يوم وطن مع الوكيل رأفت !!
جفرا نيوز - كتب - المحامي الدكتور محمد أبو هزيم
الكاتب : أكاديمي في القانون واعلامي
عند هذا المثلث الحدودي يقف المرأ حزيناً ينظر غرباً حيث فلسطين و سهل مرج بن عامر و بيسان شمال الوطن المحتل , عند إلتقاء نهر الأردن مع نهر اليرموك و يلتفت شمالاً و شرقاً و على بعد أمتار حيث لا زال المغتصب يغتصب فهذه هي بداية هضبة الجولان السورية المحتلة , وهذه فلسطين التي تغنينا بأشعارها أطفالاً إنتظاراً لتحريرها زمناً طويلاً , تقف شامخةً بجبالها وشواهدها تنتظر شرعية التاريخ و التحرير .
نعم كان يوماً وطنياً رائعاً بصحبة مجموعة من الأصدقاء , فقد كان يوم الجمعة يوماً مميزاً شاهدت فيه لأول مرة منطقة الباقورة المحررة التي كانت مؤجرة للكيان الصهيوني حتى عام 2019 حيث انتهي هذا العقد بعد مضي خمسة و عشرين عاماً على إبرامه , ضمن إتفاق وادي عربة كما اعلمتنا حكوماتنا المتعاقبة بذلك طيلة الفترة الماضية...
استقبلنا جنودنا البواسل حراس الوطن , كانوا جميعاً بهمة و معنويات عالية تطاول السماء بجباه سمراء , جميلة كوجه الوطن ..
تحدث لنا الوكيل رأفت الذي شعرت بأنه يحفظ التاريخ و الجغرافيا , شرح لنا كل شيء عن المعركة و عن السلام, و عن الوطن , أعادني الزمن بعيداً لأستمع صامتاً , فالحديث عن الوطن هو أجمل ما يكون بعيداً عن التنظير الذي نسمعه من سياسي عمان , فأنت تسمع ممن يحرس الحدود , و ممن يفترشون الأرض و يتلحفون حرارة الصيف ليحرسوا الوطن , هاماتهم عالية و هممهم في السماء .
تصبح تلميذاً و مستمعاً جيداً عندما يكون الحديث عن حماية الوطن تحت الواقع الملموس في ظل حرارة الأغوار التي يعرفها القاصي و الداني .
نعم لقد كان الوكيل رأفت بارعاً في عرضه للتاريخ و الجغرافيا , كان عميقاً فقد جعلت معركة حطين قريباً من المكان الذي وقفنا فيه بالقرب من قرية (المجاودة ) الفلسطينية بين مدينة الناصرة و بحيرة طبريا عندما قطع صلاح الدين الأيوبي ( جسر المجامع ) على نهر الأردن غرباً ينتصر على الصليبين في هذه المعركة الخالدة , و يفتح القدس الشريف هكذا فقد وقفنا بالقرب من مشروع (روتن بيرغ) الذي بني عام 1920 م لتوليد الكهرباء , حيث كان هذا المشروع معداً لكهربة كامل المنطقة, إلا أن أعمدة الكهرباء كانت فقط بإتجاه واحد بدل أن تكون شرقاً و غرباً , مما يؤكد على الأطماع الإستعمارية منذ بداية القرن العشرين ليس في فلسطين فقط بل في كامل المنطقة .
نعم كان درساً وطنياً ... فهل تفعلها مدارسنا و جامعاتنا ليعرفوا الوطن ... و يتعرفوا على الجباه السمراء التي تحمي الوطن ... !!
آخر الكلام :
ما أجمل أن يجمع كل واحد منا كل مفردات الوطن في قلبه يسافر بها و ينشرها عطراً و ورداً في كل الأماكن ... !!