حكومة الطراونة .. توقيت سيء وضبابية في الرؤية وواقع مأزوم


جفرا نيوز – كتب : أسد بن الفرات
قطعا ، لم يكن رئيس الوزراء فايز الطراونة محظوظا في توقيت حكومته التي كثر شاكوها وقل شاكروها ، فأول ابداعاتها التفنن برفع الاسعار والتضييق على الناس فيما انتاجاتها لا تعد ولا تحصى ابرزها ضبابية الرؤية وخنق الاقتصاد وجهل بالمستقبل. لم يكن الطراونة ابن الثالثة والستين ربيعا يريد تسلم حكومة انتقالية يتوه فيها بين السياسي والاقتصادي ويتلقى الصفعة تلو الاخرى فحكومته محكومة بالفشل كسابقاتها لأنها تحتاج الى معجزة حقيقية للخروج من واقع مأزوم سياسيا واقتصاديا .
فالداخل الاردني حانق عليها وخارجيا لا تأثير لها ومهمتها تصريف الاعمال الى ان يقضي الله امرا كان مكتوبا. فسياسة الترقيع التي تنتهجها الحكومة وتعتقد انها السبيل الامثل للخروج من عنق الزجاجة لن تجدي نفعا ازاء الاف القضايا المتراكمة التي تحتاج حلول حقيقية فيما تنشغل الحكومة بسطحية الامور وتتجاهل الجوهر. فاليأس بات يسيطر على الحكومة ونال منها ، فلا المساعدات المنتظرة قادمة ولا الحكومة قادرة وراغبة في فرض المزيد من الضرائب لان المواطن بات يئن تحت وطأة الضغوط التي خلقتها الحكومة الحالية وسابقاتها وجعلت منه متسولا بامتياز. فالتشريعات تحتاج الى تعديل والاقتصاد منهار يحتاج الى دعم قوي وفق دراسة حقيقية لا هبة والواقع الاجتماعي بات في الحضيض والاستراتيجيات المثلى للحل سواء القصيرة او بعيد المدى مهترئة عفا عليها الزمن لا تسمن ولا تغني من جوع فبات البلد في مهب الريح ما لم تسعفه العناية الالهية للاستمرار من جديد.
فقديما ، كان الرهان على رجالات الدولة الشرفاء الوقوف سندا منيعا للنهوض به في الملمات ولكن مع تداول السلطة بقامات صغيرة ورؤساء لا يعرفون معنى الرئاسة وليسوا بحجمها فكانت كراسيهم اكبر منهم تركوا البلد نهبا للتجار والفجار وحملوا شنطة السفر وغادروا المحطة الى غير رجعة .. تركوا الاهل والضعن حفاة عراة ، ضاع المستقبل وتاه الامل صريعا تحت وطئ وحشية جيوبهم. لم يستحق منهم الاردن هذا فقد تعاملوا مع البلد كتجارة كاسدة ..عرضوا مواقعهم للايجار بابخس الاسعار، فجاء الشطار والجباة فعهروا كل قيمة لمعنى الوفاء والانتماء. لم يكن الاردن يوما ضعيفا رغم قلة امكاناته .. كان شامخا عظيما عزيزا فأهله الطيبون لم يخذلوه ولم يبيعوه فكان بين القلب والقلب. كان وصفي وهزاع واحمد الطراونة ورجالات عظموا قيمة الاردن وقدره ..كانوا على قدر السياسة والحب وكان الوطن يعني الوجدان والضمير . كان الاردنيون في ماقي العيون ورسل حرية وسلام ، والان دخل الجباة فتشوا بالجيوب والاحداق فالمال هدف ورسالة ولم يكتفوا .. بل حبسوا الدمعة في العيون.