سياسيون: الملك لخّص حلولا كثيرة لتحديات المرحلة عبر قمة جدة
جفرا نيوز - ليس حدثا عاديا، ولا يمكن التعامل معه وقراءته بشكل عابر، دون التدقيق بكافة تفاصيله، بشكل مفصليّ، حيث شكّلت (قمة جدة للأمن والتنمية) نقطة انطلاق لمرحلة جديدة عربيا ودوليا، على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية، ففي كل ما تم طرحه من كلمات ومباحثات ولقاءات أهمية كبرى وخارطة طريق لقادم الأيام.
قمة جدّة، التي حضرها جلالة الملك عبد الله الثاني، واستمرت أعمالها على مدار ساعات يوم أمس بمشاركة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والعراق إضافة إلى الأردن، قفزت بقضايا المنطقة وتحديدا تحدياتها نحو حلول آمنة وفضاء رحب من التعاون والتنسيق لجعل قادم المنطقة ايجابيا بالقدر الذي يحقق خطوات آمنة للمستقبل.
وفي قراءة خاصة لـ«الدستور» أكد سياسيون أن موقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ركيزة للأمن العربي، مؤكدين أن القمة أكدت صوابية الموقف الأردني تجاه ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، وقالوا ان القمة أوضحت الكثير من القضايا الجدلية وحسمتها برؤى واضحة، تحديدا فيما يخص ما أثير بشأن وجود اسرائيل في تحالف عربي لمواجهة أزمات الإقليم، وبدت الأمور بهذا السياق واضحة وحاسمة، اضافة لدخول الولايات المتحدة في قضايا المنطقة بشكل هام جدا يؤكد الاهتمام الأمريكي بقضايا المنطقة، اضافة لترسيخ أهمية المملكة العربية السعودية والدول المشاركة في القمة بشأن قضايا المنطقة وحماية مصالحها، ودورها الهام عربيا ودوليا.
ورأى متحدثو «الدستور» أن جلالة الملك عبد الله الثاني وضع القضية الفسطينية على منبر القمة التي تعدّ الحدث الأبرز هذا العام، ووجه اهتمام العالم للقضية، وضرورة السعي لانهائها بما يضمن حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدين أن تأكيدات جلالة الملك أنه دون انشاء الدولة الفلسطينية لن يكون استقرار للمنطقة ولا ازدهار رسالة ملكية غاية في الأهمية لجعل فلسطين أولوية.
وأشار متحدثو «الدستور» إلى أن قمة جدّة وضعت خطوات واضحة لما هو آت لقادم المرحلة، مرفقة بشكل واضح بحلول لكافة مشاكل المنطقة ومواجهة التحديات التي تواجهها فيما يخص الغذاء والأمن والاقتصاد والطاقة وغيرها من تفاصيل تحتاج حتما لمواقف مشتركة وشراكات جادة لتجاوزها، بوجود فلسطين كما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني لتشكل أيضا رسالته في هذا السياق أهمية بالغة.
د. المومني
الوزير الأسبق عضو مجلس الأعيان الدكتور محمد المومني، أكد أن الكلمة التي القاها جلالة الملك في (قمة جدة للأمن والتنمية)، عبارة عن تقديم للمصالح الأردنية العليا المرتبطة والتي يجب أن تكون حاضرة في قمة بهذه الأهمية التي عقدت في جدة، مبينا أن جلالة الملك تحدث عن تحديات يواجهها الأردن على الحدود، وعن موضوع اللاجئين السوريين وكيف أن الأردن يقوم بدوره نيابة عن العالم.
وأشار المومني، إلى أن جلالة الملك تحدث عن ضرورة حل الدولتين وأن الأمن والاستقرار لا يتحققان بدون أن يكون حل لهذا النزاع، وبالتالي هي في الحقيقة تعريف وتحديد واضح للمصالح الأردنية العليا التي يجب أن تكون حاضرة في القمم الإقليمية، مبينا أن الجديد في هذا الأمر أن مزيدا من الدول على المستوى الإقليمي حددت وبشكل واضح أن لا بديل لحل الدولتين، وبعض الزعماء أشاروا لمبادرة السلام العربية، والمسؤولون الرسميون أشاروا أيضا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وبالتالي هنالك توافق وقناعة عربية، والحقيقة متسقة تماما مع القناعة الأردنية أن حل الدولتين هو الأساس، وأن التعامل مع هذا النزاع و|عطاء الكرامة والحقوق للشعب الفلسطيني، هو أساس الاستقرار والأمن.
ولفت المومني إلى انه حتى في موضوع التعاون الاقتصادي على المستوى الإقليمي لا بد أن يكون الفلسطينيون طرفا أساسيا فيه، وبالتالي أظن أن الرواية الأردنية العميقة والمنطقية والمسؤولة فيما يختص بهذا النزاع تأخذ صداها ليس فقط لدى الجانب الأميركي لكن أيضا على مستوى الإقليم، والعلاقات الثنائية بين الدول العربية وإسرائيل لن تكون بحال من الأحوال بديلا عن حل هذا النزاع مع الفلسطينيين.
وبين المومني أن المساعدات الأميركية أنواع، مساعدات عسكرية واقتصادية لها شقان؛ دعم يذهب للخزينة بشكل مباشر ودعم يذهب لقطاعات بعينها ربما أوضحها قطاع المياه.
المعايطة
الوزير الأسبق سميح المعايطة قال انه ثبت بعد قمة جدة ان كل الحديث عن حلف عربي مع اسرائيل لمواجهة ايران جزء من رغبة لاسرائيل واطراف اخرى، العرب لديهم مشكلات كبيرة مع ايران لكن الحل ليس بالتحالف مع اسرائيل بل بوسائل اخرى.
وبين المعايطة أن أساس قمة جدة يتضح بعنوانها والمتعلق بالأمن والتنمية، وسنسمع قريبا الكثير من ملفات التعاون المتعلقة بمجالات الطاقة والأمن الغذائي، وستقدم الولايات المتحدة شيئا لدول المنطقة التي تضررت من تبعات كورونا، بالإضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي فرضت إيقاعها على نسب التضخم وأسعار الطاقة.
الخوالدة
من جهته أكد الوزير الأسبق المهندس رضا الخوالدة أهمية قمة جدة في جعل قضايا المنطقة بكافة القطاعات وتحديدا الاقتصادية منها والتي نالت منها ظروف المرحلة، نتيجة لجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكروانية، جعلت منها أولوية عربية دولية، وحتما سنشهد قريبا نتائج ملموسة على أرض الواقع في مواجهة تحديات المرحلة وكذلك في معالجة أي عقبات على أساس الوحدة العربية والتشاركية.
ونبّه الخوالدة إلى أهمية ما طرحه جلالة الملك فيما يخص القضية الفلسطينية، والذي جعل منها أولوية عربية ودولية، اضافة لجعلها أساسا في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، وفي هذه الرسالة الملكية أهمية كبرى بجعل حل القضية الفلسطينية أساسا لجعل المنطقة والعالم مستقرا ومزدهرا، وكأن جلالة الملك بذلك لخّص حلولا كثيرة بحث عنها كثيرون لتحديات المرحلة، ليحسمها بضرورة حل القضية الفلسطينية لنصل إلى ما يرنو له كثيرون من ازدهار واستقرار.