جمال الصرايرة في البوتاس

جفرا نيوز - خلدون المجالي  ساهمت ادارات الرجل الضعيف ( ممثل الحكومة الاردنية ) في الشركات المساهمة العامة على الدوام في تأزيم الحراك العمالي وانتاج سيناريو الاعتصامات العمالية وسلسلة الاضرابات في اغلب شركات الوطن الكبرى كالبوتاس والفوسفات وشعور العاملين هناك بغياب الحماية الرسمية لمصالح العمال التي من المفترض ان تصونها الحكومات الاردنية مالكة الحصة الاكبر من اسهم تلك الشركات حين تصطدم مطالبات العمال الشرعية بشخصية رؤساء المجالس المعينين والضعف المزمن وقلة الحيلة التي يعانيها جمهور الرؤساء والتي كانت على ما يبدو ديدناً يحكم تعيينهم في تلك الشركات ومناطاً معتبراً في عين اصحاب القرار لغايات تشجيع الاستثمار , غير ان شركة البوتاس العربية كحالة خاصة افضل الحديث عنها لم تكن بمنأى عن تلك الذهنية المسيطرة على قرار ( اصحاب الدوار الرابع ) حين تعاملت الحكومات المتعاقبة مع منصب رئيس مجلس الادارة كنوع من التكريم والتلزيم لاصحاب الحضوة عبر تعيين سلسلة رؤساء مجالس لغايات التنفيع والمزايا وحصد مياومات السفر والبريستيج الوظيفي ليس الا واللجوء حكماً لدور( المتفرج ) على ما تؤول اليه الامور بين العمال والادارت التنفيذية او ترجيح الاصوات المتعادلة تحت افضل الظروف في التصويت على قرارت مجلس الادارة . جاء تعيين جمال الصرايرة رئيساً لمجلس ادارة شركة البوتاس العربية خلفاً للرئيس السابق محمد سعيد شاهين الذي لم يمضي على تعيينه اكثر من شهرين واجه خلالها اضراباً عمالياً في اليوم العاشر لتعيينه كنوع من سوء الطالع بالنسبة له تاركاً خلفه عبارته المشهورة ( انا ما بمون ) كمسمار يدق في نعش الولاية العامة للحكومة في تعاطيها مع الشأن العام لتتحول صرخة مدوية صدح بها العمال طيلة ايام الاضراب وما تلاه لحث الحكومة الاردنية على تعيين رؤساء واعضاء مجالس ادارات جُدد يمتازوا بقوة الشخصية وصلابة الموقف والكفاءة المطلوبة بدلاً من اسلوب الحكومات المتبع في توزيع المناصب والقائم على فقه المكارم والعطايا على حساب ابناء الوطن في مواقع الانتاج , وحيث اني لم اشأ في التطرق لسيرة الرئيس السابق او الذي قبله صاحب اكثر ساعات الطيران والذي فاق طياري القوات المسلحة في تحصيلها واكتفى بدور الحصادة لمياومات السفر الا كون اسلوب الادارات المتبع في حينها يشكل قضية رأي عام لا بد من التطرق لها للحديث عن واقع المأساة في مجالس ادارات الشركات المساهمة العامة في الوطن . اوساط العاملين في شركة البوتاس لاقت ارتياحاً وقبولاً لقرار الحكومة الاردنية بتعيين الصرايرة رئيساً لمجلس ادارة شركة البوتاس والذي عرف عنه حرصه الأكيد على الصلاحيات الكاملة والغير منقوصة في كافة مواقع المسؤلية التي تولاها وأأمل شخصياً بان يشمل تغيير الرؤساء كافة الشركات المساهمة العامة واعضاء مجالس الادارات السابقين لاعادة النصاب لوضعه الحقيقي والقانوني وانسجاماً مع الولاية العامة للحكومة والتي ستساهم حتماً في تخفيف الاحتقانات العمالية التي تزايدت في الآونة الاخيرة كردة فعل طبيعية على ضعف القرار السيادي والاداري في تلك الشركات الكبرى . Majali78@hotmail.com