قمة طهران

جفرا نيوز - بقلم منيزيل النعيمي - ضمن واقع جيوسياسي متغير مضطرب في المنطقة ، هناك تحرك جديد و تقارب متجدد بين طهران و موسكو و بحضور تركي لافت . 

ناقشت القمة بالتأكيد قمة جدة و مخرجاتها التي وجهت أصابع الإتهام تجاه طهران ، و أرسلت الكثير من الرسائل السياسية المبطنه لإيران و أذرعها بشكل أو بآخر ، كونها العدو الذي يهدد أمن و سلامة المنطقة حسب ما فهم من التصريحات الأمريكية و الخليجية مؤخراً ، و ملفات متعددة على رأسها ملف الطاقة و سلاسل التوريد من و إلى روسيا للغاز و غيرها من المصادر لمتعددة التي تملكها. 

حددت القمه أيضاً القيادة الروسية شروطاً محددة لإعادة فتح الباب أمام ملف الحبوب الأوكرانية كونها مهمه للأمن الغذائي العالمي الذي أصبح مهماً للجانب الروسي لبيان حسن نية تجاه العالم أجمع و محاولة لنيل بعض الرضا من المجتمع الدولي ،و ذلك تحقيقاً لمساعي تركيا في حل بعض الملفات العالقة في المفاوضات الدائرة بين روسيا و أوكرانيا تحت رعاية تركيا. 

القمة رفعت درجة حرارة المنطقة كونها جاءت بتوقيت حاسم من أمريكا و الغرب تجاه الملف النووي الإيراني،  و أوصلت رسالة مبطنة لأمريكا و الغرب بأن أي تحرك ضد إيران ، سيكون له ردة فعل من روسيا ، و ذلك في إطار التنسيق و التوافق السياسي و العسكري بين البلدين . 

القمة أعادت إحياء التنسيق السابق الذي حصل عام ٢٠١٩ بين الدول الثلاث و لكن مع القليل من الدسم ، كون بعض الملفات لم تحسم بعد . قدمت روسيا تنازلاً عن بعض المواقع العسكرية في سوريا لصالح إيران و المليشيات المتواجده هناك ، و إمكانية السماح المشروط للقوات التركية للدخول و تطهير الشريط الحدودي من المليشيات المتواجده هناك و التي تروج لها تركيا منذ أشهر . 

اليوم تغيرت المفاهيم ، فما يحصل في المنطقة يجب أن يدرس ضمن سياقات علمية و منطقية بعيداً عن الغوغائية و التحليل الغير مدروس ، و يجب أن يُفهم في سياق أردني و تحديد هامش الحركة تجاه الواقع الجيوسياسي في المنطقة و العالم ، فنحن اليوم لا نملك ترف الوقت تجاه عدة ملفات ما زالت مفتوحه و تحتاج لإنهاء ديناميكي و سريع تحت قاعدة " تعظيم المكاسب و تقليل الخسائر " .

و حمى الله الأردن حراً عربياً هاشمياً قوياً .