زيلينسكي يتّهم روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في الدونباس
جفرا نيوز - اعتبرت رئيس وزراء فنلندا سانا مارين خلال زيارة إلى كييف الخميس، أنّ الثقة بموسكو فُقدت "لأجيال مقبلة" منذ بدأت القوات الروسية هجوم أوكرانيا قبل 4 أشهر.
وقالت مارين التي قدّمت بلادها لتوّها طلباً للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إنّ "ما فعلته روسيا هو نقطة تحوّل لكلّ الأسرة الأوروبية وللعالم أجمع. نرى أنّ النظام القديم دُمّر وأنّ العلاقات القديمة لن تعود إلى ما كانت عليه".
وأضافت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأوكراني "أنّ الثقة فُقدت لأجيال مقبلة".
كما التقت رئيسة الوزراء الفنلندية في كييف الرئيس فولوديمير زيلينسكي وزارت بلدتي بوتشا وإربين القريبتين من كييف واللتين احتلّهتما القوات الروسية وعندما انسحبت منهما أصبحتا رمزاً لمجازر تتّهم السلطات الأوكرانية الجيش الروسي بارتكابها بحقّ مدنيين.
وشدّدت مارين على "أنّنا نعرف الآن ما يمكن لروسيا أن تقوم به في أفعالها العدوانية، ونرى الآن ماهية الجرائم التي تتسبّب بها الإمبريالية، ونرى أنه لا ينبغي أن تمرّ أيّ جريمة من دون عقاب".
وفي بيان أصدرته الحكومة الفنلندية قالت مارين إنّه "من المهمّ أن يكون الاتحاد الأوروبي موحداً وجريئاً وحازماً في مواجهة الهجوم الروسي"، مضيفة أنّه "من المهمّ اتخاذ إجراءات ملموسة" من أجل مساعدة أوكرانيا لتصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي.
ولفنلندا حدود برية مع روسيا بطول 1300 كيلومتر.
وقررت فنلندا وجارتها السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بسبب الهجوم الروسي لأوكرانيا واعتبرتا أنّ موسكو تشكل تهديداً لهما بعدما اعتمد البلدان نهج عدم الانحياز لعقود خصوصا خلال الحرب الباردة.
إبادة جماعية
اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس، القوات الروسية بارتكاب "إبادة جماعية" في الدونباس بشرق البلاد.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المتلفز إنّ "الهجوم الحالي للمحتلّين في الدونباس قد يجعل المنطقة غير آهلة بالسكّان"، متّهماً القوات الروسية بأنّها تسعى لأن "تسوّي بالأرض" العديد من مدن وبلدات هذا الحوض المنجمي.
وأضاف أنّ القوات الروسية تمارس "الترحيل" و"القتل الجماعي للمدنيين" في الدونباس، معتبراً أنّ "كلّ ذلك... يشكّل سياسة إبادة جماعية واضحة تنفّذها روسيا".
وبهذا يكون الرئيس الأوكراني قد وجّه إلى القوات الروسية نفس التهمة التي وجّهتها موسكو إلى قوّاته لتبرير هجومها على البلاد، إذ اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يومها القوات الأوكرانية بارتكاب "إبادة جماعية" بحقّ السكّان الناطقين بالروسية في الدونباس.
وفي نيسان/أبريل أقرّ البرلمان الأوكراني نصّاً يصف ممارسات الجيش الروسي في البلاد بـ"الإبادة الجماعية"، وحضّ دول العالم والمنظمات الدولية على أن تفعل الشيء نفسه.
وسبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن استخدم المصطلح نفسه لوصف ما تقوم به القوات الروسية في أوكرانيا.
بوتين لدراغي: موسكو تشترط للمساعدة "بتخطي أزمة الغذاء" رفع الغرب عقوباته
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتّصال مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراغي أن موسكو مستعدّة لتقديم "مساهمة كبيرة" لتفادي أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق شرط أن يرفع الغرب العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية هجومها لأوكرانيا.
وقال الكرملين في بيان إثر الاتصال إنّ "بوتين شدّد على أنّ روسيا الاتّحادية جاهزة لتقديم مساهمة كبيرة لتخطّي أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، شرط رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية".
ولفت إلى أن بوتين تحدث أيضًا عن "الإجراءات المُتّخذة لضمان سلامة الملاحة، بما في ذلك فتح ممرات إنسانية يوميًا لخروج السفن المدنية من موانئ بحر آزوف والبحر الأسود، الأمر الذي يعرقله الجانب الأوكراني".
واعتبر بوتين أنّ تحميل روسيا مسؤولية مشاكل الإمدادات الغذائية في السوق العالمية "لا أساس له".
وجرت المكالمة بمبادرة من دراغي.
وتعطّل تصدير انتاج أوكرانيا من الحبوب وخاصة الذرة والقمح بسبب القتال.
أما روسيا فلم تعد تستطيع بيع إنتاجها الزراعي وأسمدتها بسبب العقوبات الغربية التي تؤثر على القطاعات المالية واللوجستية. وينتج البلدان ثلث القمح في العالم.
من جانبه قال ماريو دراغي خلال مؤتمر صحافي إن "الغرض من هذه المكالمة الهاتفية هو معرفة ما إذا كان من الممكن القيام بشيء ما للإفراج عن القمح الموجود اليوم في المخازن في أوكرانيا".
واقترح "تعاونا بين روسيا وأوكرانيا لفتح موانئ البحر الأسود" حيث يوجد القمح المعرض لخطر التعفن، وذلك "من جهة لإزالة الألغام من هذه الموانئ ومن جهة أخرى لضمان عدم وجود اشتباكات أثناء إزالة الألغام".
وأوضح دراغي أنه لمس لدى الجانب الروسي "استعدادا للمضي في هذا الاتجاه"، وأنه سوف يتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لمعرفة ما إذا كانت هناك إرادة مماثلة".
وختم قائلاً "إذا سُئلت إن رأيت أيّ بصيص أمل في السلام، فإنّ الجواب هو لا".
وفي واشنطن، اتّهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي روسيا "باستخدام الغذاء سلاحاً".
وقال كيربي "إنّهم يستخدمون الطعام سلاحاً"، وأضاف "نجري نقاشات مع... شركائنا وحلفائنا الدوليين حول أفضل السبل للردّ على كلّ هذا".
أ ف ب