المصادر الموبوءة .. بين الخلط والخرط !
جفرا نيوز - محمد علي الزعبي
وكأنه لا ينقصنا في الأردن تحديات في البيئة الإعلامية ، من فقدان سيطرة على المشهد ، وعدم توحيد للمرجع الاعلامي وغياب المعني الاعلامي الحقيقي الباحث عن المعلومة عند الحاجة من خلال المواقع الرسمية او شاشات التلفزه الحكومية والمواقع الإخبارية المتخصصة ذات الطابع الوطني والمهني حول واقع الخبر ،،،، وما يثار عن عدم وجود رسالة اعلامية للدولة ، وعدم وجود جيش الكتروني متخصص في السوشيال ميديا لنقل رسالة الدولة ، كلام يعتريه المجون والترف والتطرف والتحريف والأهداف الشخصية ، فالدولة تضع القوانيين والاصلاحات والأخبار بين ايدينا ، لنقرا ونتمعن ونتدارس بنود تلك القوانيين والأنظمة والمعلومات والاطروحات ، (ولكي لا نخلط بين الأهداف الشخصية وبين الاهداف الوطنية) ،،، متسلسله حسب نصوص الدستور في المرجعيات التشريعية أو الأنظمة التى تحكمها ، ولا تُترك للعبثية كما يدعي البعض ، والذين يظهرون في منظومة توتير وغيرها من وسائل الإعلام للتأزيم ، تتعمد الإثارة لنختم بذلك تفكيك المنظومة الاعلامية الأردنية ( بالمصادر الموبوءة ) !
قضية التحديث الاقتصادي والإداري والسياسي والقوانيين نموذجاً ... في الاشهر الماضية وعندما غاب الإعلام الرسمي عن المشهد ، ظهر القمع الشعبي من التصريح او حتى التلميح فقد ملأ الفراغ بأخبار تندرج تحت بند (اللا علم واللا معرفة ) ،،، ليس ضعفاً في إعلام الدولة وشخوصها بل لان ما يثار من معلومات لا ترتقي إلى الطرح السليم والرؤية الثاقبة في بعض الأحيان ، التى تستحق الرد وإن كان هناك رد من الحكومة كان رداً توضيحياً ، خوفاً من الخلط في المعاني أو الكلمات ... منظومات خارجية بمساعدة جهات داخليه ، تعمل منذ سنوات وفق نسق مدروس هدفه التشكيك بكل ما يدور حول الشأن الأردني، وأن يبقى المواطن في حيره من أمره ، وحتى يصاب بالدوار ولا يعلم ماهية ما يحصل في وطنه وصولا لادخاله في مرحلة ( اللا يقين ) والشك بمؤسسات الدولة ومدى فعاليتها وقدرتها ، فالقضية لم تكن يوما ضرب العرش او سلسلة القيادة او مؤسسة بحد ذاتها بل استهداف الفكرة الوجودية للدولة الأردنية، وتغيير مفاهيمها وادواتها واضعاف مؤسساتها ان لم يكن زوالها ..
تطور المشهد الاعلامي في الاردن حتى انه لم يعد يشخص بأنه ( منفلت ) او ما هو اسوأ ( مضعضع ) لا بل حتى انه اصبح اسوأ من وصف ( فقدان سيطرة ) .. الاعلام الاردني اليوم بات ( على حل شعره ) إلا ما ومن رحم ربي وكل جهة فيه تغني على ليلاها واصبح تصريح عابر لمسؤول سابق لا يستند على اساس واقعي او علمي قادر على هز الثقة بالاقتصاد الاردني مثلا ، لتضطر معه الدولة بكل ادواتها وثقلها وامكاناتها لاعلان حالة النفير العام ، وليتصدى للمشهد دولة رئيس الوزراء أو الناطق الإعلامي للدولة ، تحت قبة مجلس النواب أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، ومع ذلك يطالعنا احدهم بكل سذاجة ليقول ( ما في دخان بدون نار ! ) ولتصبح المشكلة ليست في التصريح نفسه او عدم اتفاقه مع الواقع والعلم، بل في محاولة اقناع جارنا ابو محمد الخضرجي بان الدينار قوي وانه لا حاجة به لتحويل ثروته للدولار والذهب ، او سحب ودائعه البنكية .. هكذا بكل بساطة تصريح اخرق ( يبطح دولة كاملة ) !
وبكل بساطة .. يطالعنا احد الكتاب او موقع اخباري لينشر عاجلا بلا تحقيق او تدقيق او ادنى درجة معرفة ، من رحم منظومة الدس والتشكيك ، وليزعم بأن الحكومة لم تقم بواجباتها اتجاه المواطن الاردني أو أن القوانيين والاصلاحات الإدارية والسياسية والاقتصادية عبثيه ولا تصبوا لحلم المواطن ، علما بأن الموضوع طور التحديث والتطوير ورؤية ، بل هو تطبيق وانفاذ لنصوص الدستور وتحقيقاً لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ، وليس بما يستهوي الحكومة واعضاءها ، بل تحكمهم أنظمة وتشريعات ،،، وبعد ذلك تقوم الدنيا ولا تقعد على رأس رئيس الحكومة ولتستشيط غضباً منظومة ( الرجعية ) ، التى تكشف لك ما يخفية اهدافهم وتطلعاتهم الشخصية والدولية التى تحكمهم في توجيه بوصلتهم .
المصادر الموبوءة لم تعد تنقل الخبر بل باتت تصنعه وتوجهه وتبني على اساسه وتتخذ مواقفا فتكذب الكذبة وتصدقها وتحمل مؤسسات الدولة مسؤولية ما يحصل من عبث بالدولة ، واذا ارادت جهات الاختصاص تطبيق احكام القانون بمواجهتها ، اصابها سعار الحرية وادرعت بالدستور والحق بالتعبير وشنفت اذاننا بكل قصائد هجاء السلطة ، لينحر الوطن كله على مذبح حرية التعبير .. وصرح مصدر موبوء بما يلي !
لكم ما تعتقدون ولي ما اعتقد