التل" لجفرا" انخفاض اليورو سيفيد الإقتصاد الأردني و "المركزي" يتجه لإقرار العملات الورقية
جفرا نيوز - الاء ابو عتيلة
أثار انخفاض سعر صرف اليورو، إلى ما دون عتبة الدولار الأمريكي لأول مرة في الاسواق العالمية و منذ ما يقرب من 20 عامًا، النقاش والجدل في المملكة ،وسط توقعات بنتائج سلبية بشأن مصير الاقتصاد الأوربي، واحتمالات قطع إمدادات الغاز الروسي بالكامل ليطرح السؤال محليا حول تاثيرات انخفاض سعر صرف اليورو، على المواطنين و المديونية والعجز والاسعار في الاسواق المحلية، خاصة مع استيراد العديد من السلع كونها تلقى رواجا لدى المستهلكين، وخاصة السلع المعمرة، والكمالية وكذلك المركبات وقطع الغيار وما الى ذلك من الاسواق الاوروبية.
في الوقت ذاته وصلت واردات المملكة العام الماضي من الأسواق العالمية الى 15.34مليار دينار بارتفاع نسبته 25.4% منها 2.87 مليار دنيار من الاتحاد الأوروبي وبزيادة نسبتها 14% عن 2020 حيث تشكل الدول الأوروبية النسبة الاكبر
الخبير الإقتصادي والأكاديمي في الجامعة الأردنية الدكتور رعد التل ، قال إن اليورو تراجع في الاسواق العالمية بشكل قياسي ولم يحدث ذلك امام عملة الدولار منذ حوالي ٢٠ عاماً تقريبا ، وهذا يخالف التوقعات والانعكاسات بشكل عام التي ستكون على الاقتصاد الأوروبي، وعلى نسب التضخم وايضا ًعلى القدرة الشرائية للمواطنين الأوروبيين .
وبين التل في حديث لـ جفرا نيوز ، أن هناك رابحين و خاسرين من الانخفاض فمن ابرز الرابحين المستفيدين من ذلك ، القطاعات والشركات التي تبيع وتشترى باليورو وعملياً سوف تستفيد من التصدير، لأن المستورد يرى ان اليورو انخفضت قيمته امام الدولار، بالتالي سيقوم بزيادة استيراده بهذه السلع من الدول الاوروبية للاستفادة من الفروقات بالانخفاض
كما اوضح، أن القطاعات الصناعية التقليدية الثقيلة مثل (السيارات، الطائرات) ستتضرر بسبب انها تستورد المواد الأولية بالدولار من الولايات المتحدة وليس با ليورو
وأشار الى ثلاث فوائد أساسية بالنسبة للأردن على إنه يخدم الميدان التجاري لصالح الأردن، من حيث السلع التي يستوردها من الإتحاد الأوروبي وإن هذا سيكون بصالح الميدان التجاري، أما من حيث المديونية فإنه طالما هناك انخفاض باليورو فقدرت المواطن على السداد ستصبح أعلى ، حيث من الممكن الإستفادة في الإقتصاد الأردني من هذا الإنخفاض ،و أن اليورو من الصعب إن يتعافى للمستوى الذي كان عليه
و وصف الوضع الإقتصادي بالأردن مع انخفاض اليورو "بالصعب" من حيث إتجاه الزيادة بالعملة الأجنبية و بالذات الدولار ، وأنه عودة اليورو للمستوى الذي كان عليه لن تكون على المدى القريب .
وبين ان الانخفاض كان لجملة من الأسباب ،أهمها الحرب الأوكرانية الروسية وتعطل الإمداد والعرض اقل بكثير من الطلب تجاة اليورو بإتجاه الدولار
واستعرض الخبير الاقتصادي ظاهرة اقبال الناس في الأردن على المضاربة وشراء اليورو من محلات الصرافة ، كاشفا ان ذلك ياتي على أمل أن يرتفع سعره لاحقاً ، وتكون هناك استفادة مالية من فروقات السعر عند بيعه .
وقال : " في اعتقادي ان الاقبال على شراء اليورو ،سوف يؤدي الى حركة نشطة لدى محلات الصرافة نحوعملة اليورو بإتجاه الدولار " .
وذكر الدكتور التل ،أن العملات الرقمية في مرحلة إقرارها اليوم في الأردن فالبنك المركزي يتجه للعملات الرقمية، وأنه لا يوجد ترابط بين انخفاض اليورو وزيادة او انخفاض العملات الرقمية ، لافتا أن العملات الرقمية مربوطة بمدى قدرة وتوفر البنية التحتية والإلكترونية لتداولها في الأيدي .