حتمية التحالف العربي في الشرق الأوسط
جفرا نيوز - بقلم حسن محمود جابر*
يمثل إعلان إيران عن إنشاء قاعدة (مالك الأشتر) في ما يعرف بمثلث الموت جنوب سوريا تجسيداً حقيقياً للتوسع والتمدد الإيراني في الشرق الأوسط، ومما يزيد من فرص نجاح هذا المشروع هو غياب تحالف بين الدول العربية المتضررة من سياسة إيران في المنطقة.
يعلمنا التاريخ بأن الدول تتعامل مع دولة ذات أهداف توسعية بطريقتين رئيسيتين؛ إما بالمواجهة المباشرة وهذا خيار غير مفضل ومكلف وله عواقب بعيدة المدى.
والخيار الآخر والأنسب هو تطبيق سياسة الإحتواء Containment-Policy ، وتعني احتواء وتطويق هذه الدولة عبر خلق حالة من توازن القوى تردع تلك الدولة عن النظر خارج حدودها وتمنعها من التوسع.
ويتم ذلك عبر تشكيل تحالف أو ائتلاف بين الدول المتضررة، وهنا يشار إلى مفهوم اللحاق بالرَكْب (الركوب بالعربة-Bandwagoning) حيث تستجيب الدول المتضررة بالدخول لهذا التحالف وفقاً لمصالحها الأمنية وتشارك بالأعباء المشتركة عوضاً عن تحملها لوحدها.
الإستجابة الثانية وهي تصرف الدولة سلبياً، أو ما يعرف بمفهوم التخلي عن المسؤولية (Buck-Passing)، حيث تمتنع الدول عن المشاركة في أي تنسيق أو تحالف لردع الدولة المتوسعة، وهنا تنتظر هذه الدول الممتنعة أن يقوم طرف آخر بتحمل مسؤوليات التصدي لهذا الدولة المتوسعة.
وبالرجوع للتوسع الإيراني في الشرق الأوسط، يظهر جلياً غياب تنسيق عربي لتشكيل تحالف يردع التوسع الإيراني، حيث يفتقر الدور العربي إلى رؤية واضحة حول مثل هذا التحالف الذي إن وُجد سيخلق حالة من الإستقرار ويحد من حركة إيران الهدامة في الإقليم.
- الأردن والتنبؤ الخطر:
منذ سنة 2004 حذّر الملك عبدالله الثاني من تنامي توسع إيران وخطره على استقرار وأمن دول المنطقة عبر تصريحه عن "الهلال الإيراني"، وقد أصاب في توقعاته حيث تم تطبيق العديد من محاور هذا الهلال في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وقد تم هذا كله قبل حيازة إيران للسلاح النووي، فكيف إذا ما دخلت إيران نادي القوى النووية؟!
في هذا السياق الإقليمي المضطرب، لا غنى عن تشكيل تحالف عربي، وفي هذا الصدد تحضر دعوة الملك عبدالله الثاني قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط لتشكيل تحالف إقليمي يقوم بدور الإحتواء والردع ويخلق حالة من توازن القوى في الإقليم، ويبقى هذا التصور رهن لتنفيذه من الدول العربية حيث أن عامل الوقت لم يعد بصالح الدول العربية.
*باحث في العلاقات الدولية وفض النزاعات