تأثير انفعالات الأم الحامل على جنينها
جفرا نيوز - أجريت العديد من الدراسات العالمية حول تأثير الانفعالات التي تصيب الحامل خلال فترة الحمل سواءً على الحامل والجنين، ولا تزال الأبحاث مستمرة حول أسباب إصابة الحامل بها، وزيادتها خلال الحمل، وتأثير ذلك على الجنين. "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها التقت باستشارية النساء والولادة حنان موافي، والتي أشارت لتأثير انفعالات الحامل على الجنين خاصة؛ لأن هناك معتقدات سابقة أن الحالة النفسية للأم تؤثر عليها فقط، وقد أظهرت الدراسات عكس ذلك.
أسباب انفعالات الأم الحامل
تؤدي التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل الأولى إلى شعور الحامل بالعصبية والتوتر والقلق بشكل لا تتحكم فيه.
قد يجعل تدفق الهرمونات في جسم الحامل في بداية الحمل أن تصبح عاطفية وتبكي بشكل غير عادي، وتعاني من تقلبات المزاج الشائعة أيضاً وهي من أعراض الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى.
عدم حصول الحامل على فترات نوم متواصلة وكافية يؤدي إلى زيادة عصبيتها.
تناول الحامل للمنبهات مثل الشاي والقهوة والمشروبات التي تحتوي على مواد مبيضة مثل النيسكافيه والكابتشينو.
نقص بعض العناصر والفيتامينات يؤدي لعصبية الحامل ومنها نقص فيتامين د قبل الحمل وأثناء التحضير له.
حدوث تغيرات على مستوى هرمونات السعادة بشكل فسيولوجي في جسم الحامل.
دراسة بريطانية تربط بين انفعالات الحامل وصحة الطفل العقلية
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن تعرض الحامل للتوتر أثناء فترة الحمل يؤثر على الطفل مستقبلاً حيث يؤثر على صحته العقلية ويؤدي إلى إصابته بالقلق والتوحد والوسواس القهري.
وكان من المعتقد قديماً أن توتر الحامل يؤثر عليها فقط، ولكن إجراء دراسات كثيرة ومنها دراسة بريطانية أجريت في كلية كينجز البريطانية توصلت إلى أن معاناة الأمهات من التوتر أثناء الحمل يؤدي إلى تغيرات في تطور المادة البيضاء المسئولة عن الجهاز العصبي لدى الأطفال، وحيث يتسرب هرمون الكورتيزول -وهو هرمون التوتر- من الرحم إلى المشيمة فيؤثر على الطفل مستقبلاً.
وقد أجريت الدراسة البريطانية من خلال توزيع استبيان على حوالي 250 سيدة اعترفن بأن فترة الحمل قد مرت بهن مع مشاكل نفسية وأسرية وعشن أجواءً من التوتر والقلق.
كما لوحظ أن التوتر والقلق يؤدي لولادة الأطفال في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل إلى الأسبوع الثالث والثلاثين منه أي لا تكتمل مدة الحمل لدى الأمهات، وقد تم دراسة سلوكيات ونفسية هؤلاء الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للتوتر خلال فترة الحمل بهم.
وخلصت الدراسة إلى أن هناك اكتشافاً تم التوصل إليه لأول مرة عن دور التوتر في انكماش أو تمدد المادة البيضاء، حيث تبين أن توتر الأم الحامل يؤدي إلى انكماش المادة البيضاء وتغير في تكوينها لدى الصغار بسبب تأثير الهرمون المعروف بهرمون التوتر عليهم.
وبعد الولادة تظهر صعوبات الرضاعة على المولود والنوم الغير منتظم وكثرة البكاء، وكذلك اضطرابات الأمعاء.
طرق تقليل تأثير انفعالات الأم الحامل على الجنين
ضرورة مراعاة الأم الحامل لنفسيتها خلال فترة الحمل، والبعد عن كل ما يعرضها للتوتر سواءً من الأجواء المحيطة بها أو المشروبات التي تزيد من التوتر مثل المنبهات بأنواعها.
كما أن على المحيطين بالأم مثل الزوج والعائلة أن يقدموا الدعم النفسي لها، وفي حال تعرض الحامل للتوتر والقلق فيجب أن تخضع لجلسات التفريغ النفسي والخروج إلى الطبيعة وممارسة رياضة المشي، لأن هذه المشاعر ليست ضارة بها ولكنها ضارة بالطفل في المستقبل، فأمراض مثل التوحد والوسواس القهري تتسبب بمعاناة من قبل الأسرة يمكن تلافيها بمراعاة نفسية الأم ودعمها خلال الحمل.