خبراء ومؤرخون يفندون عبر" جفرا" تصريحات الداعية القضاة حول اقامة سيدنا موسى في مؤاب.. وزواجة من سيدة كركية
جفرا نيوز : سيف الزعبي
أثارت تصريحات الوزير الأسبق محمد القضاة على إحدى الفضائيات النقاش والجدل حول وجود سيدنا موسى عليه السلام في محافظة الكرك، وقيامه بالزواج من إمرأة كركية.
وبينما لم يصدر توضيح من الداعية القضاة حول الحيثيات والظروف والأدلة التارخية التي استندت عليها بتصريحاتة التى انتشرت مثل النار في الهشيم على شبكات التواصل الإجتماعي.
جفرا تابعت الموضوع حول المعلومات التاريخية من باحثين ومؤرخين من محافظة الكرك حول دقة المعلومات.
حيث قال الباحث نايف النوايسة، أنه ليس مع الداعية محمد نوح القضاة في هذا النهج نهائيا، لأنه لا يوجد هناك ما يثبت ان بإربدين إرب الدين في قرية مدين بجوار مؤتة أنها لا علاقة بمدين سيدنا شعيب، واثبتت الوقائع التاريخية والحفريات الأثرية أن مدين موجودة في منطقة غرب تبوك، وليس هي ميدين الكنعانية التي ثبتها الدكتور سلطان المعاني في كتابه عن دلالات المواقع الجغرافية في الكرك وبين ذلك بالدليل العلمي.
وأضاف النوايسة عبر حديثه ل"جفرا إن القضاة يحاول بمقارباته غير المنطقية الزج بالدين وبالتاريخ العربي والإسلامي في متاهة غير محسوبة، فما قاله عن بئر مدين غبر حقيقي لأن اليهود من الأساس لم يدخلوا الكرك أبدا، والدليل موجود بالتوراة من يعود إلى أسفار التوراة يعرف أن اليهود لم يدخلوها فلعنوها ويل لكي يا مؤاب، ووقفوا على سيف الصحراء فقط، وبعد ذلك تجاوزو المنطقة إلى شمال الجزيرة العربية لكنهم لم يصلوا إلى المنطقة.
من جهته علق على الموضوع الباحث يوسف الحباشنة وقال، معروف أن سيدنا موسى عليه السلام معلوماتنا ومصادرنا عنه نحن ك مسلمين القرآن الكريم والسيرة النبوية، ونتحدث عن موسى عليه السلام الذي خرج بني إسرائيل من مصر ومر ب سيناء ثم تزوج بنت سيدنا شعيب عليه السلام.
وأضاف الحباشنة خلال حديثه ل"جفرا نيوز"، إن سيدنا شعيب هو نبي مدين وإلى مدين أخاه شعيب وهذه محددة في القرآن الكريم مما يعني أن شعيب بعث إلى مدين، مبينا ان جميع معلوماتنا التاريخية السابقة وبعض الأحاديث أن مدين هي المدائن الموجودة في شمال الجزيرة العربية ومدين هناك، وأن شعيب كان في هذه المنطقة وتزوج إحدى ابنته كنا ورد في القرآن الكريم.
وتابع أنه في الكرك بلدة إسمها ميدين، وهذه ميدين بجانبها آبار ليست جارية، وعندما توافق وجود مدين تشبه ميدين في الكلام وأيضا في وجود آبار وكل هذا يتفق مع قصة سيدنا موسى عليه السلام، فقالوا إذا ميدين هي مدين بلدة شعيب، قائلا أنه زاد التأكيد ما قيل في القرآن الكريم ان الله عز وجل قال " وما قوم لوط منكم ببعيد "، يعني هنا عن قوم شعي، فتكاثرت الأدلة بأن المقصود بمدين هي ميدين الموجودة في الكرك، وبعض الناس اعتبروا شعيب شخص من الكرك وليس هناك ما يدعمها من الدليل التاريخي.
ختاما قال إن تشابه الآبار والآثار والحفريات في مدين وميدين، وتم نسق قصة شعيب، وأن سيدنا موسى تزوج كركية، مؤكدا ان في ذلك الوقت هل كان هناك كرك.
يشار ان الكرك تعتبر واحدةٌ من المُدن التاريخية العريقة في المملكة الأردنية الهاشمية، ويعود تاريخها لعام 1200 قبل الميلاد، وهي عاصمة محافظة الكرك، واسمها القديم كان قير مؤاب، كما كانت تُعرف باسم كركا ومعناها حسب اللغة الآرامية المدينة المحصنة أو المسورة، وقد ورد ذكرها في التوراة، وفي عهد الملك الأيوبي الصالح أيوب كانت مملكة تُعتبر الكرك واحدةٌ من المُدن التاريخية العريقة في المملكة الأردنية الهاشمية، ويعود تاريخها لعام 1200 قبل الميلاد، وهي عاصمة محافظة الكرك، واسمها القديم كان قير مؤاب، كما كانت تُعرف باسم كركا ومعناها حسب اللغة الآرامية المدينة المحصنة أو المسورة، وقد ورد ذكرها في التوراة، وفي عهد الملك الأيوبي الصالح أيوب كانت مملكة مترامية الأطراف، تمتد من وادي الجوف وحتّى مدينة دمشق في سوريا.
شهدت المدينة تاريخاً حافلاً مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط على ثراها حتّى تمكّن الأخير في عام 1188م من تحرير القلعة، فقد كانت تكمن أهميّة المدينة في كونها تشكّل درعاً لحماية مدينة القدس نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يحول دون اللقاء بين عرب الشام ومصر، إضافةً لكونها محطة مراقبة لطريق الحُجّاج.
من أهم معالم المدينة قلعة الكرك التي بناها المؤابيون، ويوجد في الكرك مقامات عدة، كمقام النبي نوح، ويوشع بن نون، والخضر عليهم السلام، ومَراقد الصحابي جعفر، والصحابي زيد، والصحابي عبد الله، رضي الله عنهم، وكهف سيدنا لوط، ومَدين أرض النبي شعيب، ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي التي لجأ إليها موسى النبي عليه السلام هرباً من بطش فرعون. كما يوجد فيها برج بناه الظاهر بيبرس، وفي أحد الشوارع التي تتوسط المدينة، أُقيم نصبٌ للقائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي.
يوجد في الكرك مغارة القعير وسراديبها، حيث تنتشر حولها أشجار الزيتون المُعمرة والتي تعود إلى زمن الرومان، إضافة لعين سراقة التي سُميت بهذا الاسم نسبةً لواحد من الشهداء الاثني عشر، الذين سقطوا في معركة مؤتة، وهو سراقة بن عمرو بن عطية، وأيضاً مسلة البالوع التي تعود إلى عصر الفراعنة وهي عبارة عن حجرٍ بازلتيٍ عليه كتابة ورسم لثلاثة أشخاص.