التحرش بالأطفال.. علامات تحذيرية وخطوات للحماية
جفرا نيوز - على الرغم من أن التحرش الجنسي لا يصل الى درجه الاغتصاب بحد ذاته إلا أنه طريق قد يسلكها المتحرش ممهداً لموضوع الإغتصاب لاحقاً.لذلك لابد من التصدي لهذا الفعل المشين الذي يدمر الطفل ومستقبله ما لم يتم اتخاذ تدابير العلاج الصحيح له.
وبسبب الأذى الوارد بعد حدوث التحرش، فلابد من منع وقوع المشكلة والتصدي لها مجتمعياً، وفي حال وقوعها لا قدر الله، وجب العلاج لأن الأثر الحاصل ربما يستمر لسنوات طويلة تعيق وتعرقل حياة الطفل بشكل أو بآخر.
كيف يكسب المتحرش ثقة طفلي؟
يعلق الكثير من الأمهات والأباء في لحظة اكتشاف أمر التحرش بابنائهم بأننا لم نغفل يوماً عن تنبيه طفلنا بما يخص هذا الموضوع و قصصنا له قصصاَ كثيرة يجعله يدرك مفهوم هذا الامر، وكنا نتقرب من طفلنا دائماَ، ونقلنا له صوره بسيطة عن التحرش تناسب ادراكه وعمره، ولكن للأسف وقع الامر، فكيف وقع؟ للأسف إن الإجابة على هذا التساؤل مؤلمة للغاية لكنها حقيقه لا يمكننا انكارها وهي أن 90% من المتحرشين بالأطفال تحديداً هم من المقربين، وهذا الأمر يلعب دوراً كبيراً في تقبل الطفل للشخص المتحرش وثقته به. وغالباً ما يعاني الشخص من مشاكل أسريه وعاطفية ولكنها ربما تكون إشارة على وجود خطب ما.
«صفات الشخص المتحرش»
لا يوجد إشارة معينة أو صفة تدل على أن هذا الشخص قد يكون متحرشاً، وعلى العكس من المتوقع، فهو ودود جداً على الأغلب ولا يظهر عليه أي مظهر من مظاهر العنف أو الإساءة.
«صفات المتحرش به»
١. تقلبات مفاجئة بالشهية والطعام والمزاج والنوم، والميل الى العزلة.
٢. الانطواء على الذات و الخجل الشديد وضعف القدره على التواصل مع المحيط والتصاقه بوالديه.
٣. عدم تقبله للكبار بشكل عام والشخص الذي تحرش به بشكل خاص.
٤. كوابيس أثناء النوم و فزع وخوف شديد.
٥. أحياناً يحدث تبول لا إرادي عند الاطفال.
ليس من الضروري ان تظهر جميع هذه الأعراض لدى الطفل، بل إن أي تغيير على سلوك الطفل مهما كان بسيطاً او طفيفاً هو بحد ذاته يشير إلى وجود مشكلة بغض النظر عن نوعها فلا بد من الأهل الانتباه الشديد لسلوكيات أطفالهم.
كيف أجعل ابني اكثر وعياً بموضوع التحرش؟
لا بد أن نعلم جميعاً أن ابناءنا هم باحثون عن المعلومات ومستكشفون لهذا العالم من حولهم، لأجل ذلك لو فقدنا القدرة على إشباع هذه الرغبة عن طريق شرحنا لهم للكثير من القضايا والإجابه عن جميع تساؤلاتهم حتماً سوف يلجؤون الى مصادر اخرى، اذاً لنتفق أن نكون نحن المصدر الأول لزيادة معرفة ابنائنا. وبعيدا عن الخجل هناك طرق كثيره لايصال فكرة معينة للطفل ببساطة متناهية، وبإسلوب يتناسب مع قدراته العقلية والإدراكية.
فعلى سبيل المثال من الممكن أن تحضر الأم دمية و تقوم بإجراء حديث وهمي معها أمام الطفل وتعطيها النصائح اللازمة في ما يخص موضوع التحرش والتحدث نيابة عن تلك الدمية بأن تعطي رد فعل بالموافقة على كلام الأم او الأب ومن ثم نعيد التعليمات والنصائح الموجهة إليها.
وهنا يتعلم الطفل الدرس في أقل مجهود، ومن الممكن أيضاً الشرح للطفل عن طريق السرد القصصي ولاننسى بناء علاقة قوية بين الطفل ووالديه يسودها الحب والرحمة والثقة.
أما في ما يخص نوع الحوار والنصائح المراد إيصالها للطفل فهي على النحو الآتي:
_ لا يسمح لك أن تجلس في حضن أحد مهما كان قريب منا، أو أن تبدل ملابسك أمام أحد.
_ لا تترك باب غرفتك مفتوحاً أو عند قضاء حاجتك اغلق الباب جيداً.
_ لا تقبل الهدايا من أحد، ولا تذهب لشراء الحلوى أو الطعام أو أي شيء مع أحد المعارف أو حتى الأقارب إلا بوجود أحد والديك أو موافقتهم على ذلك.
_ عند تعرضك لأي أمر غير طبيعي مثل اقتراب شخص ما منك بشكل كبير، ابتعد عنه فوراً، وإن لم تستطيع فعل ذلك قم بالصراخ.
بالعادة يبدأ المتحرش في القيام بأمور تجذب الضحية اليه مثل اطعامه بعض السكاكر أو اللعب معه أو فعل أي أمر محبب يجذب الطفل له، وفي بعض الأحيان من الممكن أن يقوم المتحرش بالاستهزاء بالطفل خصوصًا إن كان في بداية مرحلة المراهقة، وذلك حتى يشعره بالضعف وقلة الحيلة ومن ثم يسيطر عليه.
علاج المتحرش به:
من المهم جدا إدراك الامور التالية:
١. عمر المتحرش به و وقت حدوث الواقعه.
٢. الى أي درجه وصلت درجه التحرش وعدد مرات التكرار.
٣. مدى الأذى النفسي أو الجسدي الحاصل بسبب التحرش.
و بعد حصر هذه الأمور لا بد من بدء العلاج النفسي السلوكي للطفل،أو توجيه بعض الارشادات للأهل بكيفية التعامل مع الطفل وعلى كلا الحالتين لا بد من أن يكون هناك توجيه للأهل في كيفية التعامل مع الطفل سواء لزم الأمر بتلقي طفلهم العلاج أم لا.
و لابد من أن ندرك بأن الباحث في سيكولوجية الشخص المتحرش ربما يصل الى أن هذا الشخص كان يوماً ضحية التحرش الجنسي، أو تفكك أسري، أو قسوه أهل، او ربما هو متعاطي للمخدرات أو مدمن للكحول، ولكن مهما كان السبب وراء ذلك الفعل الشنيع لا بد من أن يعاقب ويحاسب، وإن كان يعاني من مشكلة نفسية لا بد من أن يتلقى العلاج اللازم.
و في النهاية نقول أن اطفالنا هم مهجة قلوبنا والأمل الواعد للمستقبل الجميل، لذلك لا بد لنا من حمايتهم، فالحماية لهم من كل أذى وهي حق من حقوقهم لا تقل أهمية عن رعايتهم اليومية وعن حقهم في التعليم وإكتساب جميع مهارات الحياة.
امل الكردي - اخصائية العلاج النفسي والسلوكي
امل الكردي - اخصائية العلاج النفسي والسلوكي
الرأي