حكايا قبل العيد (١)
جفرا نيوز - بقلم: الدكتور محمد أبو عمارة
لم أكن أستطيع المرور من أمام تلك الفاترينا دون التوقف والتأمل! كيف لا ومنها سأختار حذاء العيد!
كان محل الأحذية الذي يعرض الأحذية بطريقة مدهشة في طريق مدرستي وكنت أخر من أمامه بالذهاب والإياب
وكنت عندما أختار حذاء العيد من الفاترينا لا أتقبل أن يختاره أحد أبناء حارتي ويكأني اخترته حصريًا لي - ويا ويله- اللي بيفكر يختار نفس الحذاء!! وإن حصل أن وجدت أحدهم قد لبس نفس الحذاء فعداء وخلاف طويل سيحصل بيننا…
أما ملابس العيد فهي قصة مشوقة وكيفية اختيارها ورحلة البحث مع والدتي كانت طويلة وكنت أنا قنوعًا ليست لي شروط كثيرةلذا كانت والدتي دائمة الترضي علي لأنني سهل ومرضي وما بغلبها بالإختيار!
كنا نذهب إلى البلد سوق الحميدية تحديدًا وغالبًا ما نبحث هناك عن ملابس رخيصة وكويسه وبنت ناس.
وعند شرائها كانت تبدأ مرحلة الاحتضان لها وعرضها على كل الزائرين ويكأنها شهادة تقدير! أو إحدى الأنجازات وتبدأ المقارنات مع الأقارب وأبناء الجيران …
كانت السعادة بالملابس الجديدة لا تعادلها سعادة.
وقبل العيد بيوم يأتي دور الحلاق والانتظار الطويل مع الأصدقاء وأحاديث الحلاق التي لا تنتهي مع عبارات : يسلم عليك أبوي وبيحكيلك زبطلي الحلقة،،، وكتر كلونيا،،، وحلاقة عيد مش مدرسة! يعني ما تخفف كثير من الشعر…
ومن أهم الفعاليات هي عمل كعك العيد حيث كانت والدتي وخالاتي وجاراتنا غالبًا يجتمعن معاً ويبدأن بعمل معمول العيد بشكل جماعي وينجزون لكل أسرة كعكاتها ثم يتم الشوي بالفرن …وكنت تشتم رائحة الكعك من بداية الشارع كم كانت شهية …
أيام جميلة لا تستطيع ذاكرتي إهمالها كلما اقترب العيد،،،
*رئيس جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين