الاردنيون يستخدمون النكتة الساخرة لمواجهة الاوضاع المعيشية الصعبة


جفرا نيوز :
بين التذمر والشكوى تارة والنقد الساخر تارة اخرى باتت حالة من السخط الشعبي تسيطر على المشهد العام في مواقع التواصل الاجتماعي وأحاديث الناس.
وكنوع من التعبير المبطن يلجأ الكثير من المواطنين الى النكت الشعبية والتي قد تحمل مضمونا سياسيا لاذعا، فهي تمثل لهم منابر ديمقراطية لكسر المحظور، فالنكتة الساخرة بما تحمل في حقيقتها من تعبير مسالم مؤثر, تعتمد في قوة تأثيرها جماهيريا على عوامل متنوعة ترتبط بمدى قوة حبكتها الفنية ورمزيتها والدلالة منها.
حالة التندر والسخرية من القرارات والتصريحات الحكومية في حقيقتها تمثل وعيا لمزاج شعبي ناقد يعبر فيه الناس عن المكنونات الداخلية حيال سخطهم على الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها من غلاء وارتفاع في الاسعار، اضافة الى اي قرارات رسمية غير شعبوية،فالنكتة تشكل «ضميرا وعقلا» يمكن البناء عليه في تصحيح وضع هنا او هنالك واعادة انتاج قرارات حكومية اكثر تفهماً للاوضاع المعيشية والاقتصادية.
وبعيدا عن رقابة السلطة تبقى النكتة الشعبية الملاذ الاكثر تحوطا بالنسبة للكثير و خاصة انها في الاساس موجهة الى اصحاب المواقع و المناصب الحكومية، بقي ان نقول ان النكتة لها تأثيرها الكبير في المجتمع وتشكل حالة اجتماعية ليس من السهل التخلص منها او انكار مضمونها الهادف الساخر.
مختصون في علم الاجتماع والاعلام أكدوا الى «الرأي» أهمية ماتحمله النكتة الساسية من رسائل سياسية واضحة للحكومات كنوع من الاحتجاج على الاوضاع، مشيرين الى انها تمثل حالة وعي جمعي، واضافوا ان النكتة السياسية لها مضامين عميقة ومهمة في كثيرمن الاحيان وناقدة في مجال الاقتصاد والاجتماع والسياسية والثقافة، وانها مهمة ومرغوبة في الرأي العام.
وقال المختص في علم الاجتماع الجريمة الدكتور خالد الجبول ان التندر والسخرية من خلال النكت والحكايات الشعبية الساخرة ظاهرة منتشرة في كل المجتمعات، مضيفا» في مجتمعنا العربي تكتسب النكته الشعبية خصوصية نظرا لانها تُعد تعبيرا واقعيا وحيا و انعكاسا لحالة غضب سياسي أو أقتصادي وأجتماعي ناقم على الأوضاع المعيشية الصعبة».
ولفت الجبول الى أن النكتة السياسية دائما ما تحمل في طياتها رسائل واضحة للحكومات كنوع من الاحتجاج على ممارسات السلطة القائمة، مبينا ان بعض الدول شهدت عبر العقود الماضية تطورا للنكتة السياسية والاجتماعية حتى وصلت الى مراحل متقدمة اصبحت بعض الحكومات تعتبرها مقياسا شعبيا لمدى رضا المزاج الشعبي عنها.
وراى ان النكتة السياسية لها اوقات قد تنشط فيها تبعا لاوضاع البلد والاحداث المرتبطة فيها، منوها الى ان الفجوة الكبيرة التي قد يشعر بها المواطن بينه وبين الحكومة أو عدم ثقته في علاقته مع الحكومة تعمل على زيادة فرص انتشار النكتة السياسية من أجل التعبير عن رفضه للواقع، وتابع هذه الظاهرة متقدمة في اوروبا وحتى في الولايات المتحدة الاميركية وهو ما شهدناه في عهد الرئيس الاميركي السابق (ترمب) ووجود برامج كوميدية مخصصة لديهم تتحدث في هذا الشأن. وحسب استاذ الاعلام الدكتور حسام العتوم فان النكتة السياسية هي الاقرب الى الكاريكاتير ولا يتقنه الا الاذكياء في السياسة.
واضاف: النكتة تحمل اهدافا دقيقة وبعيدة المدى وهي مهمة في تلطيف الاجواء، وتضفي معالم جميلة على مايجري من احداث متتابعة، مشيرا الى اننا بحاجة لمثل هذه النكت.
وأوضح ان النكتة تحمل مضامين عميقة ومهمة في كثيرمن الاحيان وناقدة في مجال الاقتصاد والاجتماع والسياسية والثقافة، منوها ان النكتة مهمة ومرغوبة في الرأي العام.
وذكر ان انتشار النكت السياسية يزيد في اوقات عدم الاستقرار وفي حالات الغضب والازمات كتعبير عما يجري على أرض الواقع 
الراى