فيصل الفايز ..حالة وطنية وقرب من الناس

   جفرا نيوز - كتب - م . أحمد المومني                                          
    
 تتابع بين فترة وأخرى حوارات ولقاءات لمسؤولين أردنيين حاليين وسابقين ، تتفاوت في أهميتها والفائدة المتحققة منها، يتحدث بعضهم عن انجازاتهم ولا يعترفون باخفاقاتهم ، وتكشف صدقهم من عدمه ، ولم تجد جُلهم في أصعب الظروف والأحوال التي يحتاجهم الوطن فيها ، ويختبؤون ، والشواهد على ذلك كثيرة .
  
   أقول ذلك وأنا أتابع كما آلاف الأردنيين بين فترة وأخرى حوارات ولقاءات لدولة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ، تتسم بالشفافية والصراحة والوضوح ، قلما تجدها في بعض المسؤولين الحاليين والسابقين ، الفايز الذي لم يهرب يومًا عن المواجهة أو التواري عن الانظار،  ويتصدى دون توجيه بوازع وطني دفاعًا هذا الحمى وما يواجهه من تحديات والذي آمن به الفايز ترابًا وشعبًا وقيادةً ، وأحيانًا تجده وحيدًا ، يُغضبه صمت رجالات الدولة والمسؤولين السابقين وغيابهم في الأزمات ، وطالما تحدث عن ذلك ، يضع النقاط على الحروف وتحميل المسؤولية لمن تقع على عاتقه ، لا يعرف غير حسابات وطنه وقائده ، سواء داخل المسؤولية أو خارجها، ولا يأبه بمن يغضب أو يرضى ، وهذا ما جعله يحظى بإحترام من يتفق معه أو يختلف .
     الفايز السياسي المُحنك الذي يشكل حالة وطنية مختلفة عن غيره يؤمن بالعمل الميداني وخير من يترجم الرؤى والتوجيهات الملكية قناعة على أرض الواقع ، والحوار مع الناس الذين يرى فيهم الطيبة والتميّز عن غيرهم من الشعوب، ومكاشفتهم بحقيقة الأوضاع ، وبث الأمل في نفوسهم ، سبيلًا ونهجًا للطريق الصحيح ،وإعادة بناء الثقة معهم ، وهو ما سار عليه سواء كان في السلطة أو خارجها ، يطرح حلولًا واقعية لمواجهة أكثر قضيتين تؤثران على السلم المجتمعي وهما قضيتي الفقر والبطالة ، وغيرها من القضايا ، ويرى أن المسؤولية مشتركة والتعاون مطلوب بين كل السلطات ، مثلما يؤكد على أن يكون المسؤول مبادرًا صاحب قرار وليس مرتجفًا .

    فيصل الفايز الذي تسلم رئاسات الوزراء والنواب والديوان الملكي الهاشمي العامر وحاليًا الاعيان وله بصمات في كل مكان شغله ، صاحب الإرث السياسي والوطني والعشائري ، الذي يعتز بالعشائر الأردنية ودورها في نهضة الوطن وتقدمه لا يعرف الجهوية والمناطقية والاقليمية ويرفض التعصب ، وينبذ خطاب الكراهية فهو لكل الأردن ، يجد في حالة التنوع في المجتمع الأردني تحت الخيمة الهاشمية صاحبة الشرعية التاريخية والسياسية إلى جانب شرعية الانجاز ، التي يرى فيها إلى جانب الجيش والأجهزة الأمنية الضمانة للامن والاستقرار ، والسير للامام ، ميزة نسبية وقوة ومنعة لنسيجها الاجتماعي ،ويؤمن بالمعارضة البناءة وليست العدمية ومد جسور التعاون معها وفق الثوابت الوطنية ، وتجد التقدير والاحترام له في المدن والقرى والبوادي والمخيمات، وهو ما نشاهده هذه الأيام ولا نشاهد غيره في رعاية الاحتفالات بالاعياد الوطنية في مختلف ارجاء الوطن والتواصل مع الناس ، لما يشكله من حالة وطنية ثبت صدقها ، يجمع ولا يفرق ، صريحًا وشفافًا صادقًا منسجمًا مع ذاته لا يراوغ ولا يزايد ، وهي أكثر ما يحتاجها الوطن ، خصوصًا في مثل هذه الظروف ، ولا ننسى علاقاته الخارجية المتميزة وما يحظى به من احترام وتقدير .
   
  الرئيس الفايز الذي لا اعرفه شخصيًا لكنني اتابعه وغيره من الشخصيات والمسؤولين الحاليين والسابقين ، واستطيع أن أميز بينهم ، والذي انفتح على النقابات المهنية والاحزاب السياسية بمختلف الوانها واطيافها ورأى فيها بيوت خبرة ، وعنوانًا للطبقة الوسطى ، التي يجب أن تتوسع ، والذي يجد الجميع شركاء ويقف ضد اقصاء أحد مصلحة للوطن ، آمن عبر مسيرته بدور الإعلام المهني الموضوعي الملتزم ، كسلاح بيد الدولة والانفتاح عليه،  وقدم الكثير له ودافع عنه وطالب بدعمه ووقف إلى جانب الصحفيين والإعلاميين ، وانتصر للتشريعات التي تعزز الحريات الإعلامية ، ويؤمن بضرورة انسياب المعلومات واستمرار الصحافة الورقية ودعمها كجزء من المشهد الإعلامي المتنوع وما قدمته عبر مسيرتها للوطن والمواطن ، مثلما آمن بالثقافة والفنون ورسالتهما الحضارية ودورهما في نهضة المجتمع ، والتواصل مع المشتغلين فيهما وضرورة دعمهم وتعزيز حضورهم في المشهد العام ، وهو الذي نجده يرعى الكثير من نشاطاتهم ومناسباتهم ، وله بصمات واضحة في ذلك ، وهو الذي يجد في الشباب قوة للتغيير واداة له وهدفًا وغاية والحوار معهم ، فهم عدة الحاضر والمستقبل ، فضلًا عن تمكين المرأة التي اثبتت حضورًا وتميزًا في مختلف المواقع التي تبوأتها . 
   
  يحتاج الوطن اليوم في مئويته الثانية وهو يسير بخطى ثابتة نحو التطوير والتحديث السياسي والاقتصادي والاداري ، رجالات من وزن فيصل الفايز ، صاحب القلب الأبيض الذي لا يعرف الحقد ويترفع عن الصغائر ، لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص ، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار ، وترجمة الرؤى الملكية لحاضر الأردن الذي نريد ومستقبل أجياله وشبابه وتحسين مستوى معيشة مواطنيه ، التي تشكل هاجس جلالة الملك وشغله الشاغل . 
     الأردن يستحق وشعبه يستحق الأفضل دائمًا .