ما سبب السعال الجاف المتواصل؟
يستهين البعض بالسعال ويعتبره عارض بسيط لأيام ثم يزول، انما الطب لا يوافق ذلك.
فإذا أصبت بسعال جاف استمر قرابة شهرين، وكنت من غير المدخنين، فيعود السبب بذلك إلى العدوى التنفسية.
فإذا كنت تعاني أعراضاً للبرد أو أعراض "كوفيد – 19” قبل بدء السعال، إذا كان الأمر كذلك، فمن الشائع استمرار السعال لأسابيع بعد الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي. ومع ذلك، عندما يعاني شخص ما من سعال يستمر ستة أسابيع أو أكثر، فإنني عادة أطلب إجراء تصوير للصدر بالأشعة السينية للتحقق من وجود مشكلة أساسية في الرئة.
وتأتي معظم التهابات الجهاز التنفسي العلوي جراء الإصابة بالفيروس. وبعد زوال العدوى لفترة طويلة، تبقى الأنسجة الملتهبة والأعصاب على درجة كبيرة من الحساسية في الحنجرة أو القصبة الهوائية أو الشعب الهوائية (الممرات الهوائية). ويمكن أن تستمر هذه التغييرات لفترة أطول بكثير مما يدركه الناس. وبالإضافة إلى السعال المزعج، يعاني الكثير من الناس كذلك من الصفير أثناء التنفس.
في هذه الحالات، عادة ما يوصف للمرضى جهاز استنشاق أو بخاخ "ألبوتيرول” albuterol inhaler لاستخدامه وقت الحاجة (Proventil أو Ventolin أو النوع الجنيس generic) منه. ويمكن للبالغين الحصول على نفثتين ما بين كل أربع إلى ست ساعات. وإذا فشل ذلك في السيطرة على السعال، فإنه من الممكن في بعض الأحيان استخدام جهاز استنشاق يحتوي على الكورتيكوستيرويد corticosteroid.
من الممكن كذلك أن يكون السعال عرضاً جانبياً لتناول بعض الأدوية، خاصة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitors، مثل ليسينوبريل lisinopril (برينيفيل Prinivil وزيستريل Zestril وغيرهما، أو إنالابريل enalapril، وفاسوتيك Vasotec التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. ومن بين الأسباب الشائعة الأخرى للسعال المستمر لدى غير المدخنين الذين يتسمون برئة صافية وتظهر الأشعة السينية للصدر لديهم طبيعية، التنقيط الأنفي الخلفي postnasal drip، والارتجاع الحمضي Acid reflux والربو غير المشخص.
في بعض الأحيان، لا يعاني الأشخاص من الأعراض الشائعة المرتبطة بهذه الحالات. على سبيل المثال، قد لا يعاني الشخص من احتقان الأنف ومع ذلك لا يزال يعاني من تنقيط أنفي خلفي. كما يمكن أن يسبب ارتجاع الحمض، السعال. وفي بعض الأحيان كذلك لا يلاحظ المصابون بالربو وجود صوت صفير أثناء التنفس.
وعندما لا توجد أدلة على السبب المحتمل للسعال المزمن، أوصي المرضى في الغالب أولاً بتناول بدمزيل الاحتقان، مع أو من دون مضادات الهيستامين، بغرض علاج التنقيط الأنفي الخلفي المحتمل. وإذا لم يساعد ذلك، فإن نصيحتي التالية تتعلق بإمكانية وجود ارتجاع حمضي، وتتضمن عناصرها:
– تجنب الاستلقاء على الظهر لمدة ثلاث ساعات بعد الأكل
– تناول وجبات أقل
– ملاحظة الأطعمة التي تسبب تفاقم الأعراض، وتجنبها
– استخدام واحدة من مثبطات مضخة البروتون، مثل أوميبرازول omeprazole (بريلوسيك Prilosec)، لفترة قصيرة.
وإذا لم تساعد هذه الإجراءات، فقد تكون هناك حاجة لاختبارات تشخيصية إضافية، التي ربما تتضمن اختبارات التنفس للكشف عن الربو غير المشخص أو التحقق من وجود حمض في الجزء العلوي من المريء.
تدعي العديد من منتجات البرد المتاحة دون وصفة طبية أنها تقلل السعال. إذا جربت مثبطاً للسعال، فأبحث عن مثبط يحتوي على مكون ديكستروميثورفان dextromethorphan، ذلك أنه في الوقت الذي خرجت الدراسات السريرية حوله بنتائج مختلطة، تشير معظم الدراسات إلى أنه يقلل السعال مقارنة بالدواء الوهمي (بلاسيبو).