طبيب: خطورة التهاب الكبد الجديد للأطفال بشدته لا بسرعته


جفرا نيوز - قال استشاري الأمراض النسيجية والسريرية الدكتور حسام أبو فرسخ: ان خطورة إصابات الأطفال بالتهاب الكبد الحاد الجديد الذي انتشر مؤخرا في عدة دول تكمن بشدته وليس بعدد الحالات او سرعة انتقاله.

وأضاف: ان سبب الالتهابات الشديدة في الكبد والتي سجلت لعدد من الأطفال بين دول العالم مؤخرا، ما زال غير واضح او معروف، وعلى الرغم من ان الحالات قليلة، حيث قدرت حوالي 200 حالة حول العالم في 20 دولة تقريبا، إلا ان مشكلة الالتهاب ليس بعدد الحالات، إنما بكونه التهابا شديدا جدا قد يؤدي لفشل بالكبد والحاجة لزراعته.

وبين أبو فرسخ ان أغلب الأطفال الذين يصابون بالتهاب الكبد عادة يكون تحديدا (بالتهاب الكبد الوبائي A)، وأكثر من 97% من المرضى لا يحدث لهم فشل بالكبد ويمر المرض عليهم بسلام، وهناك حالات شخّصت فيه بالمملكة من قبل تعافت وتشافت، لكن صفات التهاب الكبد الجديد الذي أصاب عددا من الأطفال حول العالم غير معروف حتى الان بشكل كامل، وما زال غامضا، وخطورته ان الحالات تكون صعبة وتسبب التهابا شديدا يتطلب زراعة للكبد.

وأوضح ان اخر الحالات التي سجلت بهذا الالتهاب الجديد وأقربها للأردن كانت لطفل يبلغ 8 سنوات في قطاع غزة، والى الان لم تسجل اي حالة في المملكة حسب ما أعلنت الجهات المعنية لدينا، لافتا الى ان معظم الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب الكبد الوبائي الجديد وجدوا ان لهم علاقة بفيروس جديد يطلق عليه (أدينو فيروس)، فيما لم يجد الخبراء أي ارتباط بين هذا الفيروس وفيروس كورونا او لقاحاته، إذ ان معظمهم لم يصابوا بكورونا او تلقوا المطاعيم.

وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق، أن المملكة لم تسجل حتى الان أي حالة من حالات التهاب الكبد الوبائي الجديد، لكنها نبّهت كإجراء احترازي، الكوادر الصحية بالمستشفيات والمراكز الصحية، التعامل بحذر مع أي حالة تعاني من نفس أعراض التهاب الكبد الوبائي على أنها قد تكون إحدى تلك الحالات.

وعن أعمار الأطفال الذين يصيبهم التهاب الكبد الحاد الجديد، أشار ابو فرسخ الى انها تتراوح من شهر الى 16 عاما، وأما طرق انتقاله فما زال أيضا غير معروف، لكن يتوقع ان يكون عن طريق الفم أو الإخراج، ومن الممكن بطرق أخرى، حيث ان عدم معرفة طريقة انتقاله يثير القلق.

وعن أعراض الالتهاب الجديد كما ذكرها أبو فرسخ، فإنها التعب والهزال والاستفراغ والإسهال والإرهاق الشديد، بالإضافة لإصفرار البشرة والعينين وتغير لون البول، والوصول الى ارتفاع أنزيمات الكبد عند عمل الفحوصات اللازمة، وتبدأ هذه الأعراض بالظهور خلال يوم او يومين عند المريض، ولا أحد يعلم للآن إذا كان (فيروس أدينو) يسبب هذا الالتهاب بشكل مباشر او عن طريق مناعي اخر.

واعتبر ان عدوى التهاب الكبد الوبائي الجديد ربما ليست قوية، والدليل ان معظم الحالات هي فردية وقليلة، وعلى الرغم من ذلك يجب الانتباه والحذر، لأنه ما زال يصيب الأطفال وهو موجود في أكثر من 20دولة، متأملا ان لا ينتشر خلال الأشهر القادمة او تزداد الحالات، فإن بقيت أعداد الإصابات كالحالية فإنها لا تشكل خطرا مستقبلا.

وفيما يخص العلاجات التي تستخدم لهذا الالتهاب، أكد أبو فرسخ ان معظمها مسكنة ومؤقتة، لأنها علاجات للأعراض وليس للمرض، فأسبابه ما زالت غامضة، في حين بلغت الوفيات جراء الإصابة به حوالي 5 وفيات في دول مختلفة من بينها اندونيسيا والولايات المتحدة.

ودعا أبو فرسخ الأهالي الى التقيد بالنصائح العامة المتعلقة بالنظافة، كغسل اليدين والتأكد من نظافة المطاعم التي يتناول اطفالهم الطعام فيها، وتسخين الطعام لأن الفيروسات تقتل بالحرارة، كما طالب الجهات المختصة برصد أي حالات مشتبه بها من التهاب الكبد الوبائي إذا كانت غير معروفة السبب، والتبليغ عن أي حالة في المستشفيات والمراكز الصحية مع اتخاذ الحيطة والحذر.

الرأي