الصندوق الأسود لمهرجان جرش يا دولة الرئيس

جفرا نيوز - كتب -  م . خلدون عتمه 

من خلال متابعتي للمشهد الثقافي والفني لمهرجان جرش وما يدور على ساحة الوطن من انجازات ومتابعة المنجزات الوطنية وقد يتفق معي الكثير لفت انتباهي الانتقادات المتعددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وكانت بمثابة عتاب واستهجان من أصحاب القرار وخوف على مصير مؤسسة وطنية دخلت المئوية الثانية من عمرها ومهرجان جرش جاء نتيجة تعب المواطن الأردني وتعب قيادتنا الهاشمية وتعب بعض المسئولين الأردنيين .

مهرجان جرش كان ارق كل الأردنيين وعبارة عن حلم لكل الأردنيين من أوائل الثمانينات وكان يخلق حالة الفرح والسرور ونحن ننتظر موعد انطلاقة وإضاءت شعلته في الساحة الرئيسية ، ومهرجان جرش للثقافة والفنون الذي تمكن من السير بشراعة بثبات ليعبر المشهد الثقافي الأردني بكل نجاح إلى العالمية، ويقاوم رياح العبث العاتية التي أثارتها البيروقراطية

 المتعاقبة ولربما جاءت هذه الرياح السموم لتدمر المشهد المشهد الثقافي في هذا الوطن ، ولا اعرف هل كانت بدواعي غباء او جهل في الحكومات المتعاقبة وإما جهلا لوزارة الثقافة وعدم إدراكها لقيمة وأهمية هذا المهرجان وما يشكله من حالة في وجدان المثقف والفنان الأردني بل في وجدان كل من يتوقون إلى الحرية والانطلاق إلى التعبير بعد قسوة المشهد الثقافي المأساوية والتراجيدية المخيمة على روح الأمة ولاسيما أن مهرجان جرش  قد جمع مابين الطبقات البروليتاريا  والبرجوازية والارستقراطية في مدرج واحد .

لقد وصل مهرجان جرش للثقافة والفنون متنفسا للتفاعل والانطلاق نحو أفاق الحصان العربي وواجهه الاضطهاد  والكبت والاستعمار والتخلف ووصل الى القمة بفضل جهود القائمين على إقامة هذا المهرجان وانطلاقة عام 1983 ليكون مركز أشعاع ثقافي وفكري واقتصادي وتفاعل حضاري مع كل شعوب الدنيا على اختلاف ألسنتهم .

لكننا اليوم نعاني من تخبط البيروقراطية الحكومية والقرار الحكومي الأرعن وسطوة سيف وزارة الثقافة ووزيرها للحكم بالقتل والموت على مؤسسة ثقافية بناها المتحمسون الجادون نحو طريق طويل الأفق وخنق بهجة الحياة الثقافية السائدة .

السؤال الذي يدور على هذه الحالة في أذهان الكثير هل يفتح الصندوق الأسود من قبل دولة الرئيس الرجل المثقف الذي يعرف بفكره ولدية حسن فني وثقافي ليكتشف المؤامرة على مهرجان جرش وخاصة بعد الانتشار الواسع من الانتقادات حتى وصل الأمر  لبعض المحللين السياسيين لانتقاد إدارة هذه المؤسسة الوطنية عداعن التحدث على طبيعة المؤامرة وكيف تم إقالة المدير السابق الذي كان يشهد له الجميع بالقيادة والعمل الثقافي والفني وإنجاح عدة مهرجانات وعدا عن إخلاء هذه المؤسسة من جميع العاملين والخبراء الذين يعملون فيها منذ زمن طويل ووهضم  حقوقهم ؛ هؤلاء الذين قدموا لهذه المؤسسه وكانت في قمة النجاحات الباهر ولهم بصمات واضحه وكانو في قمة عطائهم لتقديم الاجمل .