محمد بن سلمان ... عنوان الحداثة والتنوير !
جفرا نيوز - بقلم حسام عطا الله المجالي
خلال عدة سنوات نجح ولي العهد السعودي سمو الامير محمد بن سلمان في احداث تغييرات شاملة في منظومة الدولة السعودية وبنيتها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية باتجاه الحداثة والتنوير ، وهذه التغييرات جاءت متلازمة يدعم بعضها البعض ، حيث تزامنت التغييرات الاقتصادية والانفتاح على عالم الاستثمار ومحاربة الفساد والبيروقراطية مع التغييرات الاجتماعية التى راعت روح العصر وتطلعات الشباب في الانفتاح على ثقافات العالم وتوطينها في المملكة العربية السعودية والحد من مظاهر التعصب والتشدد على المستويات كافة ، ونجح ولي العهد السعودي باحداث ثورة في السلوكيات والقيم العامة ، وكانت المراة السعودية هي الرابح الاكبر من هذه الثورة الاجتماعية التى فاجأت العالم واصبحت بموجبها المراة السعودية تنافس بالحقوق التى حصلت عليها قريناتها في الخليج والعالم العربي بل والعالم .
في عقل الامير محمد بن سلمان يشكل الاقتصاد وعالم المال والاعمال المحرك والدينمو الذي يستطيع تحريك المجتمع وتطويره ومنذ ان تولى سلطاته كولي للعهد وضع نصب عينيه كيفية تحديث الاقتصاد السعودي واخراجه من الحالة " الريعية " المعتمدة اعتمادا كليا على الثروة النفطية ، ومن هنا جاءت فكرة تطوير هيكلية شركة ارامكو عملاق الصناعات النفطية على مستوى العالم من خلال قراره التاريخي المتمثل بنقل 4% من أسهم أرامكو لصندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي من شانه دعم خطط رفع أصول الصندوق إلى نحو 4 تريليونات ريال بنهاية عام 2025 ، هذا علاوة على مشروع مدينة " نيوم " على البحر الاحمر التى تعد من بين اكبر المدن الذكية والصديقة للبيئة على مستوى الاقليم والعالم وذلك ضمن ما اسماها الامير محمد بن سلمان رؤية 2030 والتى سيطرحها للاكتتاب خلال عام 2024 حيث من المتوقع في هذه الحالة أن يتجاوز ما تضيفه المدينة
إلى حجم سوق الأسهم السعودي، من خلال عملية الطرح هذه ما قيمته 5 تريليون دولار.
كل ما سبق واكبه دور سياسي فاعل قاده الامير محمد بن سلمان نقل من خلاله السعودية من السياسة الخارجية المحافظة الى سياسة فاعلة مشتبكة مع القضايا الاقليمية بروح من الثقة والتحدى باعتماد علمي ومدروس على ارث السعودية التاريخي والديني وعلى واقعها الجيوسياسي الفريد في الخليج العربي ومنطقة الشرق الاوسط ، الامر الذي احال المملكة الى دولة اقليمية محورية من الصعب ان تتجاوزها القوى العظمى في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الاميركية نفسها وما زيارة بايدن الاخيرة للمملكة لاكبر دليل على القيمة المضافة التى باتت تتبوأها السعودية في المشاركة برسم السياسات الدولية حيث اخذت تقترب يوما بعد يوم من وصفها بانها عاصمة من عواصم صنع القرار في العالم .
امير شاب ، طموح ، وصاحب ارادة قوية ورؤية ابداعية ، بدا يترك بصماته على واقع ومستقبل المملكة العربية السعودية ولربما على مستقبل المنطقة برمتها .