العالم يتقدم للأمام ونحن مشغولون بتصنيف الناس!

جفرا نيوز - بقلم د. خليف احمد الخوالدة 

هذه دعوة لنا جميعا على اختلاف مواقعنا كي نجند عقولنا وقلوبنا وقبل ذلك نفوسنا لخدمة الوطن والسعي لتغيير واقع حاله إلى ما هو أفضل.

ليكن الدافع والرادع لدينا جميعا أننا شركاء في خدمة الوطن ومطالبين بمواصلة العمل على كبير الأمور وصغيرها داخليا وخارجيا لمنفعة الأردن وأن نهجر ما نشهده من غفوات وهفوات وجفوات.
 
لنرتقي جميعا ونسمو عن كل ما يعكر الصفو والمزاج ويسلب الطاقة والصحة وألا نتأثر إلا بحسن القول والسلوك وأن نوحد صفوفنا لخدمة الأردن الذي نحب.

لننبذ كل سلوك أو تصرف لا ينسجم مع قيمنا وأن نضيق الطريق على متبنيه ونحاصر داعميه. أن يكون هدفنا من كل تصرف أو سلوك أو قول صالح الأردن حاضره ومستقبله، وتحقيق نجاح تستكمله الأجيال.

لتكن الاحزاب في اهدافها ومسيرتها نموذجا لتعزيز القيم الوطنية التي تؤمن بالأردن حقا وتضحي لأجله ومن أجله بأي مكاسب أو مطامح ووضع المساعي في سياقها الصحيح. 

لتعمل منظمات المجتمع المدني على خدمة الوطن ولا شيء غير الوطن وتقديم الرأي والخبرة الخالصة المخلصة لا الالتفات للمصالح الشخصية ومصادر التأثير والتمويل. 

لتكن جامعاتنا منارات فكر تصنع الانسان وتنمي قدراته ومهاراته وتوجه اهتماماته وسلوكه نحو خدمة الأوطان. 

ليشكل اساتذتنا مدراس ومرجعيات ينهل منها كل جيل ما هو جديد ومفيد.

ليسعى الطالب منا، قبل أي شيء آخر، إلى الحصول على اعمق المعرفة وافضل المهارات لتوظيفها في احداث التطور الوطني المنشود. 

ليحرص الطلاب على بناء ثقافاتهم وقيمهم نحو كل ما هو صحيح وهادف ومنتج ومحاصرة الرديء من المسلكيات ونبذها والقضاء عليها. هذا بالإضافة إلى بناء الجوهر لا التقليد والابتعاد عما يدمر النفس والصحة ويجعل الشخص بلا رؤية وطموح. 

ليكونوا طاقات مشعة كلها حيوية ونشاط يتم توظيفها في كل ما هو مفيد.

لتزرع المدارس شعلة التحدي والاصرار على الانجاز لدى طلاب المدارس وقبل ذلك حث الأطفال وتوجيههم نحو صناعة المستقبل الذي يريدون. 

لنحمل معا رسالة الأردن لنجعله في مصاف الدول المتقدمة بالمعنى الصحيح للتقدم وتحقيق ذلك حتى لو بعد حين. لا شك في صعوبة ذلك، ولكنه ممكن إذا توافرت الإرادة والعزيمة والاصرار. 

على المسؤول منا ان يكون قدوة وإيجابي ويتسع صدره لكل الناس وأن يتعامل مع المواطنين بكل كياسة ولباقة لكي يصل إلى قلوبهم وعقولهم، فلا إقناع يتحقق مالم يصدق ذلك الأداء والسلوك.

على كل مسؤول منا أن ينحى مع الناس منحىً طيبا ومقبولا يدخل القلوب والعقول ويبتعد عن أي كلامات او أوصاف توقظ الشيطان وتعزز النفور أو تؤدي إلى الدخول معهم في مواجهة غير مربحة وكأنهم طرفين وألا ينسى أنه موجود لخدمة الناس وبالتالي عليه استيعابهم والحلم في التعامل معهم. 

علينا أن ندرك جيدا أن الدعوة لتعزيز أو تقويم أي سلوك لدى الآخرين لا يتحقق ابدا ما لم يكن الدعاة قدوة في السلوك. 

لنبني قناعاتنا ومواقفنا نحن كمواطنين على الحقائق المثبتة ولا ندخل في مسلسل إشاعات واتهامات لا تقدم بل تؤخرنا عقود وسنوات.

لنصنع نحن كلنا الصعب الممكن الذي وإن صعب تحقيقه إلا إنه غير مستحيل.

الناس لا تصدق اقوالنا ولكنها تتأثر بأفعالنا وردود فعلها إيجابية كانت أو غير ذلك تكون على الأفعال ولا شيء غير الأفعال وحينها لا حاجة لنا للحديث فالأفعال أبلغ وأمضى من أي حديث. 

الناس متعطشة وتتشبث بأي انجاز يغذي التفاؤل والسير الى الامام. ولا اعتقد انهم يسعون إلى تقزيم أو نكران أو تدمير أي نجاح ولكنهم في ذات الوقت لا يشترون كلاما لا تصدقه الأفعال. 

خلاصة القول، كلنا فريق واحد لا فريقين قد نختلف في الأدوار وربما في الوسائل والأساليب والأدوات ولكن الجامع الأكيد بيننا جميعا خدمة الوطن فلا شيء يتقدم على الوطن. ولا تكون خدمته ممكنة مالم نلتزم بجملة جوامع وموانع تضبط بل تحكم السلوك.

للأسف، في الوقت الذي يتقدم فيه العالم للأمام، نحن مشغولون بتصنيف الناس إلى فئتين وقبل ذلك إلى أربع فئات.