الخلايلة: 1450 مسجداً بلا إمام أو مؤذن
رسالة عمان تحذير للقادم واستشراف للمستقبل
بسبب الخدمات المميزة رحلة حج عرب 48 تكلفتها 8500 دينار
لا يجوز تعميم الخطأ الفردي داخل لجان المساجد
جفرا نيوز - تحدث وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد الخلايلة خلال حوار اجرته «$» معه في ملفات عديدة تخص الوزارة كان على رأسها ملف استثمار اموال الوقف من قبل مديرية الوقف النقدي التي استحدثت العام الماضي، بالاضافة الى الصناديق التي تتبع الوزارة، حيث بين ان صندوق الزكاة يقوم بالسداد عن 500 غارمة سنويا، مشدداً على ان الوزارة تحرص على ابقاء منابر المساجد بعيدة عن التطرف والغلو.
واكد الخلايلة حول الآلية المتبعة لضبط التبرعات في الصناديق داخل المساجد وما يرشح من احاديث بين الفينة والاخرى عن وجود تجاوزات وصل بعضها الى القضاء، انه اذا وقع داخل اللجان خطأ فردي فلا يجوز البناء عليه وتعميمه، وان المملكة فيها 7500 مسجد وهناك لجان مساجد ولجان زكاة ترخص من قبل الوزارة ولجنة اعمار لبناء المسجد او لجنة رعاية لديمومة المسجد وصيانته ومصاريفه ولجان الزكاة تجمع وتوزع على الفقراء في نفس الاحياء التي تتبعها اللجنة، لافتا الى ان كل اللجان ترخص وفق شروط معتبرة، مستدركا انه ومثل اي عمل بشري الخطأ وارد، ولا يجوز التعميم، علما ان اكثر الاخطاء الموجودة اخطاء محاسبية غير مقصودة.
رعاية المساجد
واضاف الخلايلة: ان كل مسجد يجب ان يكون فيه عاملون لكن هناك 1450 مسجد بلا إمام او مؤذن والحكومة منحت الوزارة مؤخرا استثناء لتعيين 400 امام ومؤذن سيتم تعيينهم قريبا.
واوضح ان نقص الائمة والعاملين في المساجد في مختلف المحافظات من التحديات التي نحاول التغلب عليها من خلال صندوق الدعوة وتكليف بعض العاملين في مؤسسات اخرى بالعمل كخطباء ومدرسين وأئمة.
ونبه الخلايلة ان التكليفات عن طريق صندوق الدعوة لم يتوقف، إذ يوجد ما يقارب 700 موظف يتقاضون الحد الادنى للاجور ولا يحصلون على اولوية في التعيين، ويتم التعيين عن طريق ديوان الخدمة المدنية، وهو ما ينسحب على المبتعثين على حساب وزارة الاوقاف، حيث يحصلون على دور من قبل ديوان الخدمة ايضا، وكان رأي الديوان ان ابتعاثهم على حساب الوزارة لا يمنحهم اولوية التعيين.
وزاد: ان الوزارة استغنت خلال الفترة الاخيرة عن معظم غير الاردنيين في المساجد وهؤلاء كانوا على نوعين منهم من كان موظفا في المساجد غير اردني هذا بقي حتى الان، لكن هناك من سكن منهم في المساجد دون موافقة رسمية وهذا امر لا يجوز وبالتالي كان هناك قرار بالوزارة الاستغناء عنها.
ولفت الخلايلة الى ان العاملين في المساجد بحاجة الى تأهيل ولذلك وضعت الوزارة خطة متكاملة لعقد دورات من خلال معهد الملك عبدالله الثاني لتأهيل الائمة والدعاة، بحيث يعقد لهم دورات في اللغة العربية والحديث والتلاوة والتفسير.
وبحسب القانون، فيجب ان يحصل المسجد على اذن مسبق لبنائه وان يكون ضمن مواصفات معينة وحسب تعليمات بناء المساجد في الوزارة لكن من التحديات التي تواجه الوزارة ان كثيرا من المساجد تبنى عشوائيا ما يضطر الوزارة وبحسب القانون للاضطلاع بتأمين امام وعامل لها علاوة على تكاليف ديمومة من صيانة وخدمات من ماء وكهرباء ونظافة بالاضافة الى الرقابة على الخطاب الاسلامي الذي يقدم داخل هذا المسجد وهو ما يجعل الوزارة تحت ضغط كبير في هذا الملف.
ونوه ان موازنة الوزارة من اكبر الموازنات في المملكة بحوالي 82 من الموازنة العامة ولا يدخل في هذه الموازنة الاموال الوقفية ولا اموال الزكاة.
محاربة الفكر المتطرف
واضاف الخلايلة ان الوزارة تعمل على ضبط الخطاب الاسلامي في المساجد وتوحيده في المملكة ومن ضمن واجبات الوزارة مواجهة العنف والتطرف والارهاب ولابد من وجود خطاب ديني متزن يعكس صورة مشرقة لهذا الدين ويمثل رؤيتنا في رسالة عمان ويمثل هذا الخطاب الصورة الحقيقية لديننا الحنيف.
ولا يخفى علينا جميعا انه منذ بداية ثمانينات القرن الماضي بدأت بعض الحركات التكفيرية بالظهور وتطور وجودها في اخر عشر سنوات علما ان العالم العربي والاسلامي هو اكثر من تأثر منها، خصوصا وانها تبدأ كفكر الا انه سرعان ما تصبح تنظيما مسلحا فكان لزاما وواجب في الاردن وليس الوزارة فقط ان يواجهوا هذا الفكر، واستذكر هنا ما قاله جلالة الملك في احد خطاباته ان هذا الفكر يواجه في ميدان الفكر، وكان هناك توجيهات واضحة لجلالته في هذا الموضوع في مواجهة هذا الفكر، ونحن في الاردن كنا من السباقين عندما تم اطلاق رسالة عمان في عا? 2004 وقبل ظهور ما يسمى بداعش، والذي يقرأ رسالة عمان بدقة يرى أنها تحذير للقادم واستشراف للمستقبل.
وبالاضافة الى محاربة هذا الفكر من خلال الدروس والدورات التي نعقدها لرسالة عمان وهي دورات يشارك بها مئات العلماء والائمة من مختلف انحاء العالم، يقوم معهد الملك عبدالله الثاني للتدريب بعقد مئات الدورات للائمة والوعاظ لنشر الفكر الاسلامي ومواجهة الغلو في الدين.
وتحرص الوزارة على ابقاء منابر المساجد بعيدة عن التطرف والغلو وربما يقول البعض ان وزير الاوقاف منع بعض الخطباء، وردي ان ذلك يحدث لاننا لن نسمح باستخدام المنبر لغير ما شرع المنبر منذ زمن الرسول من اجله ولن نسمح بخطاب متطرف ولا خطاب عدائي ولا خطاب يبث الفرقة والكراهية بين الناس، فهذا خطاب لا يمثل الاسلام، فخطاب الاسلام خطاب رحمة ووسطية وتآلف الخطاب الذي يجمع ولا يفرق.
الخطبة الموحدة
وعن اعتبار البعض ان خطبة الجمعة الموحدة انتهاك لحرية التعبير الديني، اكد الخلايلة ان التعبير الديني متاح للجميع وفق الضوابط المتعارف عليها وان الخطبة الموحدة هي خطبة تعدها الوزارة وتلزم الخطيب بعنوان الخطبة والمحاور الرئيسية اما المادة العلمية تقدم للخطيب على انها مادة علمية مقترحة وليست الزامية واذا اراد الخطيب ان يتطرق لعلاج مشكلة في منطقته او لعلاج قضية معينة فله مطلق الحرية في هذا الامر والخطيب له الحرية في اختيار الدروس والمواعظ التي تقدم في المسجد، والباب دائما مفتوح لاي خطيب يريد اقتراح عنوان لخطبة ?لجمعة ويتم اضافته وتقديم المادة العلمية التي تناسبه.
الطاقة المتجددة
ولفت الخلايلة الى ان استخدام الطاقة المتجددة في المساجد خصوصا في المناطق الحارة مثل العقبة والاغوار جعلت فاتورة الكهرباء التي كانت قرابة 14 مليون دينار سنويا تنخفض الى حوالي 8 ملايين دينار ومشاريع الطاقة ما زالت مستمرة، حيث تهدف الوزارة استخدام الطاقة المتجددة في كل مساجد المملكة.
موسم الحج
واعلن الخلايلة ان الوزارة قدمت كتابا رسميا للجانب السعودية لزيادة عدد تصاريح الحج ولهذه اللحظة لم يتم استلام رد عليها، مبينا ان بعثة الحج لهذا العام فيها حوالي 90 حافلة، وكل حافلة فيها مرشد ديني بالاضافة الى البعثة الطبية والبعثة الاعلامية، فتصبح البعثة كاملة ما يقارب 4000.
واضاف الخلايلة ان الوزارة اكملت الاستعدادت كافة لموسم الحج الحالي من استئجار للمساكن التي لا تبعد عن الحرم اكثر من 1500 متر وتم تسجيل الحجاج ودفع الرسوم، مبينا ان عدد المستنكفين كان قليلا جدا ومنحت تصاريح المستنكفين لمن يستحق حسب الدور.
وتصل كلفة الحج الى 2415 دينارا بالحد الادنى ويشمل السكن في المدينة ومكة ووجبتي طعام والتنقلات بين مكة والمدينة ورسوم الخدمات في منى وعرفات وثمن الهدي ايضا، علما ان الوزارة لا تتقاضى من الحجاج اي مبلغ مالي باستثناء 80 دينارا بدل خدمات ادارية.
وقامت الوزارة هذا العام بالاستفادة من الوسائل الالكترونية، حيث سيوزع على كل الحجاج الاردنيين شريحة لرقم هاتف، بحيث يبقى على تواصل مع البعثة الادارية وتنظيم كل مجموعة من الحجاج عن طريق مجموعات على «الواتساب»، ليتمكن الكادر الاداري المرافق لبعثة الحج من معرفة مكان كل حاج وتقديم الخدمات اللازمة له عند الحاجة.
ونوه الخلايلة إلى قضية عادة ما تثار سنويا وهي ان البعثة الاردنية تتعجل في مغادرة الاراضي المقدسة ليبدأ الجدل حول ذلك، مبينا ان القوافل التي تديرها وزارة الاوقاف تحافظ على اركان الحج بكل تفاصيله، منوها ان التعجل هو في رمي الجمرات في ثالث ايام العيد (ثاني ايام التشريق) ومن ثم مغادرة مكة المكرمة وهو ما يصح شرعا.
حجاج عرب 48
وعن ارتفاع اسعار رحلة الحج لعرب الـ48 الى حوالي 8500 دينار اوضح الخلايلة ان ذلك يعود للخدمات المميزة التي طلبتها لجنة الحج الممثلة لحجاج الـ48، منوها ان الوزارة لا تتقاضى من حجاج الـ48 الا 80 دينارا بدل خدمات ادارية وكل ما قامت به الوزارة هو طرح الخدمات المطلوبة عبر عطاء للشركات الاردنية ومقابل ما تم طلبه من خدمات فالسعر اقل مما توقعنا.
صندوق الحج
ورد الخلايلة على الهجوم الذي يتعرض له الصندوق في كل عام خلال موسم الحج باعتبار انه يخصص للمدخرين فيه 20 بالمئة من تصاريح الحج وان ذلك عبارة عن تمكين للاغنياء من الحج وحرمان الفقراء من هذه التصاريح، أن صندوق الحج انشئ طبقا لقانون وزارة الاوقاف الصادر عام 2001 ونص على انشاء صندوق يتمتع باستقلال مالي واداري ويهدف الى تشجيع الادخار على الحج ويحصل على 20بالمئة من الحصة المقررة للاردن من الحجاج، مبينا ان الصندوق اليوم يحتوي على ودائع بحوالي 250 مليون دينار، ويتم استثمارها بأوجه مختلفة وتوزع ارباحها على المدخرين،?وبعكس ما هو متداول فالمواطن يستطيع ان يدخر في الصندوق ولو بمبالغ بسيطة شهريا حتى الوصول الى المبلغ المطلوب وهو ثلاثة الاف دينار.
القدس والوصاية الهاشمية
واعتبر الخلايلة ان الرعاية الاردنية في المسجد الاقصى المبارك والقدس الشريف تأتي ضمن محورين اولهما الدفاع عن المسجد الاقصى وهذا يحمله جلالة الملك من خلال الوصاية الهاشمية والدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالته تدافع عن القدس في مختلف المحافل الدولية.
واما المحور الثاني والذي تعنى به الوزارة، فهو الشأن الديني ويشمل الترميم والرعاية والاعمار ولا يحق لاحد ان يختزل كل ما يقدم بالصيانة رغم انها واجبة ولابد من القيام بها فهذا فيه تجنّ وتقزيم لما تقوم به الدبلوماسية الاردنية والوزارة.
واضاف ان هناك حوالي 850 موظفا في اوقاف القدس، وهذا العام تم رفع علاواتهم من 300% الى 400% صرفت منها 50% هذا العام وتصرف 50% مع بداية العام المقبل.
وبين الخلايلة ان الاحتلال يعمل جاهدا على اعاقة كل عمليات الترميم والصيانة والاعمار في المسجد، ويسهل دخول المتطرفين ويعمل على استفزاز المسلمين، مستنكرا دخول المستوطنين واقتحاماتهم المتكررة للمسجد الاقصى وخصوصا من باب المغاربة، لافتا الى ان الوزارة تقوم برصد وتمرير ذلك الى الدبلوماسية الاردنية وعلى رأسها جلالة الملك ووزارة الخاجية التي بدورها لا تألو جهدا بحمل هذه القضايا في مختلف المحافل الدولية.
واضاف ان اقتحام المسجد الاقصى المسجل كتراث انساني هو عمل مرفوض تماما، علما ان كل قطعة فيه لها قيمة اثرية كبيرة والاحتلال عند الاقتحام يقوم بالقاء القنابل الدخانية والصوتية والتي بدورها تؤثر على الابواب التراثية والزجاج الاثري ومنه الزجاج في المسجد القبلي الذي تم تكسيره من قبل الاحتلال في رمضان الماضي والزخرفات التي يعود بعضها للعصر الاموي.
واضاف: ان الاردن قدم الكثير ولا يوجد دولة في العالم قدمت للمسجد الاقصى والقدس والقضية الفلسطينية مثلما قدم الاردن ابتداء من الشهداء الذين نكتشف اضرحتهم كل فترة على اسوار القدس وفي مناطق فلسطين المختلفة والى يومنا هذا وما نقدمه للمسجد الاقصى هو واجب وليس منة على احد فقضية القدس قضية العرب والمسلمين، والاردن اول من تحدث ان المسجد الاقصى خط احمر ومساحته الـ144 دونما هي خالصة للمسلمين ولا يقبل التقسيم المكاني ولا التقسيم الزماني، منوها ان الوزارة تدير المسجد الاقصى وحوالي 120 مسجدا في القدس.
وعلى الصعيد المالي، يقدم الاردن ما يقارب 12 مليون دينار سنويا رواتب للعاملين في القدس من ميزانية وزارة الاوقاف بالاضافة الى ما يقدمه جلالة الملك والصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الاقصى واللجنة الملكية وجهات مختلفة في الاردن.
صندوق الزكاة
وبين الخلايلة ان الوزارة تقدم من خلال الصندوق مشاريع انتاجية في مختلف محافظات المملكة وهي ليست قروضا وانما منح من الصندوق، منبها ان كل ما يأتي للصندوق من زكاة يذهب في المشاريع الخيرة وللفقراء والمساكين، وان هناك حوالي خمسة الاف عائلة وثلاثة الاف يتيم تتقاضى رواتب من صندوق الزكاة.
وخلال الفترة الاخيرة اطلق الصندوق مجموعة من المشاريع ابرزها المشاريع الانتاجية التي تنوعت بين معدات بسيطة لمشاريع داخل الاسرة الى محلات البقالة وبعض المواشي لتربيتها، ومحلات الادوات المنزلية والمكتبات، منوها ان هناك ربطا الكترونيا بين الصندوق ووزارة التنمية الاجتماعية والضمان الاجتماعي والجهات الاخرى التي تعنى بتقديم المساعات بالاضافة الى ان الصندوق يقوم بدراسة الحالة الاجتماعية ضمن شروط معينة للمتقدم للاستفادة من خدمات الصندوق، كما يقوم ببناء وترميم عدد من البيوت.
وهناك مشروع مستمر وهو مشروع الغارمات ووصلنا من خلال صندوق الزكاة انه لا يوجد منذ اكثر من سنة اي سيدة سجينة عليها مبالغ مالية، واصبح اليوم الصندوق يدفع عمن هن مطلوبات قضائيا ولم تنفذ بهن عقوبة السجن، واستفادت من هذا المشروع في اقل من ست سنوات ومنذ بدايته ما يقارب 6500 غارمة وتم بمبادرة من جلالة الملك عام 2019 جمع مبلغ سدد عن الغارمات كما عاد وقدم جلالته هذا العام قيمة جائزة زايد للعمل الانساني التي حصل عليها في دبي لذات الغاية.
ويقوم الصندوق سنويا بتخصيص مليون دينار للسداد عن حوالي 500 غارمة، نافيا ان يكون ما يقوم به الصندوق سببا في تشجيع قيام بعض السيدات بالاقتراض بنية عدم السداد والتوجه للصندوق للسداد عنهن، وذلك من خلال الشروط المحددة التي يجب ان تفي بها السيدة التي سيقوم الصندوق بالسداد عنها واهمها عدم التكرار وعدم وجود تهمة جنائية وان يكون المبلغ اقل من الفي دينار، كما يتم دراسة حالة عن دخل الاسرة وسبب الحصول على القرض.
وقدم الخلايلة دعوة لكل من يريد ان يساعد الفقراء والايتام ان يرافقه شخصيا والعاملين في الصندوق في جولاتهم على مختلف محافظات وقرى المملكة والاطلاع على اسس توزيع المشاريع والاموال عليهم، منوها ان الزكاة التي توزع على مدار العام سواء من خلال الصندوق او لجان الزكاة تزيد قيمتها على 18 مليون سنويا.
استثمار أموال الوقف
ونوه الخلايلة الى ان الوزارة تلتزم في تنمية الوقف واستثماره من خلال دائرة تنمية اموال الاوقاف ثم الريع يذهب الى مديرية البرامج الوقفية ويتم تقسيم هذا الريع اما بحسب شرط الواقفين او على مجموعة من البرامج الوقفية مثل الوقف على المصحف الشريف وطباعته والفقراء والمساكين ووقف على المساجد ووقف تعليمي ووقف صحي، واليوم لدينا اول مستشفى كوقف صحي وهو مستشفى المقاصد الذي نأمل ان تعمم فكرته ليصبح نموذجا يحتذى في مختلف المحافظات.
وتابع الخلايلة: ان استثمار اموال الوقف كان يتم بشكل ضعيف، وان ارباح اموال الوقف وصلت اعلى قيمة لها ستة ملايين عام 2019 وهو رقم اقل من الطموح مما جعل الوزارة تستحدث العام الماضي منهجا جديدا لاستثمار اموال الوقف، عن طريق انشاء مديرية الوقف النقدي بعد ان كانت اموال الوقف تقتصر على ايجار الاراضي الموقوفة وتوزيع الريع المتأتي منها.
ويتمثل عمل مديرية الوقف النقدي باستثمار جزء من ريع الاوقاف العامة، بحيث يستطيع ان يستثمر ويتاجر بها الى ان تصبح في عملها مثل عمل البنك وهذا من شأنه ان يطور اعمال الوقف فهي اليوم تقدم قروض مرابحة حسب الشريعة الاسلامية وتعطي قروض مشاركة وتأجير تمويلي كما تتميز املاك الوقف النقدي بامكانية بيعها على عكس الاراضي الموقوفة اصلا.
واوضح ان اموال الوقف كانت مقتصرة على بعض الاملاك التي تؤجر وتقوم الوزارة بتحصيل هذه الايجارات التي في كثير من الاحيان تتعثر في تحصيلها لعدم قدرة المستأجر على تأمينها،حيث يوجد للوزارة حوالي سبعة ملايين دينار ايجارات متأخرة وهذا يعتبر تعديا كبيرا على اموال الوقف وهو السبب الرئيس الذي جعلنا نبحث عن اوجه استثمارات جديدة غير العقارات.
واضاف الخلايلة ان هناك تحديات تتمثل في علاقة العقارات الوقفية مع بعض البلديات، ونستثني هنا امانة عمان التي قدمت الكثير للوزارة، حيث يوجد ضابط ارتباط ما بين الامانة والوزارة لتذليل العقبات العالقة مع الامانة على بعض الاملاك الوقفية، متأملا من البلديات عدم تعطيل بعض المشاريع الوقفية جراء بعض القضايا العالقة بين الوزارة وبعض البلديات.
ومن الاصول الثابتة المتميزة لدى الوزارة اليوم بحسب الخلايلة، محفظة استثمارية تابعة للبرامج الوقفية عن طريق مديرية الوقف النقدي تمتلك ما يقارب مليونين وسبعمئة الف سهم في البنك الاسلامي الاردني، حيث كانت الوزارة شاركت في تأسيس البنك عام 1978 بمبلغ مئة الف دينار من اصل 4 ملايين الذي اسس به البنك آنذاك.
الوقف التعليمي والصحي
وشرح الخلايلة ان الوقف الصحي ليس فقط مستشفى المقاصد وانما جزء من هذا الوقف ينفق على مرضى من الفقراء وحتى مستشفى المقاصد عندما يعالج بعض الفقراء يتم الدفع عنهم من خلال البرامج الوقفية للمستشفى، وهناك لائحة اسعار للمستشفى مخفضة جدا ولكنه يحصل على مقابل الخدمات واذا كان هناك شخص غير قادر على الدفع يتم الدفع عنه من قبل الوقف الصحي في صندوق الزكاة حتى يبقى المستشفى قادرا على تشغيل نفسه والايفاء باحتياجاته المختلفة من كلف تشغيلية ورواتب اطباء وعاملين.
ويأمل الخلايلة تطوير مفهوم الوقف ليشمل المدارس والجامعات والمراكز صحية والمستشفيات وعدم اقتصارها على المساجد، منبها ان الوزارة قدمت قطع اراض لوزارة التربية والتعليم لانشاء مدارس عليها بحيث تكون التربية هي مسؤولة عن هذه المدارس التي سيتم انشاؤها على الاراضي الموقوفة.
جائحة كورونا وإغلاق المساجد
واستذكر الخلايلة ما تعرض له خلال جائحة كورونا من هجوم قوي وممنهج خلال الازمة، موضحا انه تم استغلال الاجراءات التي خضعت لها الوزارة بالحديث انها قامت باغلاق المساجد علما انه ومنذ بداية ازمة كورونا اكدت الوزارة ان اي قرار من الجهات الصحية سيتم العمل به لانهم اصحاب الاختصاص، مؤكدا انه لا يمكن ان تقوم الوزارة باغلاق مسجد يذكر به اسم الله في هذا الوطن ولا اي دور للعبادة وما حصل كان حفاظا على ارواح وصحة الناس، وهو ما تأكد صحته بعد ان خرجنا من هذه الازمة بأقل الخسائر.
وختم الخلايلة برسالة موجهة لزملائه من الائمة، فحواها المحافظة على المسجد ودوره بالدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمواطنون عليهم أن الحفاظ على رسالة المسجد، وان يكون مكانا للعبادة والدعوة الى الله، ولا يستغل لاي اغراض اخرى.
الرأي - إيمان النجار