المناصب المكتسبة
جفرا نيوز _ المحامي سامي النسور
طغت علــى حياتنــا اليوميـــه والمعاشيـــة امـــوراً خارجـــة عن المألـــوف والمعتاد وحتى عن نص الدستور حيث جــاء بمواده أن الأردنيون متســاون امام القانون وحريتهــم مصانـــة ويضمن لهم التنقل والتعليم والصحة والعمل .........الخ. لكن ما يحدث اليوم وبالذات في المناصب العليــا للدولـــة والتي تشمل تشكيــل الحكومات والأعيان والدرجات العليا ورئاسة المؤسسات التعليميـة يبعث على التعجب والاستغراب... في عهد بداية تأسيس الدولة الأردنيــة وبنائهـــا كانت المناصب تــوزع أقليمياً شمـــالاً وجنوباً ووسط وغرب. وفي معظــم شخوصها نجد فيهــم الكفــاءة أو الوجاهة والعمق الاجتماعي لدى عشائرهم أو مناطقهم بل أكثرهم رجال دولة من الطراز الفريد...
اليوم وأنت تشاهد المشهـد العام لكــل ما ذكــر نجد ان المناصــب اصبحت حقوق مكتسبـــة توزع كجوائز ترضيه على البعض... فيها هوى ومأرب وأكثرها صلة رحم... أو حلقــات منافــع شخصية وحمايــة للمصالـــح الفردية... نرقب الحدث السياسي وبالذات في تشكيل الحكومات، ولنأخـــذ ما حدث في عمر المجلس النيابي المعين أعضاؤه في مجملهم تعيناً... فقد شكلت أربعة حكومات في أقل من سنه ونصف. المشهد باهت والاقليمية ظاهرة في التعيينات وتوزيع الحقائب الوزارية بل المناطقية تأخذ حيزاً مفروضاً على الواقع في ذلك... بل يتعد الأمر أكثر من ذلك... فهناك تجمعات بشريه ترقى إلى مستوى القبيلة تتكون من مجموعات من العشائر والأفخاذ... كل عشيــــرة وفخد يحتاج إلى منصب يوازي ويساوي أبنــاء قبيلــة الآخرين من كعكة العطايا...ليـس كذلك تدار البلاد وتسير أمور العباد... نحن نعيش عقدة المنصب بل جوع مزمنً للجلوس في كرسي المسؤولية... بل الأغلب منا يعمــل بوظيفـــة مراســل في بعض وزارات الدولة السيادية ولا يلتفت اليك إلا إذا خاطبته بلقب بيــك.؟؟؟ والأغـــرب من ذلك ان تقابــل موظفاً بأدنى مربوط الدرجة السادسة او السابعـة ويطــرب ويترنم عندمــــا تخاطبه بكلمة عطوفة وهو يعرف أنه لا يستحق ذلك ... بالمجمل كل شيء اصبح مكتسباً وفارضاً بالقوة وجوده ... خارجاً عـن الأسس والقوانيـــن والأنظمـــة... بل يتغول على الدستور وحقوق الآخرين.... والعنوان البارز لهذه المرحلة أن هيبة الدولـة خسرت كثيـــراً من عناصرها ونحــن عامة الناس فقدنـــا هيبتنا بغيــاب العدالة والمسـاواة بيـن أفراد المجتمع في ظل المناصب المكتسبه.