الإسلاميون يظفرون بالفوز بعد مسلسل العتاب المتكرر مع الحكومة .. فهل ستصفى القلوب ؟
جفرا نيوز - فرح سمحان
تماسك وثبات مبادئ الأخوان المسلمين في رص الأهداف الواضحة والتي دائماً ما تجعل الكرة في ملعبهم أمر يحترم ، لكن التوجه نحو طمس الهوية "النقابية" على وجه الخصوص و التي يسعى الأخوان لها بشكل غير مباشر قد يعني أن هناك رؤية ما في هذا الجانب سيما وانهم غير قادرين على فرض نهجهم في مؤسسات وقطاعات عديدة في الدولة .
إنتخابات نقابة المحامين يوم الجمعة أججت مشاعر الإنتصار لدى الجماعة ومناصريهم ، فالمطلع على المشهد يستطيع أن يدرك ببساطة أن فوز الإخواني المحامي يحيى أبو عبود لم يأتِ من محض الصدفة بل مخطط له جيداً وبطريقة محنكة ، والأهم وقوف نقاط قوة كالنقيب الأسبق صالح العرموطي والذي كان واضحاً أنه لعب دورا كبيراً في قلب الطاولة لصالح أبو عبود ما حسم الأمر بأن رباطية الأخوان حققت انتصاراً بإعادة نقابة المحامين لعهدهم من جديد.
تحقيق الفوز للأخوان ليس بالضرورة أن يضعهم في منافسة مباشرة أو كخصم لأية جهات أخرى فالأمر أكبر من كونه فوز وخسارة ، إلا أن التحدي كان سيد الموقف بعبارات وتصريحات أكدت أن فوز واحد من الجماعة بمقعد النقيب وكأنه انتصار لأشخاص وليس لمهام عملية بحتة ، ما يجعل ذلك مرفوضاً جملة وتفصيلاً ليس فقط لمنتمي جماعة الأخوان بل لأي حزب أو تكتل بنيته طمس هوية المكان الذي يمثله بأفكار تعكس المشهد من منظور واحد فقط .
النقيب السابق مازن رشيدات حسم موقفه مبكراً لأنه ادرك أن الفوز بعيد عنه وحتى تكتمل اللعبة كما خطط لها اعلن انسحابه لصالح يحيى أبو عبود بصريح العبارة ورد الصفعة للمرشح ، رامي الشواورة ، أي أن الفوز تعدى الأهداف الحقيقة بوصوله لمرحلة الخصوم التي لا نستبعد أن تكون بؤرة في المستقبل لتحقيق غايات لفلان لأنه محسوب على علان وهكذا .
الوقوف في مواجهة صريحة مع الدولة وأجهزتها بذريعة التدخل يجب أن يتوازى مع فكرة أن الأخوان ايضاً تدخلوا بكل قوتهم في تغيير مسار الإنتخابات النقابية لصالحهم ، وهذا ليس لأول مرة ما يعني أن الباب أضحى مفتوحاً على مصرعيه نحو باب الشكوك والتوقعات اللامتناهية ، وتساؤلات هل سيتوقف العتاب واللوم بعد تحقيق أهداف ومآرب الأخوان ؟.
على العموم النظرة العشائرية والفزعة للمرشحين من انصارهم لها حصة الأسد كما يقال من حسم المشهد والسيناريو المتوقع في انتخابات حامية الوطيس كنقابة المحامين، ولا احد ينكر أن المبادئ مهما كانت ثابتة فانها تخضع أولاً واخيراً لفلسفة المناطقية والمحسوبيات.