مهن تقلل البطالة لكن تنظيمها غائب.. السكوتر مثالاً
جفرا نيوز - لم يدر بخلد «ابو شادي» «الاسم مستعار «حين نهض من فراشه إستعدادا للتوجه الى المسجد القريب من منطقة سكناه لتأدية فرض صلاة فجر امس الاول انه ولحظة إصطفافه سيصطدم بسكوتر لتوصيل الطلبات الى المنازل ، ولا يهمنا على من يقع الحق في سوء القيادة سواء كان لهذا او ذاك بقدر الاطمئنان على سلامة الجميع، إلا ان الحادث اربك المتواجدين في المسجد وعمل على تشتيت إنتباههم.
الحادث إياه ورغم فداحة وقعه وفي هذا الوقت بالذات والذي تخلو فيه الطرقات من المارة والمركبات ، إلا انه يدفعنا للتساؤل ما الذي دفع سائق السكوتر الى القيادة في مثل هذه الاوقات لولا الحاجة المادية وقلة فرص العمل التي امامه والتي يعيشها مجتمعنا الاردني بشكل عام، وفي نهاية المطاف لم يكن له ان يتحصل من مشواره سوى على بضعة دنانير هي كفيلة بأن تسد حاجة معينة لديه،على فرض انه اوصل الطلبية الى وجهتها.
اما المصلي «ابوشادي» والذي إعتاد على تأدية فرض الله تعالى في مساجده منذ الصغر كانت الصدمة لديه كبيرة وبدأ بالتفكير بوضع الفتى سائق السكوتر للإطمئنان على سلامته اولا، علما ان نشامى الدفاع المدني لم يألوا جهدا في سرعة القدوم لموقع الحادث والتي لم تستغرق سوى دقائق معدودة برفقة سيارة اسعاف نقلت الفتى لاقرب مشفى والعمل على إعادة وضع الطريق كما كانت عليه قبل وقوع الحادث.
الوضع المؤلم الذي عاشته المنطقة يفتح الباب على مصراعيه في توجيه عدة تساؤلات للمعنيين عن كيفية ضبط مثل هذه المهن والتي غالبا ما تخلو من ضمان إجتماعي وتأمين صحي وخلافه لمن يمتهنها، إن صح ان نطلق عليها لفظ مهنة.
ولا يعنينا إن كان الطريق يفتقر للمواصفات الفنية، والذي يعنينا سائق السكوتر والذي يحاول جاهدا توصيل الطلبية في موعدها ما يجعله يزيد من سرعته اولا بالاضافة الى ان الوقت الذي يعمل به غالبا ما يكون النعاس فيه سيد الموقف، في حين انه لو حصل عملا يدر عليه دخلا يغنيه عن سؤال الاخرين في النهار اكاد اجزم انه سيعمل به لكن الظروف كانت اقوى والحاجة اشد.
وبالاضافة الى ذلك تعيدني الذاكرة قبل اشهر من الان كيف ان سائق احدى المركبات قد تعرض للضرب من شباب حين اوصل طلبيته لوجهتها، وآخر الى تخريب في مركبته.
هذه المهن الجديدة على مجتمعنا تحتاج الى دراسة ورعاية كبيرة من قبل المسؤولين ليعملوا على تنظيمها وتأمين سلامتها لاننا يجب ان لاننسى انها عملت على سد جزء من البطالة المتفشية بين الشباب ما جعلها تخفض نسبها المرتفعة، بالاضافة الى العمل على تخفيض اعداد من يقومون بتوصيل الطلبات الى المنازل في هذه الاوقات وتقليل التنافس بين السائقين تجنبا للجوء السائق للسرعة حتى يتمكن من تجميع اكبر عدد من الدنانير والتي لو عرف اساسا انه سيتعرض لحادث سير مؤسف بسرعته الكبيرة لن يلجأ إليها والتي قد تكون قاتلة كون ان جسم الانسان هو من يحمي السكوتر بعكس المركبات والتي غالبا ما تصمم بأن يكون جسمها هو من يحمي السائق.
الدستور