أهلي يصفونني بالغباء .. ماذا أفعل ؟

جفرا نيوز - أنا طالبة بكلية الطب، ومتفوقة، وعندي مواهبُ كثيرة؛ كالرسم، وكتابة الروايات، والشِّعر، ولكن مشكلتي أنِّي لا أجد حافزًا مِن أهلي، فمهما فعلْتُ لا أجد حافزًا، ومع أنَّ الكُلَّ يعرف أني ذكيَّة؛ ولكن أبي كثيرًا ما ينعتني بالغبية، ويصف أخي أنه أذكى منِّي، أنا لَمْ أغْضب مِن وَصْفه لأخي أنه أذكى؛ ولكني أغضب مِن وصفي بالغباء، ومع أني أتظاهَر أنَّ الكلمة لَمْ تُؤَثِّر فيَّ؛ لأنِّي منَ النادر أن أبكي أمام أحدٍ، فأنا كثيرًا ما أبكي، وأنا بمفردي، وأحْزَن بشدَّة، لدرجة أنني في أحيان كثيرة أشعر بأني لا أحبُّ البَشَر جميعًا، ولا أحبُّ التَّحَدُّث مع أحد، وهذا يجعلُني منطويةً اجتماعيًّا مِن كثرة الاستهزاء بطُمُوحي، وعدم الانتباه إلى ما أصِل إليه عِلْميًّا، أحس أنِّي أصبحتُ مجردةً مِن ثقَتي بنفسي، وبدأتُ أشكُّ أني فعلاً إنسانة عادية ولستُ مميزة, فعندما أرسم لوحة لا ألقى سوى: ما هذا؟ أنتِ تضيعينَ الوقت، وهكذا عندما أحصل على علامات وتقديرات ممتازة، أجدُ والدي بدلاً مِن أن يقول لي: أحسنتِ، يقول: أنتِ حصلتِ على ذلك لِمُجَرَّد الحفظ، ولستِ ذكيةً، حتى إنَّه أخْبَرَ دكتورًا يدرس لي أنَّ الحفظَ هو مصدر هذه العلامات، وليس الفَهم، وأن أخي أذكى، مع أني لا أحفظ شيئًا لا أقْدِر على فهمه، وأعاني منَ النِّسيان إن لَمْ أفهم، ولكن لا فائدة.

أصبحَ يُكَرِّر تلك الكلمة حتى أنني مَلَلْتُها، وهو لا يدرك أنِّي أحزن كثيرًا منها، وأصبحَ أخي الآخر يُكَرِّرها، مع أنِّي أجْرَيْتُ اختبار الذكاء، ولَمْ أكُن غبيَّة بالعكس، ولكن ما فائدة الوُصُول إلى مناصبَ علميَّة، ما دام أقرب الناس إليَّ لا يؤمنون بقدراتي، ويزيدون من إحباطي، كنتُ أقاوِمُ ذلك الإحباط؛ ولكنِّي الآن لم أَعُد أحتَمِل ذلك الحزن والضِّيق، فأنا لا أجد جدوى مِن تعبي، وكدتُ أفْقِد الأمل؛ حتى أني أصنع في خيالي أشخاصًا يَتَمَتَّعون بصفاتٍ أتمنَّاها فيمَن حولي، وأبدأ بالتَّحَدُّث إليهم، حتى كدتُ أفقِد عقلي، وأجِدُ الإحباطَ يقف أمامي كالسَّدِّ المنيع، وأصبحتُ أتمنَّى الموتَ في أحيان كثيرة؛ لأني ما كنتُ أتمنَّى سوى تقدير والدي، فكلَّما ذهبتُ عند صديقة لي، وسمعتُ كلام والديها لها، وما تَلْقاه مِن حافزٍ، أتمنَّى لو ألقاهُ أنا بدلاً منَ الاستهزاء.

أحيانًا أحسد أصدقائي، وأحس بآلام لا تنتهي، وتنزل دموعي؛ ولكن لا أحد يلاحِظ معاناتِي؛ لأنِّي أتظاهر بلا شيء أمام والدي.

تعبتُ من ذلك الحزن في داخلي؛ لأنه يزداد، فأنا أشْعُر به وهو يزداد، مع أني قريبة منَ الله؛ إلا أنَّني أشعر بالضِّيق والحزن، الذي لا يكاد يبعد حتى يعود أقوى من ذي قبل.