قط الرئاسة البريطانية "لاري" يودع جونسون ويستقبل تراس .. ويؤكد : يرحلون وأنا مكاني !- صور
جفرا نيوز - لأكثر من عقد من الزمان ظل القط لاري، ولقبه الرسمي "صائد الفئران الأول”، يتابع عمل رؤساء الحكومات البريطانية في صمت، غير أن الصمت أحيانا ليس علامة على الرضا.
وخلال هذه الفترة من الزمن "ودّع” لاري ثلاثة رؤساء للحكومات، وأصبح مؤهلا للترحيب برئيس الحكومة الرابع، السيدة ليز تراس وزيرة الخارجية السابقة، والتي انتخبها حزب المحافظين رئيسة جديدة للحكومة البريطانية، خلفا لبوريس جونسون.
وفي تغريدة، على حسابه غير الرسمي، الذي تجرى إدارته نيابة عنه، يقول لاري: "مثل جميع رؤساء الحكومات يقيم أي رئيس وزراء، كمجرد ساكن مؤقت في 10 دواننج ستريت”، وهو الاسم الذي يطلقه البريطانيون على مقر مجلس الوزراء، ويضيف: "أما أنا فأعيش هنا بشكل دائم، وعندما يغادر رئيس الوزراء مقر الحكم في نهاية فترة ولايته، أظل أنا باقياً في المكان”.
وهذا القط الرمادي اللون المزدان بخطوط سوداء منح البريطانيين قدراً من الاستقرار، وسط جو من الاضطرابات السياسية التي اندلعت منذ أن جلبه إلى وستمينستر، رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون عام 2011، من مأوى باترسي للكلاب والقطط .
ومنذ قدوم القط لاري إلى مقر الحكومة، صارت "الهدايا والأطعمة المحببة إليه” تنهال يوميا على 10 دواننج ستريت. ويرجع الاهتمام الشعبي بالقط لاري جزئياً، إلى عادة القطط التي ورثها لحب الاستعراض، والتي جعلته يسرق الأنظار والاهتمام من رواد مقر الحكم، حيث اعتاد الجلوس أمام مدخل مقر الحكومة، الذي يشهد غالبا اصطفاف مصوري الصحف والتلفاز بآلات التصوير، في انتظار خروج السياسيين من الاجتماعات المنعقدة بالداخل.
وهو يدفع رجال الشرطة الذين يحرسون المبنى، لأن يفتحوا الباب له، ليطارد أسراب الحمام، أو ليرقد مسترخيا في كسل على عتبة نافذة مستمتعاً بأشعة الشمس، مما يعد في الغالب خطوة مرحب بها من جانب الصحافيين، تبعدهم مؤقتا عن مشاغل متابعة التصريحات التي يدلي بها السياسيون بعد الاجتماعات.
ويعد لاري أكثر من مجرد حيوان أليف يتمتع بالشعبية، حيث أن حسابه على تويتر، الذي يتم تشغيله نيابة عنه، يجذب ما يقرب من 650 ألف متابع.
وهذا الحساب يتجاوز عدد متابعيه ما كان يحظى به حساب كل من المتنافسين على خلافة بوريس جونسون، وهما وزيرة الخارجية السابقة ليز تراس ووزير الخزانة السابق ريشي سوناك.
وانتخب حزب المحافظين البريطاني ليز تراس كزعيمة جديدة للحزب، وبالتالي رئيسة جديدة للحكومة، ويتوقع المراقبون أن تواجه تراس العديد من المشكلات الاقتصادية، وأهمها ارتفاع معدلات التضخم وتكلفة فواتير الطاقة.
ومن ناحية أخرى لا يعرف أحد من الذي يدير حساب القط لاري على تويتر نيابة عنه، غير أن نجاحه لا يثير الدهشة، وفقا لما قاله الشخص الذي يقف وراء إدارة هذا الحساب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، وأضاف: "قد تكون الكلاب أفضل صديق للإنسان، ولكن القطط هي التي تحظى بالاهتمام الأكثر على منصات الإنترنت، ومن هنا فإنني لا أشعر بالدهشة إزاء شعبية حساب لاري، واتضح أن صور القط والسياسة هي مزيج يثير الإعجاب”.
وتتجه التعليقات التي تكتب على حساب لاري، لتوجيه الانتقادات إلى رئاسة الحكومة البريطانية، أو تقديم نظرة تتسم بالفكاهة حول قضايا اليوم، ووضع البيانات التي يصدرها رئيس الووزراء جنبا إلى جنب مع صور لاري وتحركاته. ويوحي ما ينشر على الحساب، بأن لاري ليس معجبا حقيقيا، برؤساء الوزراء الذين يشاركهم الإقامة بالمبنى.
كما قال المسؤول عن إدارة حساب لاري على تويتر، لـ(د.ب.أ)، "عاش لاري مع ثلاثة من رؤساء الحكومات وكلهم كانت لهم أخطاء، غير أن بوريس جونسون كان مقدراً له دائما أن يفشل في أداء دوره المكلف به، بسبب عيوب في شخصيته”.
وأضاف أن المستقبل لن يكون بالضرورة أكثر إشراقا، حيث إن "القطط تكون بطبيعتها منتقدة دائما، ولكن بنفس القدر ستدعم من يروق لها، ولسوء الحظ أنه يبدو أن من سيخلف جونسون ليس من المرجح أن يقدم تحسينات للأوضاع، ومع ذلك تشير الإحصائيات إلى أن البريطانيين يستحقون زعيما جيدا في مرحلة ما”.
ومن ناحية أخرى سعت تراس إلى تملق القط لاري، وقالت أثناء إحدى الحملات الانتخابية مؤخرا: "إنني واحدة من الوزراء المفضلين لديه”.
وأضافت: "أحد الأسباب الكثيرة التي جعلتني أريد أن أتولى منصب رئيس الوزراء، هو أنني أرغب في البناء على تلك العلاقة مع لاري”.
ولا يزال القط لاري (15 عاماً) يبدو في حالة صحية جيدة، بحيث يمكن أن يشهد رئيساً آخر للحكومة البريطانية، حيث من المقرر إجراء انتخابات عامة في غضون عامين.
وقال الشخص الذي يدير حساب لاري إن زعيم المعارضة العمالية كير ستامر، أمامه فرص طيبة للفوز في الانتخابات القادمة، وأضاف أن ذلك لا يعني أن القط سيصبح معجبا بزعيم حزب العمال إذا أصبح رئيسا للوزراء.
غير أنه إذا فارق لاري الحياة، سيختفي حسابه من الوجود أيضا.
ولدى القط لاري حاليا الكثير من العمل لينجزه داخل مقر الحكومة، حيث يعاني مقر الحكومة من تزايد عدد الفئران، مثله في ذلك مثل الكثير من المنازل بالعاصمة لندن، ونظرا لجسامة المشكلة فقد يتطلب الأمر الاستعانة بمزيد من القطط.
وتوضح إشارة عن القط لاري "صائد الفئران الأول”، منشورة على موقع الحكومة، أن المسؤولين يتابعون وضع تزايد الفئران، وتقول تدوينة على الموقع إن "مسؤوليات لاري اليومية تشمل أيضا التفكير في حل للتخلص من الفئران التي تقيم داخل مقر الحكومة، حيث يقول لاري على حسابه إن هذا الحل لا يزال في مرحلة التخطيط التكتيكي”.
(د ب أ)