علينا الاستفادة من التجربة الغربية ـ الأوكرانية لنصرة فلسطين

جفرا نيوز - كتب ـ عثمان جبر خوالدة

على العرب والمسلمين الاستفادة من التجربة الغربية في مناصرة أوكرانيا، بفرض العقوبات والمقاطعة وطرد السفراء، ولكن هنا ليس على روسيا، بل على دولة الاحتلال الاسرائيلي التي تتتنصل من عملية السلام وتغتال كل الاتفاقيات وقرارات الأمم المتحدة بخصوص فلسطين والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

دولنا قوية وعليها أن تتعلم من التجربة الأوكرانية التي وحّدت حلف الناتو ضد روسيا النووية حتى وصل الأمر إلى مقاطعتها رياضيا ولم يقتصر الأمر على السياسة والاقتصاد وتجميد أموال والنظام الحاكم بل طالت العقوبات والمقاطعة جميع مكونات الشعب الروسي بغية وقف حربها على أوكرانيا التي إن لم تتوقف فستأكل الأخضر واليابس وربما يصل الأمر الى استخدام سياسة الأرض المحروقة والنووي.

وتتعطش الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية الصديقة لرؤية أنظمتها الحاكمة متوحدة في قراراتها السلمية تجاه نصرة فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، فإن لم تفلح السلمية فلم يبقَ حلا إلا تزويد الفلسطينيين بالاسلحة على غرار أوكرانيا التي سارع الناتو بنصرتها حتى قبل احتلالها الذي لم يتجاوز مدته حتى الآن الثلاثة أشهر، فكيف الحال بفلسطين المحتلة إسرائيليا بدعم غربي منذ 1948، وهنا تتجلى بشكل واضح سياسة ازدواج المعايير ونصرة الظالم على الجلاد من منظور غربي بحت.

وعلى إسرائيل أن تدرك جيدا أنها اذا لم ترضخ للسلام الآن في زمن حكام السلام، فالقادم يخبئ الأسوأ لها ولوجودها، وهنا نستذكر لهم لا لنا أن صلاح الدين الأيوبي حرر القدس بعد 80 عاما من احتلالها من البحر الى النهر، فالتأخير والمماطلة والعناد في تنفيذ اتفاقيات السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية قد يتغير مع الزمن، والأجيال الجديدة مغروس في قلوبها حب فلسطين وأرضها المقدسة فمنذ احتلالها للآن لم تنسَ الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية الصديقة القضية التي تعتبر رمزا للكفاح والشهادة.

لو فرضا توافقت جميع الدول العربية والاسلامية والصديقة المتعاطفة مع القضية الفلسطينية على اتخاذ حزمة إجراءات لمعاقبة إسرائيل كمنعها مثلا لا الحصر من استخدام المجال الجوي لدولها، لرأينا تحولا وتغيرا في موقف الولايات المتحدة وأوروبا تصب في خدمة حل الدولتين لتحقيق السلام العادل والشامل وعودة اللاجئين وحق العودة والتعويض، أحلال ذلك لأوكرانيا وحرام على فلسطين؟!.

وأخير نستذكر قول سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عن فلسطين"لقد كانت القدس في وجدان أسلافي من ملوك بني هاشم وكانت هي قضيتهم الأولى التي بذلوا لاجلها كل غال ونفيس ولم يكن لهم أولوية سوى حمايتها والدفاع عنها والتصدي لكل المؤامرات التي قد تحاك ضدها للنيل من قدسيتها وعروبتها، ونحن على نهجهم ماضون ولن نسمح أبدا بالمساس بمقدساتنا التي هي جزء لا يتجزأ من عقيدتنا وديننا الاسلام الحنيف الذي جاء به جدنا الأعظم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم".