حزب الفيسبوك يشعلل المشهد في الاردن ..الناس يتحدثون بالسياسة .. ويرفضون الاحزاب.. والكراسي بين التشبيب ومنافسة العواجيز
جفرا نيوز : عصام مبيضين
لماذا الاردنيون يتحدثون في السياسية ،وبشعف منقطع النظير سواء في المناسبات العامة اوالصالونات العامة، واجتماعات الافراح والاتراح والاعياد، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ، ولكن ليسوا كلهم حزبيين، انها ظاهرة تستحق الوقوف امامها في شيزوفرنيا محلية واضحة فماهي الاسباب ؟
نلاحظ أن هناك نوعا من الفتور في علاقة الشباب مع العمل السياسي والممارسة السياسية ببلادنا، الشباب يهتمون بالعمل السياسي، لكن هناك فئة قليلة تختار الانخراط في الأحزاب ،وتصدم الاستطلاعات، فرسان الطموح السياسي الجدد، من بعض ربان الاحزاب الجديدة هذه الايام ، مع هيمنة النمط الكلاسكي و التكنوقراط على المشهد السياسي، والمطلوب أعادة بعض الأحزاب لدورها الرئيس في العمل المستقبلي للوصول للحكومة ، ومع تراجع دور السياسيين العقلانيين، وصخب المنافسين الشعبويين على شبكات التواصل الاجتماعي ، واحتلال افئدة الناس والسيطرة على الراى العام بديماغوجية واضحة
،واليوم تقدّم الشعبويون بشكل ملحوظ في الساحة السياسية، وبالصفوف الاولى، واصبحت المطارحات العلمية العقلانية خارج حدود الزمن حيث القطار يندفع على السكة يوميا وبقوة بدون كونترول والاغلبية تبحر في محيطات التذمر دون وجود كوابح في معركة افتراضية على الشبكات والهمبكة والتجريح ينتصر فيها احيانا صاحب الصوت الاعلى وليس الشخص المقنع
وتظهرالارقام ان الغالبية العظمى من الأردنيين غير مهتمين بالسياسة، على غير ما نعتقد، فقط 25% مهتمون، والأهم أن من المهتمين هؤلاء فقط الثلث 33% يتابعون أخبار السياسة الخارجية وأخبار السياسة بشكل عام، وهذا ينسجم مع نتائج المركز، وبحسب تصريحات المركز، و نتائج الاستطلاعات تستعرض أن ثلثي الأردنيين غير معنيين بالعملية السياسة في الأردن، ولا بالشأن العام
وحسب استطلاع مركز الجامعة، فان هذا أمر خطير بالحقيقة، إذا ما تحدثنا عن الجهود العظيمة ،من أجل تحديث المنظومة السياسية في الدولة ،والإصلاحات السياسية و التحول إلى المشاركة العامة، إشراك الشباب تحديدا في الحياة العامة وصناعة القرار
والسؤال مالذي يحدث في الساحة السياسية، مع نفور شريحة واسعة من الشعب من الشأن السياسي ،وعدم ثقتها في بعض النخب في البلاد
وبينما تحاول جميع الأحزاب رفع شعار التشبيب" انسجاما مع القانون، مع هيمنة كثير من العواجيز على بعض الاحزاب منذ زمن والمطلوب تجديد الدماء وأن يكون لديها شباب داخل الاحزاب الجديدة ،مع التهديد بانقراض الاحزاب القديمة، الا اذا قامت بتكييف مع القانون الجديد مع انتهاء فترة الامهال ،
والسؤال "ماذا تفعل هذه الأخيرة من أجل تحقيق هذا الأمر، وربان بعض الاحزاب الجد من العواجيز د أن "عددا من الأحزاب تراهن على الأسماء التي ستحقق لها مقاعد مضمونة، حتى ولو كانت هذه الأسماء لبعض الشخصيات الحزبية رصيدها "صِفر" "
وفي الحقيقة الكارثة، أقول الكارثة، حسب المركز التي يكشفها الاستطلاع، وهي تحتاج للوقوف امامها ، وهي تكمن أنّه رغم مرور 32 عام منذ عودة اليمقراطية عام 1989 ـ 2919 على عودة الحياة الحزبية واكثر من 70 على تجربة قديمة فان" الوثائق" تظهر عدد الأشخاص من المواطنين المنتمين للأحزاب السياسية ،على مختلف اطيافها في الاردن لايتجاوزن 70 الف بينما من ينتقد ويتحدث بالسياسية هم بالملايين. تناقض صاعق
فماهي القصة الناس تكرة الاحزاب وتعشق التنظير السياسي، والسؤال ولماذا يندفع البعض للانضمام الى الاحزاب، فهل هو إغراء المناصب الموعودة وشكل الحكومة البرلمانية بعد سنوات في عملية تسخين وخطوة تنظيم ،ولذا يتنافس الناس في الاحزاب الجديدة باستماتة منقطعة النظير، وان جوهر وجود الحزب السياسي وأن تكون له قاعدة جماهيرية، يعبر عن أحلامها وطموحاتها تمهيد للوصول الى الحكومة البرلمانية المفترضة
ويقول حزبي ان اسباب العزوف عن الانضمام الى الاحزاب كثيرة منها فوبيا المخاوف القديمة ، وبعض هذه الأحزاب بهذه الصورة لا ترقى الى طموحات الناس، والتي انحسر وينحسر دورها الان، وهناك غياب واضح لدور الشباب الذي يمثل القوه الدافعة لاي عمل سياسي ،وضعف الخطاب الايدلوجي الذي لم يعد قادرا على التواصل مع الشارع وفهم ديناميكيات العصر ، لأنه خطاب تقليدي منذ فترة طويلة.
هذا ربما يفسر تجاوز المواطنين وعشق السياسية والتنظير لتوجيه سلسلة رسائل عابرة لدوائر صنع القرار على شبكات التواصل الاجتماعي، والقفز عن الاطر السياسة واليوم المطلوب الحوار لان بعض الناس صعد ت على أغصان شجرة الأزمة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا