علامات تخبرك أن طفلك يعاني من القلق المرضي
جفرا نيوز - تختلط مشاعر القلق لدى الأطفال بحالات الخوف المؤقتة، ورغم محاولات الآباء والأمهات لطمأنة الصغار، فإن المخاوف تزداد بدلا من أن تتلاشى، حينها يبدأ الوالدان في التأكد أن ما يعانيه الأطفال ليس فقط مشاعر خوف محددة وإنما هو قلق مرضي يتطلب معرفة أسبابه وكيفية مساعدة الطفل على التخلص منه.
ما الذي يسبب قلق الأطفال؟
يوضح عالم النفس الدكتور ستيفن كورتز، المتخصص في علاج قلق الأطفال، أن القلق بمثابة جهاز استشعار الدخان الذي يجعلنا نتوقع نشوب الحريق ونتخذ الإجراء الدفاعي اللازم، لكنه لدى الطفل الذي يعاني من القلق المرضي يتم ضبطه على مستوى أكثر حساسية من أقرانه، ومن ثم يدفعه إلى اتخاذ رد فعل أكثر دراماتيكية.
ويُرجع كورتز القلق المرضي لدى الأطفال إلى عدة أسباب من بينها الظروف البيئية والاجتماعية التي يعيشها، إلى جانب التاريخ المرضي العائلي، فالأطفال الذين لديهم أحد الأبوين يعاني من القلق أكثر عرضة لهذا الاضطراب بنسبة تصل إلى 7 مرات مقارنة بالذين لا يشعر آباؤهم بالقلق.
كما تقول جولدا جينسبيرغ أستاذة الطب النفسي في جامعة كونيتيكت "هناك مخاطر وراثية، ولكن عندما يبالغ الآباء في الحماية، فإنهم يزيدون من خطر إصابة أطفالهم بالقلق".
وكذلك المواقف الصعبة التي يتعرض لها الأطفال مثل وفاة أحد الأقارب، أو الانتقال إلى منزل أو مدينة جديدة، أو حتى الضغط الناجم عن وجود والد عاطل عن العمل، يمكن أيضًا أن تساهم في إصابة الطفل بالقلق.
علامات القلق عند الأطفال
وفقً نتائج بحث أجري عام 2019 ونشر بموقع بمكتبة الطب الوطنية الأميركية، تظهر علامات اضطراب القلق لدى 10% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و5 أعوام. ومع ذلك، فإن القلق يظهر بشكل مختلف في الصغار عنه في أقرانهم الأكبر سنًا.
أما عن علامات القلق لدى الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة، فهي بحسب موقع Psych Central للطب النفسي فتشمل: الغضب أو السلوك العدائي، كثرة البكاء، توتر العضلات، صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم، شكاوى من آلام في المعدة والصداع دون وجود ظروف صحية مسبقة، حركات الجسم أو التشنجات اللاإرادية، الانهيار أو نوبات الغضب المتكررة، كوابيس، الانسحاب الاجتماعي.
ما علامات القلق لدى الأطفال الأكبر سنا؟
حتى الأطفال السعداء يميلون إلى القلق أكثر بمجرد بلوغهم سن السابعة أو الثامنة، حيث يكتسبون فهمًا أكبر للعالم من حولهم ويدركون مدى عدم قدرتهم على التحكم في الأحداث من حولهم.
يقول جين بيرمان مؤلف كتاب "الدليل من الألف إلى الياء لتربية أطفال سعداء واثقين" إن الفرق بين القلق الطبيعي واضطراب القلق هو الشدة "قد لا يدرك الأطفال في سن الابتدائية أن مخاوفهم غير واقعية أو مبالغ فيها، وقد يعبرون عنها فقط من خلال السلوك. إذا كانوا قلقين من احتمال حدوث شيء لأحد الوالدين، على سبيل المثال، فقد يواجهون صعوبة في الانفصال أو النوم".