جعله خطراً على المحيطين به.. ما هو “ارتداد باكسلوفيد” الذي حدث لبايدن بعد شفائه من كورونا؟

جفرا نيوز - "بعد أن شُفي الرئيس الأمريكي جو بايدن من مرض كوفيد"، عاد المرض مرة أخرى للرئيس بسبب حالة نادرة تعرف باسم "ارتداد كوفيد" أو ارتداد باكسلوفيد.

وجاءت نتيجة فحص الرئيس الأمريكي بكوفيد-19 إيجابية للمرة الثانية يوم السبت 30 يوليو/تموز، بعد تسعة أيام من إصابته الأولى يوم 21 يوليو/تموز، وبعد عدة أيام من نتيجة الفحص السلبية.

يقول طبيب الرئيس، الدكتور كيفين أوكونور، إن هذه الإصابة الثانية كانت بسبب "ارتداد كوفيد" الناتج عن العلاج بعقار باكسلوفيد، حسبما نقلت عنه صحيفة The Independent البريطانية.

ما هو ارتداد باكسلوفيد أو ارتداد كوفيد؟
أظهرت سلسلة من الدراسات أن المصابين بكوفيد قد تطول فترة إمكانية نقلهم للعدوى حتى الأسبوع الثاني من الإصابة بعد ظهور الأعراض عليهم في البداية.

يقول يوناتان جراد، خبير الأمراض المعدية بكلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، لمجلة Nature إن إمكانية نقل العدوى تتراجع بعد 10 أيام عادةً.

لكنه استدرك قائلاً إن استمرارها بعد العشرة أيام لا يحدث إلا في عدد محدود من الناس، وبعض هذه الحالات مرتبط باستخدام عقار باكسلوفيد فيما يعرف باسم ارتداد باكسلوفيد، نظراً لارتباط هذه الظاهرة بالمرضى الذي يعالجون بهذا العقار.

وقال لمجلة Nature: "ظاهرة الارتداد هي أن الأعراض المصاب بها الناس تبدو لهم وكأنها قد اختفت، وقد تظهر النتيجة سلبية بعد فحص سريع، ولكن بعد بضعة أيام تعود الأعراض والفيروس مرة أخرى".

لا يعاني من أعراض المرض ولكن هناك مخاوف من نقله للعدوى للمحيطين به
وفي مذكرة بتاريخ 30 يوليو/تموز، كتب طبيب الرئيس، الدكتور أوكونور، أنه "مثلما أوضحنا الأسبوع الماضي، بعد الإقرار بإمكانية "ارتداد" إيجابية فحص كوفيد التي لوحظت في نسبة صغيرة من المرضى الذين عولجوا بعقار باكسلوفيد".

وأضاف: "قرر الرئيس زيادة معدلات فحصه، لحماية الأشخاص من حوله ولضمان الكشف المبكر عن أي عودة للفيروس".

وأضاف الدكتور أوكونور: "بعد النتيجة السلبية للفحص مساء الثلاثاء، وصباح الأربعاء، وصباح الخميس وصباح الجمعة، جاءت نتيجة فحص الرئيس إيجابية ظهيرة يوم السبت، عن طريق فحص المستضدات. وهذا في الواقع يمثل ظاهرة "ارتداد" الإصابة".

وغرد الرئيس بايدن الساعة 2.45 ظهيرة يوم السبت قائلاً: "جاءت نتيجة فحص كوفيد إيجابية مرة أخرى. وهذا لا يحدث إلا مع عدد محدود من الناس. وأنا لست مصاباً بأي أعراض ولكنني سأعزل نفسي لسلامة جميع من حولي. ما زلت في العمل، وسأعود إلى الخروج قريباً".

وأضاف الدكتور أوكونور: "لم تعاود الأعراض الظهور على الرئيس، ولا يزال بصحة جيدة. وفي هذه الحالة، لا يوجد سبب لإعادة بدء العلاج في هذه المرحلة، لكننا سنواصل متابعته عن كثب بكل تأكيد".

ظاهرة نادرة
"ويعد استمرار إمكانية نقل العدوى في المصابين بعد العشرة أيام نادر الحدوث"، حسبما قالت خبيرة الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام، إيمي باركزاك، لمجلة Nature.

وقالت الدكتورة إيمي لمجلة Nature: "الأدوية المضادة للفيروسات تغير ديناميكيات الأعراض، وتغير ديناميكيات الاستجابة المناعية وتغير ديناميكيات كيفية تخلصك من الفيروس".

وأضافت: "أظن أن هذا مهم كثيراً، لأن الناس يعرفون أن إمكانية نقل العدوى تزول بعد عشرة أيام. ولكن إذا أصيبوا بارتداد باكسلوفيد، فربما لا يزالون يحملونها".

هل تؤدي هذه الظاهرة للاستغناء عن هذا العقار؟
قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في استشارة صحية في 24 مايو/أيار إن "باكسلوفيد لا يزال يوصى به للعلاج في المرحلة المبكرة من كوفيد-19 الخفيف إلى المتوسط بين الأشخاص العرضة لخطر زيادة حدة المرض" وإن "العلاج يساعد على الوقاية من دخول المستشفى والوفاة".

وأضافت المراكز: "سُجلت حالات ارتداد كوفيد-19 بعد يومين إلى ثمانية أيام من التعافي الأول وتتسم بعودة أعراض كوفيد-19 للظهور أو نتيجة فحص إيجابية جديدة بعد أن كانت سلبية. قد تكون العودة القصيرة للأعراض جزءاً من التاريخ الطبيعي للفيروس المسبب لكوفيد-19 في بعض الأشخاص، بغض النظر عن العلاج بعقار باكسلوفيد وبغض النظر عن حالة التطعيم".

وقالت المراكز أيضاً إن "المعلومات المحدودة المتاحة حالياً من تقارير الحالات تشير إلى أن الأشخاص الذين عولجوا بعقار باكسلوفيد وأصيبوا بارتداد كوفيد-19 مصابون بكوفيد خفيف؛ ولم تصلنا تقارير عن كوفيد حاد"، وأضافت أنه "لا يوجد حالياً أي دليل على الحاجة إلى علاج إضافي مع باكسلوفيد أو غيره.. في الحالات التي يشتبه بحدوث ارتداد كوفيد-19 فيها".