قمة جدة "الواقع و الطموح "

جفرا نيوز - كتب - منيزل أحمد النعيمي 

إنعقدت في جدة قمة أمريكية عربية ناقشت مستقبل العلاقات الأمريكية العربية و ملفي الطاقة و التنمية و أعادت التأكيد على أهمية إيجاد حل حقيقي و واقعي للقضية الفلسطينية . 

إن توقيت هذه القمة جاء بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية القائمة في القطب الشمالي للأرض و تداعيتها على شكل العلاقات الدولية بشكل عام و تأثيرها الخاص على المنطقة و خصوصا النفوذ الروسي في سوريا ، وإمكانية التوغل أكثر في النفوذ في العراق و خصوصا مع التعاطف الإيراني مع روسيا ، و هو توقيت مهم و حساس ل أمريكا و العرب على وجه الخصوص . 

ما يثير الفضول في هذه القمة دون سابقاتها أن هناك إستدارة واضحة من الولايات المتحدة لأهمية و ثقل المنطقة و الشرق الأوسط في ملف الطاقة أولاً و القرب من إيران ثانياً ، و جاءت القمة اليوم لتعيد تعريف من هو العدو ؟ و تخرج عن السياق القديم بأن عدو الأمس صديق اليوم و مآلات ذلك على هندسة العلاقات الدولية . 

ما يهم هو ما حققه الأردن من مكتسبات في هذه القمة ، و جاءت كتتويجاً لجهود القيادة الهاشمية في ملف السياسية الخارجية الأردنية بالتفاعل المباشر و التماس عن قرب مع قيادات المنطقة و الحراك الفعال لتحقيق المكتسبات على الأرض إنطلاقاً من الإرث الكبير للثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين نيابة عن العرب ، لتبقى هذه الميزة متجذرة في تاريخ الأردن الحديث و التي تلقي على عاتق الدولة الدور المحوري في حل نزاعات المنطقة و الإشتباك الإيجابي المباشر مع العالم أجمع و الأشقاء العرب على وجه الخصوص ، و هو ما نجح فيه الملك عبدالله الثاني حفظه الله . ليتم التأكيد على الوصاية الهاشمية على القدس و المقدسات و ضرورة حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ . 

لقد نجحت القمة تنظيمياً و نظرياً و لكن قادم الأيام ستكون حبلى بالأحداث لتثبيت ما تم نظرياً على أرض الواقع . 

حمى الله الأردن حراً عربياً هاشمياً قوياً .