الفيصلي بعمر الوطن .. ماذا ينتظر منّا؟

جفرا نيوز-  بقلم عبد الحافظ الهروط 

ما أسهل الحديث وما أصعب الكتابة عن ناد عمره بعمر الوطن، والفرق بينهما عقد من السنوات، ولكنه عهد وعَقد من الإنجازات والتمثيل الوطني المشرّف.

هو الفيصلي الذي تأسس على القومية والهوية الاردنية، كشّافته كانت انطلاقته، وثقافته العربية الأصيلة ثقافة الاردن بأهله ورَبْعِه وبأمّته، ورياضته هي التي حملها نسره على جناحيه محلقاً في الفضاء العربي، حيث "تطارحه الحمام هديلاً".

إسمه ورسمه كما هما سياسته التي تأسس عليها، فاللاعب الاردني فيه، هو اللاعب العربي من أي بلد شقيق، حال المدرب الذي يؤتمن على قيادته، ولو كان هناك قانون في كرة القدم ليكون في هذا التمثيل ويسمح لإدارته ولهيئته العامة، فلسطينياً كان ، أو سورياً أو عراقياً أو مصرياً، وأي حامل لجنسية عربية، لما حُرم من هذا الشرف العظيم في الانتساب الى "بيت الزعيم".

هذا ليس تنظيراً من كاتب انتسب الى هذا النادي العريق، هذا العام، رغم العشق المسكون في قلبه ووجدانه عقوداً طويلة، مع أن البداية في الطفولة ، كان الهوى فيها جزراوياً، ولكن من يعتلي المنصات ويمتع الجماهير بأدائه، هو الذي يكسب الجماهير ، مهما كان التعصب لهذا النادي، أو ذاك.

تجلّى في هذا الأمر، عندما استحوذ الفيصلي على البطولات المحلية، ونافس الفرق العربية والآسيوية، فكان حضوره الذي جلب الأنظار، أردنياً وعربياً وقارياً، أما تمثيله في المنتخبات الوطنية، فقد كان نصيبه وافراً، وكثيراً ما كان المسّجل في شباك المنافسين والهداف، فيصلاوياً.

إدارته التي كانت راسخة وظلت سبباً في تحقيق نجاح يتلو نجاحاً، أبهرت الوسط السياسي والمجتمعي والرياضي، وإن كنت مواطناً وصحافياً أنحاز في هذا الجانب، الى إدارة المرحوم الشيخ مصطفى العدوان، مع أنه لم يكن رئيساً، وهذا ليس انتقاصاً من مكانة وقدرات من كان يقود الفيصلي، أو يستنكر تاريخ من تولوا الادارات، سواء لهذا النادي، الذي تحققت له انجازات بقيادة رئيسه المرحوم الشيخ سلطان العدوان، وكذلك الأمر لأي ناد اردني آخر.

في خضم وأشد المنافسات محلياً، للفيصلي، وفي الدوريات، الوحدات والرمثا والأهلي والجزيرة والحسين والعربي وعمان، وفي ذات مرحلة، قالت ادارة الوحدات" الشيخ مصطفى هو من يمثلنا في الاتحاد"، ولأن الشيخ مصطفى، ربما كان القاسم المشترك لجميع ادارات الأندية، أما من حيث اللاعبين فهو الأقرب لهم جميعاً، ودون استثناء، والمشاهد والأمثلة كثيرة.

الحالة الوطنية التي شكّلها الفيصلي في المنافسات، أحسبها شخصياً، عندما كان يمثل " الأزرق" الكرة الاردنية خارجياً، ما شكّل حالة جماهيرية، أيضاً، بصرف النظر عن التشجيع النادوي لهذه الجماهير العريضة، فهل يعود الى عهده القريب ؟ أدعو ذلك.

وفي هذه المناسبة العظيمة، بمرور ٩٠ عاماً على تأسيس النادي، هي "جيل المملكة" التي ولجت مئويتها الثانية، وحيث يقبل الفيصلي على الانتخابات في مرحلة مهمة وفارقة من مسيرته الضافرة، فإن على الجمهور  العريض ، بداية، وهو يقف خلف الفريق، أن يتحلى بالثقافة الرياضية، ليكون عوناً له، اذ ما زلت أذكر تلك المشاهد الرائعة، وقد أخذ بالتصفيق الحار والهتاف الجميل فوق مدرجات ستاد عمان، رغم خسارة الفريق أمام أكثر من "شقيق" عربي. 

الفيصلي لا تنقصه بطولات ولا انجازات، ولكننا في الاردن وأنصاره في الخارج، نريد معاً، المزيد من البطولات والإنجازات، وهذا حق مشروع، ذلك أن  الفيصلي يستحق القمة على الدوام، ولكنها كرة القدم التي لا تنحاز الى أي فريق في عالمها وفي العالم اجمع.

أما عن الانتخابات المقبلة، فلنا لقاء آخر .

وكل عام والفيصلي واهله وأنصاره، بألف خير.