أزرار وأسرار... من يحمل حقيبة الرئيس الروسي النووية؟
جفرا نيوز - أسئلة فيها الكثير من الشغف والحشرية وحتى "الريبة والقلق" لدى البعض... ماذا يحمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حقيبته؟ ماذا تحوي من أزرار وأسرار؟ من يتولى حمايتها وحملها خلال تنقلاته؟ وهل هنالك زرٌّ أحمر فعلاً؟
يأتي كشف نائب رئيس الحكومة الروسية عمَّن يحمل الحقيبة الخاصة برئيس الدولة التي تحوي لوحة التحكم في الأسلحة النووية الروسية.، ليجيب عن كنه هذه الأسئلة ولو بغيضٍ من فيض أسرار تقنية - استراتيجية كبرى.
وقال يوري بوريسوف أمام المشاركين في ندوة "الآفاق الجديدة" إن حقيبة الرئيس فلاديمير بوتين النووية يحملها اثنان من ضباط البحرية الروسية يرافقانه دائماً.
وأوضح نائب رئيس الوزراء أن القوات المسلحة الروسية لا يمكن أن تلجأ إلى استخدام السلاح النووي إلا للردّ على مَن يستخدم السلاح النووي ضد روسيا.
هذا الكلام أكده في آذار/ مارس الماضي الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لشبكة "سي أن أن"، بقوله إنّ روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلاّ إذا واجهت "تهديداً وجودياً".
وأتى ذلك بعد طلب الرئيس الروسي من وزارة الدفاع الروسية، في الـ27 من شباط/ فبراير، نقل قوات الردع النووي إلى نظام الاستعداد القتالي، وذلك على خلفية إدلاء مسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتصريحات عدوانية ضد روسيا.
و"الحقيبة النووية" تحتوي على مفاتيح التحكّم في الأسلحة النووية، وتنقل أوامر صاحبها بخصوص استخدام الأسلحة النووية إلى القوات المسلحة.
ومن أهم مفاتيح "الحقيبة النووية" مفتاح "إطلاق"، والضغط عليه يعني إصدار الأمر بإطلاق صواريخ ذات رؤوس نووية.
الهاتف النووي
بحسب قناة "زفيزدا" الروسية يعتبر مجمّع "تشيغيت" نظام مراقبة القوات النووية الاستراتيجية ويسمى "كازبيك" أو الحقيبة النووية، ويتم تنشيطه فقط بعد تلقي إشارة حول هجوم صاروخي على روسيا.
وقال قائد المقر الرئيسي لقوات الصواريخ الاستراتيجية في الفترة 1994-1996، فيكتور يسين، "أولاً، تأتي إشارة من نظام الإنذار المبكر بالهجوم الصاروخي. ثم يتم فحصها من قبل جنرال مركز القيادة المناوب في سولنيشنوغورسك، وفقط بعد ذلك يتم وضع نظام كازبيك في تأهب قتالي، وفقاً لصحيفة "روسيسكايا غازيتا".
في الحقيبة، توجد معدات اتصال مع هيئة الأركان العامة وقيادة الصواريخ الاستراتيجية، مثل هاتف – لكن المعلومات لا تُنقل بالصوت، بل بالأحرف المشفرة. لا يمكن منع الاتصال.
واتخذ قرار إنشاء لوحة تحكم متنقّلة بالترسانة النووية للبلاد في السبعينيات، عندما كان الاتحاد السوفياتي يخشى بشدة من ضربة نووية مفاجئة من الولايات المتحدة. في ذلك الوقت، لم يكن بإمكان قيادة البلاد إصدار أوامر بإطلاق الصواريخ إلا بعد وصولها إلى موقع قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية، وكان وقت إطلاق الصواريخ "بيرشينغ-2” البالستية من أوروبا برؤوس حربية تبلغ 400 كيلوطن 7 دقائق.
تطوير في عهد أندروبوف
وطُوّرت هذه الأداة خلال إدارة الرئيس السوفياتي يوري أندروبوف في أوائل الثمانينيات حيث تم وضع الحقيبة في الخدمة، وهي متصله بنظام اتصالات خاص "يدعم التواصل بين كبار المسؤولين الحكوميين عندما يتخذون قرار استخدام الأسلحة النووية وفي حد ذاتها يتم تشغيل كازبيك والذي يضم جميع الأفراد والوكالات المعنية في القيادة والسيطرة على القوات النووية الاستراتيجية".
وتتلقى الأركان العامة الإشارة ويطلق الضربة النووية من خلال تمرير رموز التفويض إلى مجمعات إطلاق الصواريخ وغواصات الصواريخ البالستية أو عن طريق إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات والقذائف التي تطلق من الغواصات.
الأميركيون استخدموا النووي
ولنعد بعقارب الزمن إلى الوراء، في العام 1945 استيقظ العالم على أكبر مجازر التاريخ، قنبلتان نوويتان ألقتهما طائرات أميركية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، أسفرتا عن محو المدينتين، ومقتل 200 ألف شخص خلال ثانية، وتسببتا بضررٍ إشعاعي نال بأمراضه السرطانية وتشوهاته من أجيال متلاحقة.
خرج الرئيس الأميركي هاري ترومان منتصراً بعد استسلام اليابان، ودخل العالم العصر النووي من اسوأ أبوابه.. ومنذ ذلك الوقت يهدد الرؤساء الأميركيون باستخدام القنبلة، فرولاند ريغان وضع خطة "حرب النجوم" لتعطيل القوة النووية السوفياتية، وبوش الأبن توعد بضرب إيران، وترامب هدد بفتح الحقيبة النووية.
والحقيبة النووية في روسيا أو الولايات المتحدة ليست واحدة فقط. في أميركا وروسيا يوجد مثل هذه الحقيبة لدى رئيس الدولة ورئيس الأركان العامة ووزير الدفاع.
وهنا يوضح الخبير العسكري، ألكسندر بيرينجييف لوكالة "روسيا بالعربية": "إن الحقيبة النووية موجودة بالفعل، ولكن ما يقال عن كيفية عملها (ضغط زر واحد، وتنطلق الصواريخ، غير صحيح. من أجل إطلاق الصواريخ يجب التنسيق، وتعتبر الحقيبة النووية لدى الرئيس كرمز حديث لسلطات قوى عظمى".