سنوار واحد يكفي للعدو ولكننا نحتاج عشرة سنوارات للعرب
جفرا نيوز - كتب - العميد المتقاعد هاشم المجالي
ندما شاهد الشعب العربي المسلم والمسيحي أسد غزه المناضل يحي السنوار الذي خرج وهو واثق الخطوة يمشي أسدا بين الأسود في مؤتمره الصحفي والذي جمع فيه كل قادة الفصائل الفلسطينية المسلحة وهم مكشوفين الوجه على غير عاداتهم ومعلنين المقاومة حتى النصر أو الشهادة .
السنوار نطق بالحقائق التي كان العدو الصهيوني دائما ينكرها بالماضي ،ومن ثم تتكشف لنا ولهم الحقائق ، ويعودوا ليؤكدوا ما تصرح به حركة حماس من وجود أسرى أو من خسائر كانوا قد الحقوها بجيش الإحتلال أو من قدرات حماس الهجومية العسكرية .
قائد جيش الإحتلال ولأول مرة بالتاريخ يوصي وينصح حكومة الإحتلال التي أعلنت بأنها سوف تستهدف إغتيال قادة حماس ومنهم السنوار ، بأن اغتيال السنوار لن يكون في مصلحة دولة الإحتلال ورعاياها ، فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن جيش الإحتلال بات متأكدا من قدرات حماس العسكرية ومن قوة وصلابة عقيدتهم القتالية التي لن تنتهي باغتيال السنوار أو القادة الأخرين.
الإعلام العربي أثبت بأنه كله خائن للقضية العربية الفلسطينية باستثناء الإعلام الأردني وقناة الجزيرة القطرية اللذان لا زالا يقفان مدافعان عن الشرعية الدولية وعن حقوق المقاومة الفلسطينية .
المؤسسات الدينية الرسمية في كثير من دول العالم العربي والإسلامي أثبتوا بأنهم يرتدون عباءات السلاطين ، وأنهم يخونون العقيدة ويخالفون القرآن ورسالة الرسول الأعظم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وإلا لماذا اختفت الأدعية التي كنا نسمعها في الحرم المكي والنبوي والمساجد في تلك الدول والتي كانت تحث على الجهاد في سبيل الله ونصرة المسجد الأقصى والشعوب العربية والمسلمة في فلسطين وغيرها ، وتدعوا على الصهاينة والمحتلين ومن والاهم .
المؤسسات الإقتصادية والإجتماعية في معظم العالم العربي والإسلامي اثبتوا أيضا بأنهم محتلين ومستعمرين من قبل اللوبي الصهيوني الذي صار يدخل علينا بعد أن كان محظورا تحت مسمى شراكات اقتصادية وأمنية ، وصاروا يعملون بتوجيهات السلاطين والزعماء الموالون للعدو الصهيوني .
الشعوب العربية والإسلامية التي كانت بالماضي تخرج إلى الشوارع في كل أنحاء العالم لتندد وتستنكر أمام السفارتان الأمريكية والبريطانية الداعمان الأكبران للصهاينة في الإحتلال وتقتيل الشعب الفلسطيني ، صاروا يحاربوا من قبل الأنظمة العربية العميلة، فالخيانات في هذا الزمن ما عادت خيانات اشخاص وإنما خيانات أنظمة حاكمة وعلى الملأ وبكل وقاحة.
صحيح أن هناك سنوار واحد في غزه ولكنه استطاع ان يرعب الكيان المحتل في الداخل والخارج وارعب كل الموالين له من الأنظمة العميلة .
يا الله كم كنت أتمنى أن يخرج علينا سنوار واحد فقط من 23 زعيم عربي لديهم الجيوش والعدة والعتاد ليصرحوا تصريح يصل إلى 10% من ما يصرح به السنوار .
ولكن يا سادة يا كرام يبدوا أن السنوار جاء في زمن صار فيه زعيما للمقاومة ، في حين أن ما يقابله من زعماء عرب هم من فئة الدجاج اللاحم الذي لا يبيض وإنما يؤكل لحمه ويرمى عظمه بعد الأكل من هؤلاء الزعماء .
وفي هذا المقال أود ان اقول للسنوار وقادة المقاومة الأبطال ، بأن الوقت قد حان لكي لا تعتمدوا على مزارع الدواجن بالخارج ، فهي حتى وإن صرخت وصرحت فلن يتعدى صراخها وانتفاضتها انتفاضة الدجاجة التي تغط بالماء الساخن لتخرج إلى دولاب نتف الريش.
وأخيرا أقول بأن بشرى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالسلطان محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية تقابلها بشرى أخرى سوف تتحقق إن شاء الله ، البشرى التي تقول بأن هناك فئة من أمة سيدنا محمد في بيت المقدس واكنافه سيبقون مرابطون ومجاهدون وسينصرهم الله عاجلا أم أجلا.
حفظكم الله ورعاكم يا من تدافعون عن دين الامة وأرضها وعرضها وشرفها.