"عودة الفلسفة إلى مناهجنا "
جفرا نيوز - بقلم : *الدكتور سامي المجالي .
ارتأيت أن أتأنى في كتابة هذا الموضوع، لحين الاستماع الى كافة آراء الخبراء والمختصين في عودة الفلسفة الى مناهجنا. فالفلسفة هي واحدة من اهم مجالات الفكر الإنساني للوصول الى مفهوم الحياة. فهي مهتمة بتجديد طريقة الحياة المثالية ، ومهتمة بإعادة ترتيب المفاهيم والمعلومات والمعارف وفق منطق عقلي. فهي الأخلاق والحرية والعدل والمساواة ، وهي الميزان لتحليل وقياس الواقع . فالفلسفة هي إعمال للعقل والتأمل وممارسة التفكير الناقد.
ولا شك انها القادرة على تنمية القدرات والمهارات ومواجهة المشكلات وحلها (وهي المهارة التي يحتاجها شبابنا هذه الايام لمواجهة كثير من المشاكل الحياتية). والفلسفة قادرة على تعزيز السلوك النفسي والإجتماعي والفكري، وخاصة في ظل الظروف التي يعيشها المجتمع بمتغيراته الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وما طرأ على المجتمع نتيجة هذه المتغيرات من ظواهر غريبة لم نتعود عليها سابقاً. وهي تعمل على تعزيز قيم التسامح بكافة أشكاله . القيم التي نحتاج الى تعزيزها حالياً في ظل التوترات والصراعات القائمة والتي يشهدها العالم اجمع. ولديها القدرة على توعية الفرد بحقوقه وواجباته، وخاصة واجبات المواطنة الحقة. وهي التي تساهم في أنسنة الإنسان وفتح آفاق جديدة أمامه ليكون قادراً على دخول محطات جديدة بكل ثقة وإقتدار . وعليه ولإنجاح هذه الفكرة لا بد من اختيار المؤلفين المتمكنين ، والمتميزين، والقادرين على ترجمة أهداف المنهاج الى نتاجات واضحة ومحددة، وإختيار الموضوعات المتصلة بالواقع المعاش، وإعداد وتأهيل معلمين من ذوي التخصصات المناسبة؛ لتحقيق الأهداف المرجوة ، والحصول على نتائج فضلى. نتطلع دوماً الى الخروج عن الأدوات التقليدية في مناهجنا، وأن نحقق مفاهيم الإبداع و الإبتكار ، وخاصة اننا نعيش في عصر يتسم بالمرونة والسرعة.
علينا ان نكون منطقيين وواقعيين وألا نرفع سقف توقعاتنا، فهي تجربة تعود بعد خمسة واربعين عاماً ،وستواجه كثير من الصعوبات، سواء في الموضوعات المطروحة، أو أساليب التدريس ،أو ندرة المعلمين المتخصصين. وهذا امر طبيعي ومتوقع. فهي تجربة في الإتجاه الصحيح نحو التطوير والتحديث. وعلينا أن نقف مع هذا المشروع وألا نضع العراقيل منذ البداية. ومع الاحترام لكافة الآراء التي طرحت.
*رئيس المجلس الاعلى للشباب الاسبق .