الأمير حسين ..القيادة صلة ثقافية
جفرا نيوز - بقلم إحسان التميمي
بُغْية سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد النجاح بتشكيل السياقات التي تتناول الخدمات ذات الاهتمام العام بطرق معينة لتعزيز النتائج وهمه اليوم قيادة التغيير في سياق تنظيمي ديناميكي يستند على استراتيجيات الإصلاح وإلغاء العديد من المعضلات المستمرة في تقديم الخدمات العامة. ولأن الأمير يؤمن بالانفتاح على الأفكار الجديدة والثقة فإنه يتخذ أداة عملية ومفاهيمية جديدة للتغذية الراجعة.
الشهر الماضي وبعد زيارة سموه قسم ترخيص شمال عمان، للاطلاع على الأنظمة الإلكترونية المستحدثة الهادفة إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، والتسهيل عليهم، ابدى سموه رغبته بتعميم هذه التجربة على مؤسساتنا الخدمية
وقبيل هذه الزيارة كان سمو الأمير الحسين يختبر بنفسه خدمات قطاع النقل العام في العاصمة حين استقل من دون إعلان أو ترتيب مسبق حافلة الباص السريع كجزء من سعي سموه للاستكشاف كيف يمكن أن يلبي الوصول إلى وسائل النقل احتياجات التنقل والمشاركة في النشاط في الحياة اليومية وكيف يتم استخدام وسائل النقل المختلفة.
يؤمن الأمير أن الخدمة العامة هي محرك تقديم الحوكمة الفعالة وأنه لا يمكن للحكومات أن تعمل بشكل جيد بدون الهياكل التمكينية العامة لإدارة لتنفيذ ولايتها على النحو الجيد في محاولة لتسهيل الأداء الفعال للخدمة العامة من خلال الاستخدام الفعال لخبرات الموظفين في الخدمة المدنية لتقديمها الخدمات الأساسية التي تخدم مصلحة المواطنين
الأسبوع الماضي زار جلالة الملك عبد الله الثاني، أمانة عمان يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، اطلع خلالها على استراتيجية الأمانة لـ 5 سنوات مقبلة وأكد ضرورة شعور المواطنين وسكان العاصمة بجودة الخدمات المقدمة من قبل الأمانة.
يخشى الأمير أن يكون الافتقار إلى فرص النقل العام الجيدة حاجزًا أمام إمكانية الوصول والاندماج الاجتماعي في المجتمع. سيما مع تآكل الثقة تدريجيًا بوسائل النقل العام خاصة مع نموها أكبر لتصبح ضرورات لليوم وغدا،
هذا الانفتاح الملكي والشعور بالمسؤولية العامة يحتاج في المقابل إلى جهد ثوري من المؤسسات العامة جميعها وإعادة تعريف كل ما تفعله الجهات المعنية بالنقل سوف تحتاج للدخول إلى الطريقة التي يتم بها تخطيط الخدمات وتقديمها للمواطنين من خلال التواصل الفعال والثقة.
لا يبد من البناء على الجهود الملكية واقتراح العديد من التدابير والتحسينات التي يمكن أن تزيد من التنقل وإمكانية الوصول وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة من خلال دراسة معيقات استخدام المواطنين للزمان والمكان والقيود التي يواجهونها من أجل القيام بالأنشطة.
واضح من سعي الأمير الشاب ثقته المطلقة بأنه لا يمكن تلبية الطلب على النقل في معظم المدن الكبرى إلا من خلال نظام نقل عام عالي الجودة مع الموثوقية والكفاءة كعوامل رئيسية وربما تقديم المزيد من الحوافز للمواطنين لترك السيارة في المنزل واستخدام أنظمة النقل العام.
نواجه اليوم اعتماد كبيرا السيارات وبسبب ذلك نواجه على الأقل ثلاث مشكلات رئيسية؛ السلامة والازدحام والتلوث وهنا لا بد للحكومة من وضع جميع الإيرادات المحصلة من رسوم المركبات والطرق والمخالفات لتحسين خدمات النقل العام ومراكز الانطلاق.
نقف إجلالا لسعي الأمير الشاب وندعو الحكومة للبناء على هذه المساعي فهي صاحبة الولاية أولا وأخيرا وقراراتها وخططها لها تأثيرها الأوسع على المجتمع، وأقول من الذكاء أن تستثمر الجهات الحكومية مساعي الأمير لبناء الجسور مع المجتمع ودراسة التجارب العالمية الناجحة لمشاركة القطاع الخاص بل وحتى المواطنين في تنمية قطاع النقل العام باعتباره عصب التطور اليوم وغدا.