وضع السدود حرج ومياه الشرب قليلة

جفرا نيوز - مع بداية كل موسم صيف تجدد وزارة المياه والري تأكيدها على وجود أزمة ونقص في كميات المياه، وتدعو المواطنين إلى تفهم هذا الواقع، في وقت يطالب فيه خبراء بضرورة إيجاد الحلول البديلة لمعالجة هذه التحديات.

واعتبرت وزارة المياه والري، أن الصيف الحالي «سيكون حرجا» من ناحية كميات المياه المتاحة، لكنها أكدت أنها ستبذل اقصى الجهود لمواجهة الظرف المائي الذي تعيشه المملكة ولن تألو كل جهد ممكن لضمان تامين المواطنين بالمياه خلال الصيف الحالي على ضوء شح المياه وتدني كميات المياه من مصادر المياه المختلفة وما تتعرض له المصادر والخطوط من اعتداءات وانقطاعات للتيار الكهربائي وزيادة الطلب على المياه خاصة مع اشتداد درجات الحرارة في ظل الظروف المائية الاستثنائية المتزايدة .

في تصريحات أخيرة لوزير المياه والري محمد النجار خلال اجتماع لمناقشة الوضع المائي لهذا الصيف، يؤكد أن الصيف الحالي أكثر قساوة من العام الماضي فيما يتعلق بكميات المياه، مشيرا الى أن مقدار نقص المياه مقارنة بالعام الماضي، نحو 10 ملايين متر مكعب.

واقع السدود بحالة حرجة

أكدت آمين عام سلطة وادي الاردن المهندسة منار محاسنة أن كميات المياه المخصصة للشرب في السدود هي قليلة جدا، علما أنه يوجد سدان فقط فيها مياه مخصصة للشرب هما الوحدة وسد الموجب الذي يوجد فيه كمية 370 الف متر مخصصة للشرب.

وأضافت أن كميات المياه المخزنة في السدود حاليا تبلغ 75 مليون متر مكعب بنسبة 27% من مجموع السعة التخزينية للسدود، وأن كميات المياه المخصصة للري للقطاع الزراعي هي مشابهة للعام الماضي.

وأشارت إلى أن معظم السدود في الاردن مخصصة لاغراض الري باستثناء سد الوحدة المخصص للري والشرب وسد الموجب المخصص للري والشرب والاستخدامات الصناعية، وأن هذه السدود تعتمد في تخزين المياه على الهطول المطري باستثناء سد الملك طلال الذي يعتمد إضافة إلى الأمطار على المياه المعالجة من محطة خربة السمرا، مشيرة إلى كميات المياه المخزنة في السدود هي شبيهة بكميات العام الماضي.
وبينت، أن المخزون الكلي للسدود المخصصة للري، نحو 76 مليون متر مكعب، ما نسبته 27% من المخزون الكلي، وأن كمية التخزين في سد الموجب أقل من 400 ألف متر مكعب وأشارت إلى أن نسبة التخزين في سد الوحدة 16% من المخزون الكلي.

ولكن بعض السدود فيها كميات مياه مخزنة افضل من العام الماضي مثل سد وادي العرب تبلغ الكميات المخزنة 8,750 مليون متر مكعب مقارنة بـ 6 ملايين متر مكعب العام الماضي وبنسبة تخزين 52% ، وسد الكفرين نسبة التخزين 69% مقارنة مع 46% العام الماضي .

اتحاد المزارعين

رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن عدنان الخدام يؤكد أن واقع مياه الري في المملكة بحالة حرجة، الأمر الذي سينعكس على القطاع الزراعي سلبا، مشددا على ضرورة إيجاد خطط بديلة لمعالجة هذه الاشكالية.

وأشار إلى تراجع المساحات المزروعة في وادي الاردن نتيجة مخاوف المزارعين من نقص المياه المخصصة للري، مشيرا إلى تراجعها بنسبة 50 % العام الماضي، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تكفي المياه حتى شهر 10 القادم أي لمدة 3 أشهر وبعد ذلك من أين سنحصل على مياه الري في حال تأخر الموسم المطري القادم؟.

وأكد أن تراجع المساحات المزروعة في وادي الاردن سيؤثر سلبا على الكميات المنتجة من المحاصيل الزراعية وهذا سينعكس على المزارع والمواطن وايضا على الاقتصاد الوطني.

ويوضح الخدام إلى أن المحاصيل الزراعية في فصل الصيف تحتاج إلى مياه الري بشكل مضاعف، مشيرا إلى أن المزارعين يقومون على تقنين استخدام المياه بنسبة 70%.

وأشار إلى إننا نحتاج إلى خطة إنقاذ وطني وتفعيل خلية أزمة في التعامل مع ملف المياه والعمل على إنشاء مزيد من السدود لاستيعاب مياه الأمطار وجمعها بدل من أن تذهب هدرا بسبب الفيضانات، وتخفيف مشكلة الفاقد من خلال إعادة تأهيل شبكات المياه في وادي الاردن.

وأكد أن توفير المياه هو من أهم التحديات التي تواجه المزارع في الوقت الحالي وتزيد من الأعباء التي يتحملها خلال السنوات القليلة الماضية، وإذا استمر تزايد العجز في المياه وخاصة مياه الري وتقليص المساحات المزروعة الناتجة عن ذلك فإن هنالك خطرا حقيقيا يهدد الزراعة في وادي الاردن سلة الغذاء الوطني وبدل أن نحافظ على إنتاجنا الزراعي والاكتفاء الذاتي من الخضار والمحاصيل الزراعية ضمن إطار الأمن الغذائي فإننا سنصبح مستوردين لها.

لجنة الزراعة والمياه النيابية

من جانبه قال عضو لجنة الزراعة والمياه والبادية النيابية النائب علي الغزاوي، إن تصريحات أمين عام سلطة وادي الأردن منار محاسنة حول انعدام مياه سدود وادي الأردن المخصصة للشرب «غير مقبولة».

وأضاف الغزاوي في تصريحات «أنه يجب الإسراع في تخصيص نسبة من المياه للزراعة كونها صمام الأمان للأمن الغذائي.

وزاد الغزاوي أن هناك تخبطا بإدارة ملف قناة الملك عبد الله في وادي الأردن حتى الآن، حيث تم إيقاف عمل جميع مضخات الري التي تضخ مياها لسقاية المزروعات في الاغوار الشمالية والجنوبية والوسطى نتيجة تشغيل محطة المنشية بالاغوار الشمالية.

واعتبر الغزاوي تشغيل محطة المنشية تعديا صارخا على حصص مياه الزراعة، منوهاً الى أن إدارة المياه أهم من البحث عن موارد أخرى.

ولفت الغزاوي الى أنه في حال كانت هناك إدارة صحيحة نستطيع أن نتجاوز الموسم الحالي دون عواقب مشيراً الى ضرورة ايجاد خطط للتكيف مع التغير المناخي.


الدستور