هل سيؤثر الوباء على العالم بعد تفشيه في كوريا الشمالية؟


جفرا نيوز - أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ان العالم يمر الآن بمرحلة انكسار جائحة كورونا لكن ستبقى هناك جبوب وبائية ستظهر كما نراها في الصين وكوريا الشمالية.

واضاف ان هنالك انخفاض بأعداد الإصابات والوفيات وإدخالات المستشفيات عالميا، لكن ستبقى هناك جيوب وبائية تظهر بين فترة وأخرى، كما نراها حاليا في مثالين أمامنا كالصين وكوريا الشمالية. وعن ارتفاع المنحنى الوبائي في الصين، بين بلعاوي ان الصين لقحت ما يقل عن 40% من سكانها، بالإضافة لوجود المتحورات التي وصلت اليها، بما فيها نسخ أوميكرون او النسخ المدمجة من أوميكرون ودلتا أوميكرون، مما أدى لزيادة الإصابات وارتفاع المنحنى عندهم. أما كوريا الشمالية، فهي وفق بلعاوي من الدول التي رفضت إدخال اللقاحات ل?لادها في الفترة السابقة ربما لأسباب سياسية، فلم تستقبل اللقاحات الصينية او الهندية، وبالتالي لا يوجد أي شخص من الـ 25 مليون نسمة فيها قد تلقى اللقاح، ولذلك تشهد حاليا ارتفاعات بالمنحنى الوبائي.

وتوقع ان أزمة كورونا في كوريا الشمالية لن تكون قصيرة المدى وستطول، فالحالات وصلت فيها للان الى 900 ألف إصابة، منها 450 ألف حالة تعالج بالمستشفيات، ناهيك عن ان كوريا الشمالية هي تقريبا قبل الأخيرة في جدول جودة الأنظمة الصحية حسب جامعة جونز هوبكنز، ونظامها الصحي مترهل وضعيف، كما ان لديهم نقصاً كبيراً في معدات الوقاية الصحية، الى جانب عدم اتخاذها لقرار أخذ اللقاحات.

وأوضح ان المتحورات الموجودة لدى كوريا الشمالية هي السائدة كأوميكرون، لكن هذا لا يعني عدم وجود نسخ جديدة منه أو مدمجة، حيث ان الفحوصات التي تقوم بها قليلة جدا، فهي لم تتجاوز الـ 60 الفا حتى الان، كما انها لا تقوم بفحص السلسلة الجينية، وما زالت تنصح السكان بأخذ بعض انواع الأعشاب او الشاي للسيطرة على الوباء، وهذا ما سيزيد الإصابات عندهم ويدخلهم بمشكلات صحية كبيرة.

وفيما يتعلق بتأثير الجائحة بكوريا على دول العالم، رأى بلعاوي انه بلا أدنى شك ستقوم الدول المحيطة بها بإجراءات مثل إغلاق القادمين اليها والخارجين منها، كما ان نفس كوريا الشمالية تتخذ استراتيجية الإغلاقات كالصين للتعامل مع الوباء، لكنها لا تتخذ اجراءات موازية كالأدوية واللقاحات، مما سيؤدي لزيادة اعداد الإصابات والوفيات لديهم إذا ما تم الإعلان عنها بصراحة.

واعتبر ان ما يحدث في كوريا يعطينا مؤشراً على ان الجائحة انكسرت في معظم بلدان العالم، لكن فيروس كورونا ما زال موجودا وسيبقى ولن يختفى، وسيلحق بالفيروسات التنفسية الأخرى كالإنفلونزا وغيرها بالشتاء القادم، وسيكون هناك ارتفاعات بالإصابات فيه حينها، لكن بنسخته الضعيفة.

واشار بلعاوي الى انه مع وجود الجيوب الوبائية واستمرار الفيروس، فلا بد من تجهيز حملة لقاحات بالمملكة في شهر 9 أو 10، بالتوازي مع تطعيم الإنفلونزا، خصوصا للفئات ذات الاختطار العالي، من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمناعية، فالدراسات باتت تشير الى ان جرعتي اللقاح وحتى الثالثة منه تنخفض فعاليتها بعد 6 اشهر، وستكون هناك لقاحات مزدوجة ما بين كورونا والإنفلونزا مثل ما أعلنت شركات متخصصة.

كما توقع مع وجود أشكال الجيوب الوبائية مثل الصين وكوريا الشمالية، ان يكون هناك ارتفاع بالمنحنيات فيما يخص الأطفال، فلدينا بالمملكة لم يتلق اللقاح من الأعمار 5-11 عاما سوى المئات، والأعداد للأعمار ما بين 11-16 لم تصل الى 100 ألف، لافتا الى اننا سنمر بصيف هادئ لأن ارتفاع الحرارة ليس بصالح الفيروس، لكن بالوقت ذاته قد تكون حالات عدوى لاحقا، وبالتالي ضرورة التفكير بالبدء بإجراءات احترازية وحملة تلقيح مع دخولنا فصل الشتاء.