صدور كتاب الإعلام الرقمي للدكتور اشرف الزعبي

جفرا نيوز- نحو فضاءات إعلامية مشتركه ومفاهيم جديده، جاء كتاب الإعلام الرقمي للدكتور أشرف الزعبي وزملاءه وبالتعاون مع دار وائل للنشر والتوزيع هو ثمرة عمل مشترك استمر فترة طويلة للأنجازه  وهو يسلط الضوء على التطورات الإعلامية المتلاحقة وصولا للرقمية التي حوت كل شيء .

فمنذ بدايات الصحافة الورقية ووجود الصحافة الإلكترونية وتطورها فرض الإعلام الرقمي واقعاً إعلاميا جديدا بكل المقاييس، حيث انتقل بالإعلام إلى مستوى السيادة المطلقة من حيث الانتشار، واختراق كافة الحواجز المكانية والزمنية والتنوع اللامتناهي في الرسائل الإعلامية والمحتوى الإعلامي، لما يملكه من قدرات ومقومات الوصول والنفاذ للجميع، وامتداده الواسع بتقنياته وأدواته واستخداماته وتطبيقاته المتنوعة – على الفضاء الرقمي المترامي الأطراف بلا حدود أو حواجز أو فوارق.
 أن الإعلام الرقمي وهو امتداد لما قبله هو أحد أهم وسائل بناء السمعة وصناعة الصورة الذهنية ويحقق تأثيرا عميقا على قوة العلامة التجارية من خلال الخصائص العديدة التي يتسم بها هذا الإعلام أهمها:

التحديث والإشادة من شخص لآخر

-القدرة على إحداث تأثير المعرفة في تحقيق الدوي والصدى الإعلامي 

-تمكين الأفراد من الوصول إلى العالم أجمع بالمحتوى الإعلامي الغني بالنص والصورة الحية والمباشرة.
 
ومن هنا جاء ولادة الإعلام الذي شهده الإعـلام الرقمـي تحديات هامـة اسـتوعبتها الحضـارة الإنسانية ووظفـت وسـائله لمواكبـة تطـور التكنولوجيا الحديثة فـي إحـداث وأنمـاط نوعية جديدة مـن المضامين، تجـذب انتبـاه المتلقـي.
وبالوقت ذاته أعتبر الإعـلام الرقمـي محركـاً أساسيا للحضـارة، وهو النسـق السريع الـذي یمیـز التطـورات والتحـولات التكنولوجية الذي شــهده هــذا القطــاع والذي يعتبر عنصــراً فعــالاً فــي تنشيط المبــادلات الإنسانية والحضارية علــى اخــتلاف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، تؤسـس وتمهـد لمسـتقبل جديد ومغاير للحضـارة الإنسانية فـي إطـار مـا أصبح على تسميته بالقریة الكونية.

أن فهم علاقة الصحافة الإلكترونية والرقمية بالمجال العام اتخذت مداخل مختلفة قابلة للإثبات أو النفي وهي ليست بقاعدة ثابته ولكن بنفس الوقت فإن لها قواسم مشتركه يمكن أيجازها بمايلي:

1. إن الصحافة الرقمية ليست معطى ساكنًا ومنهي البناء، إنها عرضة للتجديد والتطور وتخضع لديناميكية التغيير الذي تصنعه الابتكارات التكنولوجية والاستخدامات الاجتماعية التي يؤطرها السوق.

2. إن تصفح مواقع الصحف الإلكترونية والتي تطورت للرقمية يكشف عن اختلافها وتفاوت تطورها.

3. موضوع الصحافة الإلكترونية يوجد به لبس في تعريفه ويعود هذا البس إلى عدم التمييز بين المفهومين: الاتصال (Communication) والإعلام (Information) من جهة، وعدم التَّفْرِيق بين الصحافة كنشاط ومهنة، ولا تقتصر على وسيلة إعلامية واحدة، والأخبار الإلكترونية كمنتَج من جهة أخرى، إضافة إلى الحديث عنها بمخيال الصحافة المطبوعة، لذا يتوجب في البدء الاستناد إلى تعريف الصحافة الإلكترونية الذي يبدو أنه لقي قبولًا واسعًا لدى المهتمين وحظي بإجماع المختصين، ويحيل مفهوم الصحافة الإلكترونية، إلى المحتوى الاعلامي المنتَجُ في إطار مشروع تحريري، وبالتالي فإن مفهوم الإعلام المنقول عبر حوامل رقمية واسع جدًّا يتضمن الكثير من المواد بدءًا بالبيانات وصولًا إلى الحديث الأكثر عناية في صياغته، بينما يندرج الإعلام الصحفي صراحة في إطار وسائل الإعلام، ويقوم بدورها التقليدي في المجتمع وممارسة مهمة الوسيط بين الأحداث والظواهر والمشاكل التي تطرأ في المجتمع وأعضائه (...) فما تقدمه الصحافة الإلكترونية من محتوى هو ثمرة المعالجة الصحفية؛ أي البحث عن الأخبار والمعلومات، وجمعها وتحليلها، وعرض الأحداث. 

وهذا يقودنا وبعد التطور المتسارع وظهور الصحافة الرقمية  إلى إن الإعــلام الإلكتروني و الرقمــي ووســـائل الاتصــالات أصـــبحا أداة لنشــر الثقافـــة المعلوماتية، واتســـاع مجــالات تطبيقاتها وظهـور ملامـح النشـاطات الحديثة وانعكـاس آثارهـا علـى حركــة الواقـع الإنساني انعكاسا هامــاً وبــارزاً أســهم فــي نشــر الثقافــة الرقمية بســرعة، ممــا جعــل الــبعض يعتقدون أنها قــامت بتحويل الحضــارات الإنسانية مــن قــارات كبیــرة متباعدة إلى بلــدة صغيرة یتعــرف مواطنوها علــى بعضــهم بمختلــف الوســائل الحديثة بفترة زمنية قصیرة، أما البعض الآخر فيعتقد أن التغير حـدث فـي سـهولة تلقـي المعلومـة والتعـرف على الآخرين، أما فاعلية التغير، مازالت قید البحث، حیث یرى هذا الفريق أن العـالم مـازال یعتمـد بصـورة أساسية علـى ثقافاتـه المحلیـة، وأن كثیـر مـن المجتمعـات رغـم حـداثتها الظاهرية مازالـت مجتمعـات تقليدية تتبع مناهج أسلافها.
إن ارتفــاع مســتوى الــوعي بــالإعلام الرقمــي، ووفــرة الكــوادر البشرية العاملــة والمؤهلــة فـــي مجالـــه، وتطويرها للتطبيقات المعلوماتية عبــر اســتخدامات الحواسيب وشــبكات المعلومــات والاتصــالات ونشــرها، یعتبر من أهم المؤشرات على تحول أشكال الإعلام الرقمي.

أمـا الحضـارات ومـا لهـا مـن تواصـل وتفاعـل وحـوار وصـراع وصـدام، فهـو موضـوع شـغل الكثیـر من المهتمون والباحثون في مختلف المجالات، وهو موضوع قدیم مسـتحدث، لا یلبـث أن یسـیطر الاهتمـام علیــه، عنــد كــل تغییــرات تحــدث فــي العــالم، أو فــي المستويات الإقليمية.

فالإنســان هــو نتــاج حــوار أو صــراع، وأحــوال العــالم هــي التــي تحــدث نتيجة لهــذه الحــوارات أو الصــراع، وبمــا أن أهــم التغيرات التــي حـدثت علـى المسـتوى العـالمي فـي مجـال الإعـلام، هـو سيطرة الإعـلام الرقمـي وهيمنته مـن بـین وسـائل الإعلام، فمنذ بدایة العام 2016 أصبح الإعلام الرقمي هو الوسيلة الأكثر استخداماً بین شعوب العالم هذا الواقـع، ومـا یمكـن أن یحدثـه الإعـلام الرقمـي مـن انعكاسـات علـى التعـارف بـین الحضـارات، وذلـك لريادته بـین وسـائل الإعـلام، ولمـا أحدثتـه مـن تغيرات فـي سـهولة وسـرعة وقلــة تكلفــة تناقــل المعلومــة، بالإضــافة إلــى تأثيراته فــي النمــوذج الإعلامــي، حیــث أصــبح مــن الســهولة والیســر لكــل متفاعــل ومتعامــل مــع الإعــلام الرقمــي أن تصبح مرســل للرســالة الإعلامية.
وقد جاء هذا الكتاب ليقدم لكل مهتم بالإعلام وطلبتنا الأعزاء في الجامعات الذين يمتهنون هذا التخصص الشاق والمتعب والممتع بنفس الوقت ليعرفوا الإعلام الرقمي وكيف يتم التعامل معه وكيف يقوموا بعمل المواقع الإلكترونية وتصمميها ويدخلوا في متاهات هذا الإعلام بمهنية عالية، أنه ثمرة تعب أستمر سنوات بتعاون مجموعة من الأستاذة المبحرين في عالم الإعلام وخاصة الرقمي ليصوا من خلاله إلى الاحترافية وبر الأمان.