والذين بدورهم سلموها لليهود، ثم بدات مقولة هل الطلقة مقصودة أم غير مقصودة، ليضيعوا الموضوع. والآن عائلة شيرين أبوعاقلة كلفت مؤسسة أجنبية لإقامة دعوى، ولاحظنا في الآونة الأخيرة أن أميركا أخذت تعطي تبريرا لإسرائيل في موضوع جريمة شيرين أبو عاقلة، ونحن تاخرنا في موضوع الجنايات، وركزنا كثيراً في الحديث ولم نتجرأ في الوصول إلى المحاكم الجنائية، وأصبحت الان أمرا شخصيا، حيث ان عائلة شيرين أبو عاقلة وكلت رسمياً مؤسسة من المؤسسات الحقوقية الدولية لاقامة دعوى.

وهنا اؤكد ان جريمة شيرين أبو عاقلة فضحتهم، وحاولوا أن يتهربوا لكن الحقيقة كانت واضحة مائة بالمائة، والعالم بشكل عام أصبح لديه قناعة بأن الإسرائيليين هم المجرمون وهم المعتدون ، وما حصل أثناء تشييع الجنازة كان واضحاً، ولا بد م ان نشكر الفضائيات التي سلطت الضوء على ما جرى من أحداث فضحتهم أكثر وأكثر، ليس فقط الجريمة بل أيضاً ملاحقة الجنازة، وضرب الناس، فالعدو لديه حساسية مفرطة فهو يخاف من أي مظهر يظهر قوة الشعب وإصرار الشعب، وهذا أمر واضح، فأي احتفال يقوم به الناس يقوم جيش الاحتلال مباشرة بمنعه أو قمعه،لكن مهما قمع اليهود فلن يطفئوا هذه الهمة والعاطفة الإيمانية لدى الفلسطينيين.

وشدد لا يوجد شك أن الوصاية الهاشمية هي صمام الأمان، وهي الآن الغطاء القانوني، لأنه لا سمح الله إذا رفعت الوصاية فان إسرائيل ستضع يدها، وبالتالي لا بد من الحفاظ على الوصاية ، وهذا ما نجسده في كل أعمالنا .

بالنسبة للكاميرات، فلا يوجد كاميرات لدينا، فهي لليهود وليست لنا، فهم يقومون بتركيب الكاميرات من الجدران الخارجية للأقصى ويوجهونها إلى الأقصى. وكان هناك مشروع قديم لتركيب كاميرات لكنهم تراجعوا عنه بسبب أنهم رأوا أنه غير عملي، لأن الكاميرات مرتبطة بالكهرباء والمسؤول عن الأسلاك والتمديدات هي إسرائيل، مما يعني اننا لن نستفيد شيئا.

وبالنسبة لموضوع الترميم، نعم، وزارة الأوقاف الأردنية على استعداد أن تغطي كل النفقات، لكن إسرائيل تعرقل عمليات الترميم والصيانة، ولدينا لجنة إعمار داخل الأقصى وهي جزء من الأوقاف الإسلامية، اضافة الى انها متخصصة، من مهندسين ورسامين وعمال وفنيين وإطفائيين ، لكن الاحتلال يعرقل عمليات الترميم .

وكذلك بالنسبة للحركة الإسلامية في الشمال ومنع شخصيات من الدخول الى القدس والتواصل مع شخصيات فلسطينية.

نريد أن نسمع من سماحتكم عن جهودكم اليوم أين وصلت في قصة عدم ذهاب الأوقاف المسيحية ونقاشها في المحاكم الإسرائيلية؟

وما هي توصياتك للإعلام العربي عموماً والإعلام الأردني خصوصاً ؟.

وفيما يتعلق بمطار «رامون»، ومحاولة إسرائيل لجذب فلسطينيي الداخل وتقديم التسهيلات لهم، فما رأيكم بذلك؟ ، وما الفرق بين الاقتحامات سابقاً وحاليا ؟

ونوه ان الاحتلال يحاربنا على جميع الجبهات، فهي معركة دينية وقومية وثقافية وسياسية وتاريخية . فبعد موضوع القدس تفرغ الاحتلال لموضوع التعليم والمناهج، وكانت المدارس بشكل عام تطبق المنهاج الأردني الفلسطيني، حتى المدارس الإسرائيلية التابعة للبلدية، لأن هناك مدارس حكومية للأردن ورثتها إسرائيل، فلدينا أربع أنواع من المدارس، مدارس حكومية تابعة لإسرائيل، ومدارس تابعة للأوقاف الإسلامية، ومدارس خاصة ومدارس لوكالة الغوث، وقد عرضت بلدية إسرائيل المسؤولة عن التعليم، مساعدات للمدارس، بحكم أن هناك مخصصات من ميزانيتها للتعليم، فعرضت على المدارس الخاصة مساعدات، وهناك مدارس اقتنعت وحصلت على المساعدات ومدارس لم تقتنع ولم تحصل على أي مساعدات.

المدارس التي حصلت على المساعدات في السنة الأولى، غضوا النظر عن المنهاج، وفي السنة التي بعدها أخبروهم بأن المناهج التي يتم تدريسها في تلك المدارس هي مناهج أردنية، فخيروهم بينها وبين المناهج الإسرائيلية، وبعدها بسنة أخبروهم بأن المناهج التي يتم تطبيقها لديهم فيها تحريض وضد الاحتلال وضد السامية، ولا يجوز تدريسها، ويجب إلغاؤها وإلا سيتم توقيف الترخيص، والآن انذروا 6 مدارس لمدة عام واحد، ومنحوها رخصة مؤقتة لمدة سنة لتغيير المناهج حسب ما هو مطلوب من البلدية، فان نفذوا فسيتم إعطاؤهم ترخيص دائم وتبقى المساعدات مستمرة، وإن لم ينفذوها فسيتم سحب الترخيص وإيقاف المساعدات.

نحن في معركة قاسية ونفذ الاهالي عدة مسيرات للاهالي، فالأمر يحتاج إلى تحريك أولياء الأمور، لأن القانون يعطي حقا لولي الأمر أن يدرس ابنه بالمنهاج الذي يريده، فيوجد حق يجب الاستفادة منه، فولي الأمر أقوى من مدير المدرسة، لان مدير المدرسة تأتيه أوامر ينفذها، أما ولي الأمر فهو حر في أين يضع ابنه وأين يقوم بتدريسه. سابقاً ، في الثمانينيات خضعت بلدية إسرائيل لتطبيق المنهاج الفلسطيني في مدارسها خاصة المدرسة الرشيدية الرئيسية وهي أكبر مدرسة تابعة للبلدية، والمدرسة المأمونية للبنات، لأن أولياء الأمور هم الذين طالبوا بذلك وطالبوا أبناءهم بعدم الذهاب إلى المدرسة، فتم إغلاق المدرسة واضطرت البلدية للخضوع، فولي الأمر أقوى من مدير المدرسة والمعلم، فلا ندري ماذا سيحصل خلال العام، وهذا يعتمد إلى تحريك مجالس أولياء الأمور للبت في الأمر وإنقاذ المدارس.

اما بالنسبة للأخطار، فقد أشرنا إلى المباني وهي متعددة، فالأقصى به عدة مبان: الأقصى القديم بالإضافة للأقصى الأمامي، والمصلى المرواني، والصخرة المشرفة، ومصلى البراق، ومصلى باب الرحمة، بالإضافة إلى الأروقة، وهذه جميعها بحاجة إلى صيانة، وبالتالي على سبيل المثال باب الرحمة بحاجة إلى صيانة كونها لم يخضع لها منذ أكثر من عشرين سنة، والآن إسرائيل تمنع أي صيانة او ترميم له إلا بإشرافها.

وبالنسبة لموضوع الحركة الإسلامية الشمالية، لدينا حركتان ، شمالية وجنوبية، والحركة الإسلامية الشمالية غير مقتنعة بالمشاركة في الكنيسيت الإسرائيلي، والحركة الجنوبية ترى أنه مفروض عليها الجنسية الإسرائيلية، ويجب أخذ حقوقهم كما يحصل عليها اليهود، فكل حركة لها وجهة نظرها، وقد اعتبروها محظورة لأنهم شعروا أن الحركة هي التي تنشط الشباب في المجيء إلى الأقصى، وهذه سياسة هدفها تقليل عدد المصلين الذين يزحفون للأقصى، حتى أن شرطة المرور الإسرائيلية كانت تلاحق الحافلات وتمنعها ، حيث انها اوقفت في رمضان ما يزيد عن 10 حافلات على حدود القدس، فنزل الناس من الحافلات وساروا سيراً على الأقدام، واستقبلهم أهل القدس بسياراتهم وجهزوا لهم الإفطار .

وفيما يتعلق بعدم سماح سلطات الاحتلال اللقاء مع الحركة الاسلامية في الشمال ، فهذا أسلوب غير حضاري وغير قانوني، وقد طبقته معي مرة واحدة لمدة ستة أشهر، انتهت ولم تتكرر، لكن الاحتلال كررها مع غيري وهذه سخافة.

وبالنسبة للمحاكم الإسرائيلية، فقد نظرت في قضايا عقارات وقفية مساحية، والقضايا التي نظروا فيها كانت صفقة البيع قد سارت، لكن مع ضغط الناس رفضت القضايا شكلاً، لأن الصفقة كان مبتوتا بها، والأصل أن نبطل الصفقة قبل عقدها عندما نعلم بأن هناك صفقة بيع وما حصل بالنسبة لكنيسة الأرثوذكس كانت العقود منتهية.

وعن مطار ريمون قال، اليهود يسعون إلى إضعاف الأردن اقتصاديا وضرب الحركة السياحية، وربط الناس في الضفة الغربية بهذا المطار، لكن حصل انتقاد وهجوم على هذه الفكرة من الأردن والسلطة الفلسطينية تراجعت حيث كانت في السابق صامتة ، وحسب ما علمت أن هذا الأمر توقف، حيث كنت خلال تلك الفترة خارج فلسطين، وأيضاً حتى تركيا في بداية الأمر أرسلت طائرة وعندما علمت بان هذا الأمر ضرر على الأردن وفلسطين توقفت تركيا عن إرسال الطائرات.

وعودة لموضوع الاقتحامات ، فقبل عام 1967 كان هناك برنامج زيارة لغير المسلمين للأقصى، من الساعة 8-11 صباحاً ، وبعد الـ67 استمر الأمر، وكان اليهود يزورون مع الأجانب، فلم نكن نميز الأجانب من اليهود، حتى عام 2000، وخلال الفترة من 1967 إلى 2000 كانت جماعات يهودية تتحدث عن حقهم في الهيكل ويجب أن يزوروا الأقصى، وكنا نحتج على تصريحاتهم، وكان المسؤولون الإسرائيليون يقولون بأن هؤلاء مجانين ولا يوجد لهم وزن، وفي عام 2000 عندما جاء شارون اقتحم الأقصى بحراسة 3 آلاف عنصر من الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود، حيث كان شارون في صف المعارضة في حزب ليكود حينها، والحكومة كانت بيد حزب العمل بقيادة باراك، وكون انه تم تهيئة حراسة له إذن أصبح هناك توافق ما بين حزبي الليكود العمل على اقتحام الأقصى، ومن هنا انقلبت الصورة، فلم تعد فقط جماعات يهودية متطرفة تطالب بذلك، بل أصبح الأمر رسميا. وعندما حدثت الانتفاضة اغلق الاقصى على غير المسلمين لمدة 3 سنوات وكذلك باب المغاربة ، وخلال هذه الفترة كانت الجماعات اليهودية تضغط على حكومتها، بأنهم يجب أن يعودوا ويتم فتح الباب لهم، وكانت شرطة الاحتلال تخاطب مجلس الأوقاف وتخبرهم بأنهم يريدون استئناف السياحة،وكانت الأوقاف متشنجة وممتنعة وأصرت على قرارها بالمنع، فانذرت شرطة الاحتلال الاوقاف واخطرتها بأنها إذا لم تقم بفتح الباب فهم سيقومون بذلك، وهذا الذي حصل، جاءت شرطة الاحتلال واقتحمت باب المغاربة وفتحته وأصبح اليهود يزورون الأقصى وبحراسة الشرطة، ومن هنا بدأت حراسة الاقتحام لأنهم دخلوا بدون إذن من الأوقاف.

وعن اقتحامات الصهاينة للمسجد كشف صبري  في عام 2017 قالت حكومة نتنياهو اننا سنفرض سيادتنا على الأقصى، وجاءت هبة البوابة الالكترونية، ونستطيع أن نقول أن اليهود فشلوا، لكن لم يتوقفوا عن أطماعهم، فبدأوا بطريقة التدرج في فرض السيادة على الأقصى، وكل فترة يطالبون بشيء، فأصبح موضوع الاقتحام أمرا عاديا ، واعتقد ان التدرج يسير في محاولاتهم فرض السيادة حيث انهم كل فترة يطالبون بأمر ما، ومن المفروض أن نركز نحن بمطالبتنا بمفاتيح باب المغاربة، وسابقاً تم الطلب عدة مرات، ومن المفروض أن نستمر بمطالبتنا بإعادة مفتاح باب المغاربة، لأنه سبب قضية الاقتحامات، وهذا أمر يحتاج إلى تركيز على المستويات الرسمية والشعبية والصحافية، لاعادة مفاتيح باب المغاربة، ونعتبر استيلاء اليهود على المفاتيح ووضع اليد اعتداء على الأقصى.

اما ما يتعلق بزيادة المرابطين والمرابطات، فهذا لا يتاتى إلا من خلال دعم المؤسسات المقدسية بشكل عام، ودعم قطاع التجار، فعندما يتم دعم القطاع التجاري في القدس داخل البلدة القديمة يصبح هناك حركة من التجار ومن الزبائن، ويصبح هناك زيادة في إعمار الأقصى، وتجفيف الحركة التجارية أثرت على عدد الزوار ، وبالتالي موضوع دعم التجار أمر مهم، وقد تحدثت بهذا الأمر قبل يومين مع ملتقى رجال الأعمال، حيث من الممكن أن يتم التنسيق بينهم وبين الغرفة التجارية في القدس لدعم التجار حتى يتم الثبات والصمود، بالإضافة إلى دعم التعليم خاصة المدارس التي لا تحصل على المساعدات من الاحتلال .

وأيضاً موضوع الصحة، فمستشفياتنا جميعها تعاني من عجز واضرابات الأطباء وعدم وجود رواتب لهم، فالأوضاع مؤلمة ومؤسفة، فكل المستشفيات تعاني من عجز، فهي بحاجة إلى دعم الدولة ودعم المؤسسات، فرسوم المرض لا تغطي تكاليف المستشفى.

وعن اقامة الصلوات في جميع المصليات قال نعم، بحمد الله، الصلوات الخمس تقام والدروس والوعظ والإرشاد أيضاً تقام ، وفي أيام الجمع والاعياد ورمضان تمتلء الأماكن المسقوفة بالناس ويصلون في الساحات .

الدستور