عامل وطن : لا أدري كيف أقول لأبنائي ستصومون دون مأدبة إفطار


جفرا نيوز - عقدٌ تام من الزمن ومكنسته ترافقه، تمسك بيمينه في كافة الفصول، تجوب معه شوارع احدى محافظات الشمال، تؤنس وحدته وتشاركه الهموم.

الاربعيني «ابو محمد» اختار ان يكون عامل وطن – بالمياومة - على ان يمد يده لتسول لقمته، اختار ان يعجن رغيف خبزه بعرق جبينه ليوفر لابنائه الخمسة لقمة حلال تسد جوعهم ان استطاع ذلك، فيوم يأكلون وايام يتضورون ويبكون ويكون النوم من شدة الجوع اقرب لهم من رغيف الخبز.

لم تكن امور ابو محمد بهذا السوء الا عندما بدأت الديون بالتراكم بعد اخذ قرض من احدى المؤسسات التمويلية ليسند مرض شريكة العمر. يقيم في منزل بسيط أجرته تستحوذ على اكثر من نصف راتبه الذي لا يتجاوز بعد الاقتطاعات الضريبية والضمان الاجتماعي حاجز الـ 230 دينارا اردنيا «فقط لا غير»، وبعد حديث طويل مليء بالغصات قال» والله لقمة خبز بالبيت ما فيه... ولا حتى حليب للبنية الصغيرة، ما عمري مديت ايدي للناس بس الفقر هلكني.. مش عارف من وين القاها... الحمد لله على كل حال».

بعد ان انهارت قواه من ديون ليست كبيرة لكنها كسرته امام اعين اطفاله، فلم يعد بمقدوره توفير ابسط احتياجات اسرته، فاستسلم باحثا عن مخرجه الاخير بنشر قصته علها تطرق ابواب من يقدم له العون، وينتشله من بين فكي الفقر هو واسرته.
ابو محمد تحدث  عن صاحب البيت الذي رفع قضية للمطالبة بحقه المتأخر من الايجار، وعن فواتير المياه والكهرباء المتراكمة، والامر والاقسى قوت اطفاله فحين يشعر بجوعهم يهزم امام أعينهم الف مرة، لم يعتد ان يطلب العون، كان يحتمل بصمت صارخ، الا ان صوت امعاء اطفاله الخاوية كسرته ولو كان يمتلك ان يختبىء خلف كرامته خوفا من الفضائح لفعل، لكنه الجوع  كبل يديه وقدميه، وارداه قتيل ظروفه المعيشية الضنكى.

ابو محمد لا يعرف كيف يبدأ رمضان، كيف يقول لابنائه انهم سيصومون على مدار اليوم، وان لا مأدبة افطار لهم ان لم يتحنن عليهم احدهم بطبق ما،  هو لا يجد طريقة ليبلغهم ان لا عيد ينتظرهم ولا حلوى ولا حتى ملابس مستعملة سيحصلون عليها هذا العام لتزين اجسادهم النحيلة.



الدستور