منعت لثلاثة عقود.. تنظيم عروض أزياء في السودان يثير انقساما
جفرا نيوز - بدأت سيدات أعمال ومصممات أزياء بتنظيم عروض أزياء في السودان، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي منع طوال الثلاثين عاما من حكمه ”1989- 2019″، تنظيم مهرجانات الموضة والأزياء؛ بذرائع دينية مدرجة في أوامر محلية، تعاقب مخالفيها بالسجن والجلد والغرامة.
ونُظمت بالفعل عروض للأزياء في السودان، بينما تستعد جهات أخرى لتنظيم المزيد من العروض التي تجذب الانتباه لأحدث صرعات الموضة، وتلقي الضوء على الأزياء الفلكلورية في كل منطقة على حدة بالبلاد، وسط انقسام وجدل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض.
ويتذرع الرافضون لمثل هذه العروض بالنصوص الدينية، فيما يرى المؤيدون أن عروض الأزياء هي تعبير عن الحداثة والانفتاح، ناهيك عن أنها تعكس التنوع في المجتمع السوداني.
وتستعد سيدة الأعمال ومصممة الأزياء السودانية الشهيرة، نيرمين قرقفي، لتنظيم أكبر مهرجان لعرض الأزياء في السودان، خلال الفترة المقبلة، ويستمر لمدة أسبوع، يتناول كل يوم من أيامه ثقافة وتراث منطقة جغرافية معينة من أزياء وأكلات شعبية وأغان تحت شعار: ”وحدتنا وقوتنا في تنوع ثقافاتنا".
وقالت قرقفي التي نظمت أول عرضين للأزياء في السودان، خلال الفترة الماضية، لـ"إرم نيوز"، إن ”المهرجان المقبل هو عمل وطني خالص، يهدف إلى رتق النسيج الاجتماعي، والتعريف بالثراء الذي يتميز به السودان من خلال التنوع الثقافي والعرقي"، لافتة إلى أن هذا التنوع يمثل ”ثراء وميزة لبلادنا".
وأضافت قرقفي: ”لا أعتقد أننا خرجنا عن المألوف فيما يخص عادات المجتمع السوداني، إذ إن ما يعرض يمثل الزي القومي السوداني مع بعض الأزياء العصرية، في سياق يتفق مع العرف والعادة في السودان".
وأردفت قرقفي أنه ”منذ صغري وأنا مهتمة بكل ما يخص الموضة والتجميل، وشغوفة بكل ما هو جديد في هذا الفن الجميل، فأنا خبيرة تجميل وتلقيت العديد من الدورات التدريبية خارج السودان، وعلى أيدي خبراء عالميين، ومن المعروف أن الموضة والتجميل وجهان لعملة واحدة، أما بخصوص الأسرة، فكانت الداعم الأول لي طيلة الفترات السابقة".
ووجد عرض الأزياء الأول، ردود فعل متباينة، ما بين الرفض والقبول، إذ اعتبر البعض أن مثل هذه الفعاليات دخيلة على المجتمع السوداني.
وأقيم العرض المذكور، في حزيران/يونيو الماضي، وشارك فيه عشرون مصمما ومصممة وعارضة، وطغى على تصميماته اللونان الأبيض والأسود.
واهتمت مواقع التواصل الاجتماعي، بصور الحفل والعارضات المشاركات فيه، حيث أشعلت عارضات الأزياء المشاركات في المهرجان مواقع التواصل الاجتماعي، وتسابقت صفحات مواقع التواصل، وخصوصا فيسبوك، على نشر صور العارضات اللائي سحرن المتابعين بأناقتهن وإطلالتهن.
وفي 2019، ألغى مجلس الوزراء قانون النظام العام الصادر منذ 1996، وكان معنيا بتجريم السلوكيات الشخصية مثل ما يعرف بالزي الفاضح وغير ذلك، إذ كان القانون يمنح الشرطة سلطة تقديرية لتحديد ما إذا كانت الملابس غير محتشمة، والحق في السماح بإقامة الحفلات الخاصة والعامة أو حظرها.